مقال هام وله ابعد معرفية عميقة خاصة وان ماكس فيبر قد صاغ نظريته هذه متخذا من عملية التطور في الغرب مرتكزا لهذا التعميم وهو كلام سليم ضمن خصوصيات الغرب الذي ظهرت فيه الدولة تاريخيا كاستجابة لتطور المجتمع وحاجته لمؤسسة فوقية تدير شؤونه وسارت هذه المؤسسة ضمن التحولات التي أشار لها كثيرون من الفلاسفة والمفكرين . وكادت البلاد العربية ان تنحو نفس المسار ولكن ولاسباب تاريخية لم تنشا الدولة العربية الحديثة المعبرة عن حاجة المجتمع للتطور فقد نكىءبهذه المرحلة عندما قام المستعمر بتشكيل كيانات مؤطرة سياسيا لخدمة مصالحه وفي هذا السياق ظهرت على الاغلب ما دعي دول عربية ومنها الاردن. بشير الكاتب الى مصائر الدولة في تطور شرعيتها في الغرب وكذلك طبقا لما يقوله فيبر يتوقع الدكتور الخصاونة نفس المسار لبلداننا على أساس القياس ولكن كما اسلف لم تنشا الدولة عندنا بنفس السياق لذا اقترح سيناريو تاريخي اخر جزئيا يستند لنظرية المفكر الالماني حيث ارى انه بتاخاذ قرار تاريخي بالسير طبقا لما انتجه الفكر والممارسة البشري سيرا على أساس انتاج نظام بشرعية ديمقراطية سيشكل اساس لاستقرار النظام والمنطقة وسيلعب الحكم دور بيدمونتي أو سينهار كل شبء بما فيه الكيانات القائمة لصالح نموذج الانكا والمايا
مقال اكاديمي وطرح تشريحي لوضع ثقافي مختلف تماما عن المنظور الأردني خاصة والعربي عامة، مع تهميش مقصود او غير مقصود من قبل كاتبنا المحترم للفروق الثقافية والحضارية بين اطياف موضوع النقاش، اضافة الى ذلك ، أغفل كاتبنا المحترم حقيقبة المؤثرات الخارجية والمتغيرات التي أدت الى الوضع الذي اشار اليه في اوروبا. فمجتمعاتنا العربية وانظمة الحكم جاءت كنتاج لما بعد الأمبراطورية العثمانية ومن ثم الأحتلال الفرنسي والبريطاني وغيرها من التأثيرات التي اسهمت في رسم صور الأنظمة الحالية. هل الخيارات الموجودة امام النظمة الحالية كتلك التي وجدت في فترة ما اوروبا؟ هل الأستقلالية السياسية والأقتصادية التي تمتعت بها أوروبا هي نفسها التي تعيشها الأنظمة الحالية؟!!
باختصار مقال رائع يحاكي الواقع الاردني المر
مقال علمي جريء يحمل فكرا عميقا وبعداً استراتيجيا يجمع بين ثناياه نقداً موجهاً يصلح لان يؤخذ به ايجاباً وليس سلباً لانهم يقولون في الموروث الاجتماعي صديقك من صدقك لا من نافق واطربك بالرغم من اننا شركاء جميعا في كل محطات التراجع التي عشناها لاننا كنا وما زلنا جزء من المشكلة ولم نكن جزء من الحل .
مقالك يادكتور خصاونه متميز بموضوعيته ويخلو من النفاق والمجاملات الرخيصة ، ويمكن القول ان الطبقة الوسطى وما تحتضنه من مفكرين وكتاب وصحفيين هي اكثر نضجا ووعيا وفهما بالامور السياسية والاقتصادية والاجتماعية من الطبقة الحاكمة التي مازالت تعيش في عقلية الخمسينيات حيث كان الناس يعيشون بلا ثقافة وبلا كهرباء ويظنون ان العالم كله ظل متخلفا الا الاردن الذي بلغ درجة الخيال في تقدمه ورقيه ,آن للطبقة الحاكمة ان تترجل لتبصر الواقع بشكل اكثر وضوحا .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .