أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


مياه للاردن وحديث أخوة مع الامارات

بقلم : المهندس سمير الحباشنة
05-12-2021 11:03 PM

1.
من الواضح أن الاشقاء في الامارات العربية المتحدة قد أحسّوا بوجع أشقائهم الأردنيين الناجم عن شح المياه. حيث ان الاردن اليوم يمر في أوج معضلة نقص المياه ، خصوصا بعد الموسم الاخير الممحل، حيث جفّت سدودنا لأول مرة، وعانى مواطنونا ولا زالوا الأمرّين، ذلك أن أغلب المناطق في الاردن لا تصلها مياه الشفّة (الشرب) الا لماماً.
كذلك وفي ضوء شح المياه هذا ، فان الزراعه الاردنية مهددة بالانحسار، مما يزيد من نقص الغذاء واتساع رقعة الجوع والفقر التي هي بالأساس واسعه، وتشكل تهديداً لحياة الاردنيين، حيث تقول الدراسات أن نسبة الفقر في الاردن تزيد عن 25% وهي نسبة مرشحة للزيادة ان بقى الحال على ما هو عليه.
وبالتالي جاء المقترح الاماراتي بتوليد الكهرباء في البادية الاردنية ومقايضته بماء محلّى ، وعلى ما يبدو باستعداد الامارات لتغطية كلفة ذلك ، في سياق حرص الأشقاء على حل معضلة نقص المياه المزمنة في الاردن .
ولكن وحتى لا يتم فهم الموضوع خارج سياق العلاقات الأخوية بين الامارات والأردن ، وحتى لا يحمل المقصد غير ما هو عليه ، وحتى يتم تجنب التشويش الذي رافق هذا الاعلان، فانّ هناك بدائل ذات تكلفة أقل و أكثر عملية وأكثر سرعة في التنفيذ، نضعها أمام الأشقاء في الامارات العربية، مع تجديد شكرنا الى وقوفهم الدائم مع الأردن في هذا المشروع وفي غيره أيضا.
2.
لدى الأردن دراسات شبه مكتملة لتحلية ما مجموعه ثلاثمائة مليون (300 مليون م3) من بحر العقبة، وذلك بكلفة اقل سواء ما تعلق بالامر بالتحلية او بالخط الناقل من المياه من العقبة مقارنة بالمشروع المطروح الكهرباء مقابل الماء .
وهذا اقتراح عملي ، وأسهل بكثير ولا يحتاج لاتفاقات دولية ، ويبتعد عن مسألة خلافية أخذت مداها في الشارع الأردني والعربي بعامة، وتجنّب تسييس مبادرة الأشقاء في الامارات، والتي أنظر اليها بنزاهة ، مادام الأمر يتعلق بخدمة الأردن واعانته على تجنب كارثة شح المياه ، التي نعيش بين ظهرانيها ، والتي من المتوقع ان تزداد حدتها خصوصا مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان، وتغطية احتياجات الأشقاء اللاجئين السوريين الذين يصل عددهم في الأردن الى ما ينوف عن ( 1.5 مليون) مواطن سوري موجود في مخيمات اللجوء في الاردن وكذلك في أغلب مناطق ومدن المملكة.
3.
انّ من شأن هذا البديل أن يوفّر كميات مياه أكبر من تلك التي أُعلن عنها والمقدره بمئتي مليون (200 مليون م3 ) من البحر المتوسط ، مقارنة بثلاثمائة مليون (300 مليون م3) من المياه من بحر العقبة ، وان من شأن هذا الاقتراح البديل أن يوفر كلفة باهظة مقارنة بكلفة اقل حين تتم التحلية في العقبة ، كذلك فان الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ هذا المقترح البديل هي أقصر. فالحالة الاردنية مع المياه ونقصها لا تحتمل التأجيل او الانتظار لسنوات حتى تتم التحلية في البحر المتوسط وانشاء الخط الناقل ، وما يحتاج اليه ذلك من اتفاقات دولية قد تأخذ وقتا طويلا حتى يتم أنجازها.
******
وبعد، نشكر الأخوة في الامارات على وقوفهم مع أشقائهم في الاردن، مع الاشارة الى ان هذا المشروع الكبير ، ونظرا لكلفته العالية و تخفيفاً على الاشقاء فانه يمكن ان يتم على مراحل،كل منها بطاقة انتاج تحلية (50 مليون م3) ، الى ان يتم المشروع بالكامل على مدى ستة سنوات .
وعلى حكومتنا “العتيدة” أن تبادر الى طرح هذا المشروع على الأشقاء في الامارات كبديل لما ورد في مذكرة التفاهم الموُقعة مؤخراً ، فالفوائد في ذلك كبيرة وتجنبنا جميعاً من اساءة للفهم وتشويه للمقاصد .
والله، ومصلحة الوطن من وراء القصد.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-12-2021 08:53 AM

خطاب وازن متزن يعارض دون اي تشنج ، وبهدوء يطرح الحل المقنع .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012