أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
البنك المركزي: 2.1 مليار دولار الدخل السياحي خلال 4 اشهر - تقرير الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات في الزرقاء - اسماء الملك من الزرقاء: الانتخابات النيابية محطة مهمة في عملية التحديث السياسي وتحتاج إلى جهود ومشاركة الجميع 863 مليون دولار حوالات الأردنيين العاملين بالخارج في 3 اشهر رئيس الوزراء يضع حجر الأساس لمشروع مدينة الزرقاء الصِّناعيَّة 45 مخالفة لمحلات بيع الدجاج منذ تحديد السقوف السعرية أورنج الأردن تنظم تدريباً لمسابقة السومو روبوت في مختبر عمان للتصنيع الرقمي الامانة: غرامة المسقفات والمعارف معفاة حسب قانون العفو العام اميركا : إسرائيل حشدت قوات كافية لاجتياح رفح الأردن يدين اقتحام الاقصى وإعاقة دخول المصلين انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي الجمارك: هذه الشرائح تُمنح إعفاءً جمركيا للمركبات 157.9 مليون دينار حصة الضمان من التوزيعات النقدية للشركات حماية المستهلك: شكاوى حول تجاوز السقوف السعرية للدجاج ادارة السير: التعامل مع سقوط جرافتين في مرج الحمام وتحويل سائق شاحنة "يأرجل" أثناء القيادة إلى الحاكم الاداري
بحث
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024


المعارضة وتعويم المفهوم

بقلم : يسار خصاونة
16-05-2012 10:04 AM
نحمد الله على ما وصلت إليه البشرية من علوم ، ومعارف ، واختراعات مما يسّــر على أبنائها التواصل المباشر بالصوت ، والصورة ، والكلمة المكتوبة ، ومن أسمى أهداف التواصل البشري تبادل المعارف ، والمصالح المشتركة الفردية ، والجماعية ، ولن يتم ذلك دون فهم حقيقي للمصطلحات التي نستخدمها ، فوسيلتنا للتواصل لغة مكتوبة، أو منطوقة ، من هنا أصبحت مسؤوليتنا في حُسن استخدام المصطلح ضرورة نحتاج معها إلى معرفة واسعة بأسرار اللغة ، ومعانيها ، ومصطلحاتها وإلا أصبحت صورة تواصلنا مشوهة كل التشويه ، وليس من السهل في هذا المقال رصد كل ما في هذه اللغة من أسرار ومعانٍ بعد أن كثُـرت في لغة خطاباتنا اليومية مصطلحات كثيرة ، أساء بعضنا استخدامها مما أفقدها من معناها ، وحمّــلها من مفاهيمه الخاطئة، ومعلوماته الناقصة ما لا تتسع حروفها مما يرمي إليه سواء أكان ذلك بحسن نية، أم بسوئها . حتى أصبحنا نعيش في فوضى المصطلح ، وبالتالي وصلنا إلى لغة خطاب هشـّة لا نستطيع معها التواصل الحقيقي البنــّاء .
انتشرت في الفترة الأخيرة مصطلحات أخذت من حضورها اليومي أهمية في الحراك الاجتماعي ، والسياسي ، والاقتصادي ، ومن هذه المصطلحات – الفساد ، الإصلاح ، المعارضة - وغابت في ذات الوقت عن كثير من المهتمين ضرورة فهم المصطلح بأبعاده الحياتية ، والسياسية ، واللغوية الاصطلاحية حتى يتمكنوا من الوصول إلى الهدف الحقيقي من خلال لغة حوار متوازنة واضحة في مفهوم مصطلحها ، لأنه إذا فسُـد التشخيص فسُـد العلاج .
اليوم سأتحدث عن مصطلح واحد فقط ، أخذ من مستخدمينه مذاهب شتى حتى اختلط مفهوم المصطلح مع مفاهيم كثيرة كلها بعيدة ومتناقضة معه ، وهذا المصطلح هو ( المعارضة ) التي أصبحت بمفهوم البعض ( العداوة ) ، فالمعارضة بمفهومها الحقيقي الوحيد ضمن مدلولها السياسي ، والاجتماعي هي اختلاف القيادات الحزبية ، والفكرية ، والشعبية مع بعض سياسات الحكومة بكل أركانها ، القيادية ، والوزارية ، والبرلمانية ، وليس مع جميع سياساتها وإلا كان الأمر يحتاج إلى مصطلح آخر .
يفهم البعض أن المعارضة هي التمترس في الخندق المقابل والمواجه لخندق الحكومة ، وبالتالي فتح النار عليها ، بالسب ، والتجريح ، والنيل من مواقفها أياً كانت هذه المواقف ، وهذا المفهوم الخاطئ أوصلنا إلى نقطة العداء الحقيقي مع الحكومة ، وليس الخصام ، والعتاب ، فمتى بالله عليكم كان الأردني المنتمي لوطنه عدواً لحكومته بأركانها الثلاث ؟؟ ومتى كان وقوفه معها في المواقف الصائبة سُـبّة وعاراً ؟ لكنه معارض لقرارات وسياسات يراها عاجزة عن تحقيق أهداف الأردنيين بكافة فئاتهم السكانية .
إنني أعلنها أمام الجميع ومن مفهوم ما سبق ، بأنني معارض للحكومة في قرارات كثيرة ، ولكنني لن أكون في يوم من الأيام عدواً لها ، وسأبقى أثمن كل خير تقوم به الحكومة بأركانها الثلاث ، وأعارض ما أراه عاجزاً عن تحقيق الهدف ، وبالتالي لن يضيرني إذا مدحتُ مسؤولاً إذا أصاب ، وأعارضه إذا أخطأ فهذا واجبي نحوه ، وحقه مني في ذلت الوقت .
إنني في صف المعارضة من أجل حرية الأردن ، وأمن الأردن ، والعيش الكريم للمواطن الأردني ، وأنا مع الحكومة حين تحقق هذه الأهداف أو بعضها ، وسوف أهتف لها ، ومن أجلها كلما حققت هدفاً نبيلاً نسعى كلنا إليه .
إن السياسي الأردني حين يمدح ويهتف لليهودي المغتصب أرضه يكون خائناً لأمته ووطنه ، وهو حين يمدح الحكومة على خير فعلته ، فهذا واجبه ، ولن يكون متملقاً أو منبطحاً تحت أقدامها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، وقيل له كيف ننصره ظالماً ؟ قال عليه السلام نمنعه من الظلم ، وهذا الكلام هو أول وأوضح صورة لمفهوم المعارضة الفاعلة الحقيقية ، وقد وصلنا إليها قبل أن يرددها الآخرون بعدنا بأكثر من ألف سنة ، وهذه هي المعارضة التي أعمل من خلال مفهومها .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-05-2012 02:47 PM

مقال رائع واهداف واضحة نتمنى الاستفادة للجميع ولكن اضيف ان هناك معارضة ماجورة ومعارضة تحمل اهداف شخصية وتقدم المصلحة الخاصةعلى العامه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012