أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


حلّ الدولتين الإسرائيلي

بقلم : حماد فراعنة
05-05-2012 12:28 PM


ليست المرة الأولى التي يُعلن فيها نتنياهو زعيم الليكود، رئيس الوزراء الاسرائيلي، تأييده لإقامة دولة فلسطينية مترابطة ومنزوعة السلاح، فقد سبق وأعلن لأول مرة في حزيران 2009، بعد خطاب الرئيس الأميركي أوباما في جامعة القاهرة، أنه يوافق على حل الدولتين على أرض فلسطين التاريخية، واعتبر موقفه أنذاك نقلة ثورية، لأنه اختلف مع شارون حول هذا الحل ووقع الانشقاق بينهما بسبب ذلك الموقف المتقدم من قبل شارون والذي سبق نتنياهو عدة سنوات على إعلانه، ومنذ ذلك الوقت انبرى نتنياهو متقدماً بشكل هجومي على الرئيس محمود عباس، مطالباً إياه بفتح التفاوض على أساس حل الدولتين، ومتهماً الرئيس الفلسطيني بالتهرب من طاولة المفاوضات، الأمر الذي دفع أبو مازن إلى الاستجابة لقبول أشكال مختلفة من المفاوضات ، تحت إلحاحات نتنياهو، وضغوط أميركية وعربية ، أثمرت عن لقاء القمة بين نتنياهو وأبو مازن برعاية الرئيس أوباما في واشنطن، ولقاءات سرية أدنى بين الطرفين في القدس، ولقاءات استكشافية تمت برعاية أردنية في عمان، ولقاءات متكررة بين عريقات ومولخو مرة أخرى في القدس لم تحقق ما هو مطلوب منها فلسطينياً وهي:

1- وقف الاستيطان وتهويد القدس 2- البدء من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات مع يهود أولمرت 3- تحديد حدود المفاوضات بخطوط الرابع من حزيران 1967 وعلى أساس أنها الحدود الفاصلة بين الدولتين ، وأخيراً 4- إطلاق سراح أسرى مرحلة ما قبل التوقيع على إتفاق أوسلو التدريجي المتعدد المراحل ، الموقع عام 1993 .

رفض نتنياهو للنقاط الأربع لا يعود لأسباب إجرائية، بل يتعلق بقضايا مبدئية، فهو يرفض مبدئياً حل الدولة المستقلة للشعب الفلسطيني، ويرفض حل الدولتين على أساس الانسحاب حتى خطوط الرابع من حزيران 1967 ، ويرفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي والمدن والقرى التي طردوا منها عام 1948 ، واستعادة ممتلكاتهم فيها أي في اللد والرملة وحيفا ويافا وبئر السبع، والتعويض على معاناتهم جراء التشتت والتهجير بسبب ما وقع عليهم من ظلم وإجحاف على أيدي القوات الأسرائيلية، وأخيراً يرفض تقوية أبو مازن وخياراته لأنها تقوى على حساب إسرائيل ووضعها الاستراتيجي .
حل الدولتين بنظر نتنياهو يقوم على إعطاء الفلسطينيين ما تبقى من الضفة الفلسطينية بعد اقتطاع ثلاثة مواقع هي القدس الشرقية، والأراضي الواقعة غرب الجدار العازل، ومنطقة الغور بعمق 15 كيلو مترا على امتداد نهر الأردن حتى لا تكون هناك حدود أردنية فلسطينية بل مجرد معابر مسيطر عليها من قبل الأسرائيليين لتحول دون تدفق وعودة النازحين ومن يرغب لأستعادة هويتهم الفلسطينية ورقمهم الوطني ، وهو حل ورؤية وطرح لا يقبل بها أي فلسطيني، ولا يسمح لنفسه بالاستماع لمضامينها، أو تداولها، أو أن تكون مجرد اقتراح على الطاولة ليتم تعديله، فالأساس أن يكون على الطاولة قرارات الأمم المتحدة وعلى أرضيتها تتم المساومة والتعديلات، لا أن يكون الطرح الأسرائيلي المهين هو قاعدة الحل، مدعوماً بموازين القوى'الطابشة' لصالح التفوق الأسرائيلي العسكري والبشري والتكنولوجي والسياسي والأستخباري ، ومهما حاول المفاوض الفلسطيني إجراء تعديلات أو رفع سقف مطالبه، فلا يصل إلى مستوى الحد الأدنى المقبول فلسطينياً وعربياً ودولياً ، ونتنياهو يستغل الرفض الفلسطيني لتسويق نفسه على أنه يعمل ويدعو للمفاوضات وها هو يعلن قبوله بحل الدولتين ، وذلك بهدف واضح الهروب إلى الأمام ، وعدم التجاوب مع المسؤوليات والاستحقاقات المطلوبة منه، فلسطينياً وعربياً ودولياً .

الفلسطينيون لديهم مشكلة إسرائيلية لا يملكون حلها تتمثل بثلاثة عقبات تعترض طريقهم وصولاً إلى طاولة المفاوضات هي أولاً نتنياهو نفسه ، وثانياً حزبه الليكود الذي لا يقل شراسة وتطرفاً عنه وبعض قياداته يزيد عليه، وثالثاً الائتلاف الحكومي الأكثر تطرفاً من نتنياهو ومن الليكود .
ولديهم مشكلة أميركية ثانية تتمثل بتهرب واشنطن من مسؤولياتها هذا العام بسبب الانتخابات الرئاسية ، والرئيس الأميركي مرهون للاشتراطات الأسرائيلية اليهودية الصهيونية وتأثيرها على صناديق الاقتراع من خلال المال والأعلام والأصوات اليهودية ، مما يعكس نفسه على مبادرات الحل وتوظيف الضغط الأميركي على الطرف الفلسطيني الضعيف مخلياً الطرف الإسرائيلي من إلتزاماته وعدم إيفائه بما هو مطلوب منه .

ولدى الفلسطينيين مشكلة ثالثة بالغياب العربي، وتفككه، ما بين الرضوخ للضغوط الأميركية والاستجابة لمطالبها، بما فيه العمل على تجفيف موارد منظمة التحرير وسلطتها الوطنية وعدم تسديد الالتزامات المالية المترتبة عليهم نحو فلسطين والقدس، والجزء الأخر من العالم العربي غارق في مشاكله الداخلية الأمنية والسياسية والاقتصادية حتى نخاع العظم .

ولذلك لا حلول للوضع الفلسطيني إلا عبر المارد الفلسطيني، والبوابة الفلسطينية وتأطير القدرات الفلسطينية وتحريكها على أرض الواقع والمواجهة عبر مناضلي شعب الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وعبر مناضلي شعب الضفة والقدس والقطاع ، وعبر الجاليات الفلسطينية المنتشرة في العالم، كي يتعلموا من اليهود ماذا يصنعون لإسرائيل ؟ ماذا يفعلون لها من دعم وتأييد ليفعلوا مثلهم في كيفية دعم فلسطين وشعبها ونضالها ؟ .

العامل الفلسطيني هو الأساس فهو المظلوم وهو المضطهد وهو الذي يأكل الحصرم والعصي، وبالتالي هو المعني بالنضال والتخلص من العذاب ، والعامل الثاني الذي لا يقل أهمية قبل العرب والمسلمين وأميركا وأوروبا هو العامل الإسرائيلي، كيف يمكن اختراق المجتمع الإسرائيلي وكسب انحيازات من بين صفوفه لعدالة القضية الفلسطينية وشرعية مطالبها ، وكيف ربط المستقبل الأسرائيلي وأمنه مع فلسطين وشعبها وليس مع الجموح والتطرف الاستعماري الإسرائيلي التوسعي المدمر للإسرائيليين وللفلسطينيين على السواء .

العقل والإرادة الفلسطينية اللتان خطتا طريق الخيار الفلسطيني منذ الخمسينيات والستينيات واختارت طريق فتح وجبهة التحرير الفلسطينية وأبطال العودة وشباب الثأر ، وإختارت طريق المواجهة في معركة الكرامة ، وإختارت الحل المرحلي، واتفاق أوسلو التدريجي المتعدد المراحل وعودة الجزء الأكبر من القيادة الفلسطينية إلى الوطن، ونقل الموضوع الفلسطيني من المنفى إلى الوطن ، هذا العقل وهذه الأدارة ، ستكشف طريقها ، وتختار برنامجها، القائم على ثلاثة عوامل هي وحدة المؤسسة ووحدة البرنامج ووحدة الأدوات الكفاحية ، وعندها، ستواصل الحركة الوطنية الفلسطينية طريقها نحو إسترداد مبادراتها الخلاقة، في مواجهة المشروع الاستعماري الإسرائيلي برمته وهزيمته وانتزاع حقوق الشعب العربي الفلسطيني الثلاثة : حقه في المساواة في مناطق 48، وحقه في الاستقلال في مناطق 68 ، وحقه في العودة للاجئين، ولا خيار أخر .

h.faraneh@yahoo.com








التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-05-2012 05:17 PM

ولذلك لا حلول للوضع الفلسطيني إلا عبر المارد الفلسطيني، والبوابة الفلسطينية وتأطير القدرات الفلسطينية وتحريكها على أرض الواقع والمواجهة عبر مناضلي شعب الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وعبر مناضلي شعب الضفة والقدس والقطاع ، وعبر الجاليات الفلسطينية المنتشرة في العالم، كي يتعلموا من اليهود ماذا يصنعون لإسرائيل ؟ ماذا يفعلون لها من دعم وتأييد ليفعلوا مثلهم في كيفية دعم فلسطين وشعبها ونضالها ؟ .

العامل الفلسطيني هو الأساس فهو المظلوم وهو المضطهد وهو الذي يأكل الحصرم والعصي، وبالتالي هو المعني بالنضال والتخلص من العذاب ، والعامل الثاني الذي لا يقل أهمية قبل العرب والمسلمين وأميركا وأوروبا هو العامل الإسرائيلي، كيف يمكن اختراق المجتمع الإسرائيلي وكسب انحيازات من بين صفوفه لعدالة القضية الفلسطينية وشرعية مطالبها ، وكيف ربط المستقبل الأسرائيلي وأمنه مع فلسطين وشعبها وليس مع الجموح والتطرف الاستعماري الإسرائيلي التوسعي المدمر للإسرائيليين وللفلسطينيين على السواء .
هذا كلام موزون وعقلاني ولكن الا تعتقد استاذي الكريم انه آن الاوان للقياده الفلسطينيه أن تولي الاهتمام لاصحاب الفكر والاختصاص من الفلسطينيين لاعتماد منهجيه تفاوضيه واعلاميه واقتصاديه وفكريه تتناسب او على الاقل تصل الى بعد خطوات من المهنيه والمهاره الاسرائيليه في تنفيذ واتخاذ الاجراء والتخطلط لسياسة المراحل المتباعده المتواصله مع تخطيط المراحل الآنيه حيث ان المال اليهودي لا يستطيع وحده دون فكر ومنهج يتناسب مع تطور الفكر والنظره العالميه في الشان السياسي والاجتماعي في الغرب على وجه الخصوص ولتوضيح ما اقصد تحديدا فانظر الى مرحلة التفاوض في اتفاق اوسلو حيث ذهب السيد احمد قريع ليتفاوض في منزل البروفسور النيرويجي ليجد أن رابين وشمعون بيرس قد بعثو من جانبهم محامي شاب من تل ابيب ذو خبره وعندما انتهى الامر الى صياغة مسودة الاتفاقيه من قِبل المحامي الاسرائيلي ابتداءً خرج احمد قريع مغادرا الغرفه الى حديقة المنزل غاضبا ومرددا للبروفسور ان هذا الرجل يقلب الموازين ولا يسعى الى اتفاق فلحق به المحامي الاسرائيلي وقال له يا سيد قريع لماذا تغضب انظر الى مسودة الحوار اليست هذه اجاباتك على الاسئله التي طرحتها عليك وكان قد طرح عليه ما يزيد على مئة سؤال قبل صياغة المسوده فمنها مثلا قال له هل تنوي السلطه الفلسطينيه ان ترسل جابي ليقرأ عداد الكهرباء في منزل المواطن الاسرائيلي في المستوطنات قال له قريع على الفور لا بالتاكيد وقال له هل تنوي السلطه التدخل في برنامج التعليم في المدارس الكائنه في المستوطنات قال له قريع لا وهكذا اسئله وفي كل سؤال حسب البروفسور النيرويجي كان قريع يبدي استهجانه لمثل هذه الاسئله وسخريته احيانا حيث ان ثقافة التفاوض التي تعود عليها الى ذلك الحين يا بطخه يا بكسر مخه وارفع راسك سال الدم وهذا لا يتناسب مع التفاوض فمن يقبل التفاوض عليه ان يعرف كيف يفكر خصمه واي طريق ودهاء يتبناه وعندما اراه المحامي المسوده قال له هذه اجاباتك انت وليس اجاباتي وانا قمت بصياغة هذه الاجابات على شكل اتفاق بناء على ما تفاوضنا عليه وبعدها تمت التهدئه وعندما كانت عملية اوسلو توقع من الجانبين كان الهاتف مفتوحا بين المحامي الاسرائيلي وشمعون بيرس وبين قريع والمرحوم ياسر عرفات وصل الاتفاق الى نقطة تعثر لتمسك الجانب الاسرائيلي بشروط جوهريه تتعارض مع الرؤيا الفلسطينيه واخبر المحامي بيرس بعدم قبول قريع لتلك الامور قال له بكل بساطه اعرض عليه امرا سوف يعمل كاثر الضوء العالي في وجه السائق المقابل اثناء الليل فقال له وما هو قال بيرس قل له سوف تعترف اسرائيل بالمنظمه كممثل للفلسطينين ,وعندما نقل قريع ذلك لعرفات قال له هذا ممتاز اقبل ووقع وبعد اخذ القرار تم عرض الاتفاق على المحامي عصفور من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل وبدل ان ينظر نظرة المحامي المحلل نظر نظرة المجامل لرئيسه وقال لعرفات رائع رائع وهكذا دواليك يا استاذ حماده كم من الفلسطينيين في العالم يملكون الخبرة والقدره والكفاءه على التفاوض وادارة الحوار في المحافل الدوليه واستطاعتهم على كسب الراي العام لصالح المفاوض الفلسطيني ولكن قيادات العرب عموما تتماشى مع او تنطبق عليها فعلا قصيدة نزار قباني رحمه الله عنتره ولا وجود لاصحاب الراي والكفاءه في هرمهم المتوارث او المكتسب عن طريق التودد وهز الاذناب ومسح الجوخ,وقبل ان انتهي من تعليقي اضرب مثلا آخر انظر يا استاذي الكريم مثلا الى نظرة وسياسة وصياغة الاسرائيلين حول اعداد اللاجئين 48 مثلا فهم يقولون اللاجئون في 48 حسب الاحصاءات 750000 لاجئ والان بعد ما مات من مات بقي منهم 150000 لاجئ ويحاورون ويعارضون الاعتراف او حساب ابناء اللاجئين او زوجاتهم على انهم يتسموا بلاجئين وعندما يطرح الجانب الفلسطيني للامم المتحده طرحه يدخل الجانب الاسرائيلي بمقولة هل الاناث لو اعتبرنا الابناء لاجئين يستحقن ان يُشملن كالذكور بالطبع ما زال ذلك قيد التحاور بحيث اذا ما تم الاتفاق مستقبلا على موضوع اللاجئين او تسويه فلن يقبل الجانب الاسرائيلي بحكم اصراره على مبدأ التعداد حسب رؤيته هو الا الاعتراف بحقوق 150000 لاجئ وبين حانا ومانا ضاعت الحانا فالى متى يتحكم بمصير القطعان العربيه في قريتنا عنتره

2) تعليق بواسطة :
05-05-2012 11:47 PM

you are so intersted in refugee issue ? are you also willing to share the Pie of the Refugees,as most of Arab hosting countries intend to ?They want to fuck the refugee even if he is dead

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012