أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


الإسلاميون... فوق صفيح ساخن !

بقلم : علي الحراسيس
06-05-2012 09:34 AM
... على عكس ما كان متوقعا أن يحدث ، أو أن تحدثه القيادات الشابة المستنيرة في حركة الإخوان المسلمين من تغيير أوتعديل في منهج ومسلك الحركة في تعاملها مع الدولة الأردنية والشعب الأردني ، و السماح ل ' ربيع إسلامي ' ينسجم مع الربيع العربي الذي لم تستثمره الحركة الإسلامية بشكل ناجح تجري من خلاله إصلاحات واسعة في منهج ومسلك الحركة على مستوى شعبي أو سياسي في وقت تطالب الحركة بإجراءات إصلاحية للدولة الأردنية ، فقد شهد ماراثون الانتخابات الداخلية لهذه الجماعة ولأول مره في تاريخها تجاذبات و' مؤامرات ' قاسية بحق رموز تاريخيين أفنوا حياتهم في خدمة الجماعة وبرامجها من الرموز ' الهادئة ' التي تنشد التخفيف من حدة التوتر مع الدولة الأردنية ، وإعادة الثقة مع الجماهير في مختلف المحافظات ، والتي تصدت لتلك الحركة في أكثر من موقع طال مقاراتها ومسيراتها وأنشطتها ومحاربة بعض رموزها من' المتعنتين ' أصحاب التصريحات المنفرة تجاه الدولة أو تجاه الشعب الذي أتهم أنه مدفوع بثمن بخس لفا خروجه في مسيرات ولاء وانتماء ، وإن كنا نتحدث عن تلك التجاذبات فإننا لا نظلم تلك الحركة حين نقول ان هناك تيارا سياسيا ' هادئا ' داخل الحركة لا بأس به بات يفكر بإطارات إسلامية أخرى بعيدا عن الإطار الرسمي لحركة الإخوان المسلمين !
فما شهدته ' دراما ' انتخاب المراقب العام للحركة يشير إلى اصطفافات جديدة بعيدة كل البعد عما نسميهم بالحمائم والصقور ، إذ ظهر اتجاه واضح لا زال يمسك بزمام الأمور ، نشط بشكل عنيف للإبقاء على الصورة والمسلك الذي يتبعه الإخوان بالتعاطي ' المستفز ' مع الدولة الأردنية من جهة ، وازدراء اتجاهات ومطالب الناس نحو ضرورة أردنه هذا التنظيم ، الذي لاطائل من إخفاء النزعات الإقليمية لبعض قيادته من جهة أخرى ، فيما حاول اتجاه أخر إمساك العصا من الوسط للحفاظ على النزعة الرافضة المتشددة في التعاطي مع الدول الأردنية وضرورة منح لمسات ' أردنية ' على شكل التنظيم وبرامجه وقياداته ، فتحالف الاتجاهان واستطاعا إسقاط أصحاب نزعة تخفيف حدة التوتر مع الدولة وإعادة الثقة مع العشائر تحديدا ، فظهرت النتائج العامة لجماعة الإخوان على الشكل الذي بدت عليه ، بالرغم من أن الخداع قد لعب دورا في تلك المعركة ، إذ اتفق همام سعيد والفلاحات كما يشاع على وضع أوراق بيضاء داخل الصندوق ، وترك الخيار للمجلس لتقرير الفائز ، لكن الذي حدث أن الفلاحات التزم بتقديم ورقة بيضاء ، بينما لم يلتزم همام سعيد وقام بانتخاب نفسه ، الأمر الذي مكنه من الفوز في منصب المراقب العام بفارق صوتين عن الفلاحات الذي كان فاز على الدكتور همام في الجولة الأولى بفارق صوت واحد ، كان يمكن للفلاحات الفوز لو رشح نفسه ولم يتقدم بالورقة البيضاء ، وتلك ' لعبه ' أو خديعة انطلت على الرجل فشربها بسهولة في الجولة الثانية ، ولم تهدأ كما أشيع أجواء ما بعد انتخاب الرجل ، فواصل التياران حصد بقية تلك المقاعد في المكتب التنفيذي الذي فاز بعضويته مجموعة الرفض ، وهذا لم يكن ليرضي غالبية أعضاء المجلس الذي تقدم 24 عضوا منهم بأوراق بيضاء في انتخاب نائب المراقب العام زكي بني ارشيد ، في موقف يعبر عن رفض غالبية أعضاء المجلس لانتخاب الرجل نائبا للمراقب العام ، لما قيل عن مؤامرات كان يحيكها بحق مجموعة من المخالفين له في الرأي من تلك القيادات التاريخية ، وعدم رضاهم عن التشكيلة النهائية لأعضاء المكتب التنفيذي
كذلك ، لازالت الحركة تواجه أزمة ما بعد الانتخابات الداخلية للجماعة ، فانتخاب رئيس مجلس الشورى لازال موضع أزمة وتم تأجيله لأكثر من مرة بعد رفض العديد من رموز الحركة ' المعتدلة ' تسلم ذلك الموقع الذي سيبدو هامشيا يقوده شخصية ' أرادوها معتدلة ' لكن لا فائدة ولا قرار ولا صلاحية لديه في ظل سيطرة مجموعة ' الرفض ' التي يتشكل منها غالبية أعضاء المكتب التنفيذي ، وبالتالي فالأمور مرشحة لمزيد من التأزم بعد أن نجحت ' جبهة الرفض 'في إحكام قبضتها على الحركة ، وهو الأمر الذي سيجعل ليس من مجلس شورى الإخوان ألعوبة بيد المكتب التنفيذي والمراقب العام ونائبه ، بل سيمتد إلى قرارات جبهة العمل الإسلامي التي لا يقبل الكثير من قادتها أن يكونوا أدوات طيعة ومسلوبي الإرادة والقرار من قبل ' جبهة الرفض ' في الجماعة ، بما قد يفاقم من الأزمة مع الدولة الأردنية ويزيد من عزلة الجماعة في الشارع الأردني ، وكذلك فشل مراهنتها على فئة واحده من الشعب الأردني بات عاجزا عن فهم نهاية الطريق الذي تتخذه جماعة الرفض في تعاطيها مع الدولة الأردنية ، واستمرار مقاطعتها لأي حوار او لقاء مع الدولة ، فيما تنشط في لقاءات واسعة دون مواربة ولا خجل مع سفراء غربيين لدول ' محتلة ' كانت قررت الجماعة مقاطعتها وعدم الحوار معها منذ سقوط بغداد عام 2003 .
الأيام والأحداث القادمة ستحمل في طياتها مجموعة من التطورات الهامة والمفصلية في حياة هذه الجماعة التي بدأت وكأنها في ظل التطورات الأخيرة داخل الجماعة قد حسمت أمرها باتجاه التصعيد مع الدولة الأردنية من جهة ، ومع رموز تلك الحركة من جهة أخرى ، غير مبالية بما قد تنجم عنه تلك التطورات وتبعاتها على مستوى داخلي فيما يتعلق بالحفاظ على قوة وحضور الجماعة على المستوى الداخلي ، أو ما يتعلق بالشارع الأردني وموقفه من تلك التطورات ، أو على مستوى الحياة السياسية عامة في البلاد ،وحتى لو استطاعت الحركة لم الشمل وإعادة ' تدوير ' الأزمة الداخلية ، إلا أنها تنذر في النهاية إلى وجود تيارات باتت قانعة أن لا سبيل يرجى مع هذه المجموعة ، ولا بد أنها فكرت مليا في إعلان إعتزالها أو انشقاقها كما حدث في السنوات السابقة بعد خروج مجموعة من الرموز على قرار الحركة والمشاركة في الانتخابات البرلمانية بالرغم من قرار الجماعة بالمقاطعة ...

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-05-2012 01:11 PM

بداية انسى اخ علي بعض اعضاء الحركه والذين يضعهم (المتحكمين فعلا" بالحركه)بالواجهه الاماميه احيانا"لأقناع الاخرين ان الحركه اردنية التوجه والهوى؟؟؟ومعروف الان ان الاجنده لهم حاليا"لا تتعلق باالهم الاردني لا بل ضده ولذلك المرحله يلزمها القياديين امثال همام ومجموعته..ومن ناحيه اخرى وموقفهم الرافض سلفا" لحكومة الطراونه قبل ان يسمعوا برنامجها وادائها والسبب واضح هم يريدوا رئيس عجينه بأيديهم يوجهوه كيفما ارادوا وكذلك وزير داخليه يعمل كما يريدون ورئيس مجلس نواب يأتمر منهم وانسى الاعيان لأنه مضمون لهم..بصراحه هدفهم التحكم بمفاصل الدوله والحكومه ليتمكنوا من تنفيذ البرنامج الغير معلن؟؟عدا ذلك صدقني لا يهمهم اصلاح ولا قوانين ولا فساد بل تعطيل وعرقله وتاخير

2) تعليق بواسطة :
06-05-2012 01:31 PM

الخصاونه منح الاسلاميين الأمل بالحمن والمشاركة وعودة حماس والمركز الأسلامي ، ولم يكن لهم اي مطلب يتعلق بالاصلاح او مكافحة الفساد لأن هذه القضايا لا تعنيهم اصلا ن ومن هنا انكشف أمرهم وبانت الحقيقه . والاردن افضل بكثير من دون الأخوان

3) تعليق بواسطة :
06-05-2012 02:06 PM

نفسي اعرف شو رح يقدم الهم السفير الامريكي في اسطنبول او سفير بريطانيا في الاردن ، اذا الخصاونه ما مان يساوي شيء . الله يهديهم .

4) تعليق بواسطة :
06-05-2012 02:27 PM

انا رح اشجع الأخوان وادعمهم اذا بسافروا الى غزه وبستقروا هناك

5) تعليق بواسطة :
06-05-2012 02:47 PM

قولوا يارب الاخوان ينقسموا 30 حزب ونخلص من وجع الرأس

6) تعليق بواسطة :
06-05-2012 11:39 PM

اليوم الاخوان بقولوا هيئة الانتخابات التي شكلها الملك غير مفيده ، والسبب انهم وزراء سابقين ، طيب من وين نجيب الكوا ناس ، نستورد من هاييتي ولا نيكاراغوا . لا شيء يرضيكوا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012