أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 30 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 30 نيسان/أبريل 2024


مَازِلُنَا أَحْيَاءٌ وَلِلْحُلْمِ بَقِيَّةٌ

بقلم : هبة أحمد الحجاج
01-01-2023 01:01 PM

وَ هَا نَحْنُ الْآنَ فِي سَنَةٍ 2023.. وَ أَرَى مُعْظَمَ الْآخَرِينَ قَدْ أَرَّخُوا أَرْسَنَ خُيُولَهِمْ، وَ الْجَمِيعُ أَصْبَحَ يُرَدِّدُ ” وَدَاعًا لِأَحْلَامِنَا وَأَهْلًا بِمَا هُوَ مَكْتُوبٌ لَنَا “.

لِمَاذَا ؟ مَا الَّذِي حَصَلَ لَهُمَّتُكَ؟ مَا هُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي سَلَكْتَهُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَ جَعَلَكَ تَصِلُ إِلَى مُنْتَصَفِهِ وَتَسْتَسْلِمُ؟! مَا الَّذِي حَصَلَ لَكِ وَ جَعَلَكَ مُحَطَّمَةً بِهَذَا الشَّكْلِ ؟ وَ أَصْبَحْتِي وَ كَأَنَّكَ عَجُوزٌ تَجَاوَزْتْ سِنَّ الثَّمَانِينَ عَامًا ، أَهِيَ صَدِيقَةٌ ، خَطِيبُ ، زَوْجٌ … أَمْ مَاذَا ؟!

مَا هُوَ الْمَشْرُوعُ الَّذِي جَعَلَكَ تَصِلُ إِلَى هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ ؟ جَعَلَكَ تَشْعُرُ بِالْخَوْفِ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ فِي مَشْرُوعٍ آخَرَ وَ كَأَنَّكَ مَحْكُومٌ عَلَيْكَ بِالْفَشَلِ طِيلَةَ حَيَاتِكَ ؟!

مَا هُوَ الِامْتِحَانُ الَّذِي جَعَلَكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَخَطَّاهُ ، لِدَرَجَةِ أَنَّكَ أَصْبَحْتَ تَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ قَاعَةَ الِامْتِحَانِ، لَكِنَّكَ مُجْبَرًا عَلَى الدُّخُولِ ، وَأَيْضًاً تَرَدُّدُ بَيْنِكَ وَ بَيْنَ نَفْسِكَ ، أَعْلَمُ أَنَّنِي سَأَرْسَبُ !!

مِنَ الَّذِي قَالَ لَكِ أَنَّكَ لَنْ تَنْحَفِيَ، مَنْ الَّذِي قَتَلَ حِلْمَكَ ؟ لِمَاذَا تَوَقَّفْتِي عَنْ تَخَيُّلِ نَفْسِكِ وَ كَأَنَّكِ عَارِضَةٌ أَزْيَاءَ تَلْبَسِي هَذِهِ وَتَرْتَدِي تِلْكَ وَ يُعْجِبُكَ هَذَا وَتَرْتَدِيهِ ، مِنْ ؟!

مِنَ الَّذِي قَالَ لَكَ أَنَّكِ أُمٌّ فَاشِلَةٌ ؟ وَ لِمَاذَا ؟! لِأَنَّ أَطْفَالَكَ لَا يَسْمَعُونَ الْكَلَامَ ! لِأَنَّهُمْ يَقْلِبُونَ الْبَيْتَ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، أَمْ لِأَنَّهُمْ يُوسِخُونَ مَلَابِسَهُمْ عِنْدَ طَعَامٍ ؟!

وَ أَنْتَ تَشْعُرُ بِالْحُزْنِ وَالْحَسْرَةِ، لِأَنَّكَ تَعمَلَّ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ حَتَّى تُؤْمِنَ لُقْمَةُ الْعَيْشِ لَهُمْ وَ مَعَ ذَلِكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ كُلَّ شَيْءٍ.

أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لَكَ ، جَالِسٌ فِي الْبَيْتِ وَ كَأَنَّكَ تَنْتَظِرُ أَنْ تَرَى فَوَاتَ الْأَوَانِ وَهُوَ يَفُوتُ ، لِمَاذَا ؟! لِأَنَّ 55 شَرِكَةَ تَوْظِيفٍ رَفَضَتْ أَنْ تَعْمَلَ لَدَيْهَا ؟!

مَنْ أَعْطَى الْحَقَّ لِجَمِيعِ هَؤُلَاءِ أَنْ يَحْبِطُوا عَزِيمَتَكُمْ وَهُمَّتَكُمْ لِلْحَيَاةِ ؟! مِنْ الَّذِي قَادَكُمْ إِلَى هَذَا الْيَأْسِ وَالْإِحْبَاطِ ؟

مَنْ لَهُ هَذِهِ الصَّلَاحِيَةُ فِي تَحْدِيدِ مَصِيرِ حَيَاتِكُمْ ، لِدَرَجَةِ جَعْلِكُمْ تَتَخَلَّوْا عَنْ أَحْلَامِكُمْ وَ تَرْفَعُونَ شِعَارَ وَ تَهْتِفُونَ بِأَعْلَى صَوْتٍ وَ تُرَدِّدُونَ ” مِنْ تَجْرِي الرِّيَاحُ كَمَا تَجْرِي سَفِينَتُنَا

نَحْنُ الرِّيَاحُ وَ نَحْنُ الْبَحْرُ وَ السُّفُنُ ُ

إِلَى :

مَا كُلُّ مَا يَتَمَنّى الْمَرْءُ يُدْرِكُهُ

تَجْرِي الرّيَاحُ بِمَا لَا تَشْتَهِي السّفُنُ ” .

وَأَنَا تُعْجِبُنِي مَقُولَةً “

لَا مُرْسَى لَنَا .. نَحْنٌ السُّفُنُ الَّتِي لَا تَسْتَرِيحُ “.

أَيَّامُكُمْ عِبَارَةٌ عَنْ رُوتَينِ قَاتِلٍ مِنْ سَنَوَاتٍ. بِدُونِ انْتِظَارٍ لِشَيْءٍ ، بِدُونِ هَدَفٍ ، بِدُونِ تَرْفِيهٍ، بِدُونِ إِنْجَازَاتٍ ، بِدُونِ أَحْلَامٍ، بِدُونِ نِهَايَةٍ غَيْرِ الْمَوْتِ .

الْعَالَمُ حَوْلَكُمْ يَتَحَرَّكُ وَأَنْتُمْ ثَابِتِينَ مَكَانَكُمْ.

أَنْتُمْ بِالنِّسْبَةِ لِلْعَالَمِ عِبَارَةٌ عَنْ أَرْقَامٍ تَزِيدُ وَتَنْقُصُ، بِدُونِ هُوِيَّةٍ. لَا أَحَدَ يَعْرِفُكُمْ وَ لَا أَحَدَ يَهْتَمُّ لَكُمْ .

إِلَى مَتَى؟

لَا تَسْتَسْلِمُوا لِلْيَأْسِ

عِنْدَ أَوَّلِ مَحَطَّةِ إِحْبَاطٍ ،

قَاتِلُوا مِنْ أَجْلِ حُلْمِكُمْ ،

مِنْ أَجْلِ أَنْ تَصِلُوا إِلَى مَا تُرِيدُ،

أَعْمَلُوا بِصَمْتٍ

لَا تُخْبِرُوا أَحَدًاً عَنْ أَحْلَامِكُمْ .

لَا أَحَدَ سَيُسَاعِدُكُمْ لِتَحْقِيقِهَا

بَلِ الْفَاشِلُونَ سَيُخْبِرُوكُمْ

أَنَّهُ مُسْتَحِيلٌ

كَيْ لَا تَخْتَلِفُوا عَنْهُمْ .

نَحْنُ عَلَى أَبْوَابِ سُنَّةٍ جَدِيدَةٍ ، اُنْظُرْ إِلَيْهِمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ 2022 وَكَأَنَّهَا هِيَ مَنْ صَنَعَتْ أَقْدَارَهُمْ ، وَ يَطْلُبُونَ مَنْ 2023 وَكَأَنَّهَا هِيَ مَنْ تُعْطِيهِمْ .

حَدَّثُوا اللَّهَ بِمَا تُرِيدُونَ وَ لَاتَحَدَّثُوا السِّنِينَ وَ الْأَعْوَامَ ، فَهِيَ أَيَّامُ اللَّهِ وَ أَقْدَارُنَا بِيَدِ اللَّهِ وَحْدَهُ .

الْكُلُّ يَدْعُوا بِأَنْ تَكُونَ السُّنَّةُ أَفْضَلَ وَ أَحْسَنَ مِنْ سَابِقَتِهَا ،

لَا وَ اللَّهُ الْعَيْبُ لَيْسَ فِي السِّنِينَ وَ لَا الشُّهُورِ وَ لَا الْأَيَّامِ ؛ وَ لَكِنَّ الْعَيْبَ فِينَا نَحْنُ بَنِي الْبَشَرِ فَعَلَيْنَا أَنْ نَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ حَالُنَا وَ يُحْسِنَ أَخْلَاقَنَا وَ أَنْ يُزِيلَ الْبُغْضَ وَ الْكُرْهَ وَ الْحِقْدَ وَ الْغَلَّ مِنْ نُفُوسِنَا ، وَ أَنْ نُحِبَّ لِغَيْرِنَا مَا نُحِبُّهُ لِأَنْفُسِنَا .

هَا نَحْنُ الْيَوْمَ نَقِفُ عَلَى أَبْوَابِ عَامٍّ جَدِيدٍ بِخُطَطٍ كَثِيرَةٍ وَ أُمْنِيَاتٍ كَبِيرَةٍ نَطْمَحُ إِلَى تَحْقِيقِهَا لِنَجْعَلَ حَيَاتَنَا أَفْضَلَ .

وَ تَذَكَّرُ دَائِمًا مَهْمَا حَصَلَ فِي حَيَاتِكَ مِنْ أَحْزَانٍ وَ مَآسِي وَ هُمُومٍ وَ مَوَاقِفَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَتَخَطَّاهَا أَوْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَتَخَطَّاهَا ، أَنَّ أَسْوءَ مِنْ هَذَا كُلِّهِ لَمْ يَأْتِي بَعْدُ ، أَنَّ هُنَاكَ يَوْمٌ هُوَ أَسْوءُ يَوْمٍ فِي حَيَاتِكَ وَ لَنْ تَكُونَ مَوْجُودٌ فِيهِ ، أَتَعْلَمُ مَا هُوَ ؟ يَوْمُ وَفَاتِكَ ، وَ لَكِنْ لَا سَمَحَ اللَّهُ ، إِذَا قَدَّرَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ ، أَوْشَكَتْ عَلَى فِرَاقِ الدُّنْيَا ، اطْمَحْ أَنْ تَكُونَ فِي الْجَنَّةِ ، نَعَمْ فَارَقَتْ الْأَهْلَ وَ الْأَحْبَابَ وَ لَكِنْ ذَهَبَتْ إِلَى الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ذَهَبَتْ إِلَى جَنَّةٍ عَرَضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ،

تَخَيَّلُ إِلَى أَيِّ دَرَجَةٍ أُرِيدُ مِنْكَ أَنْ تَطْمَحَ ! وَ حَتَّى وَأَنْتَ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ ؛

طُمُوحُكَ وَ أَحْلَامُكَ هُمْ وَقُودُكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ، كُلَّمَا عَمِلْتَ مِنْ أَجْلِهَا وَ جَعَلْتُهَا وَاقِعًا مَلْمُوسًا صُنِعْتَ بِهَذَا اسْمَكَ وَ قِيمَةً لِذَاتِكَ فَاجْتَهِدْ.

حَقَّقَ طُمُوحَكَ مَعَ شَمْسِ الصَّبَاحِ الْجَدِيدِ ،

لَا تَعِيشُ مَا بَيْنَ لَيْتِ أَحْلَامِكَ وَلُوّهَا

..

الْعَزْمُ خَلُّهُ قَوِيٌّ .. وَ الرَّاسُّ خَلُّهُ عَنِيدٌ

وَ الْحَاجِهُ اللِّي تَجِي فِي خَاطِرِكَ سَوّهًا

بَلَامِسُ نُودِعُ عَامٌ جَمِيلٌ عِشْنَا فِيهِ أَوْقَاتَ جَمِيلِهِ وَحَزِينِهِ لَكِنَّ الْأَجْمَلَ أَنَّنَا مَا زِلْنَا نَتَنَفَّسُ وَ نَعِيشُ لَحَظَاتِ دُخُولٍ عَامٍّ جَدِيدٍ ، إِذَا مَا زِلْنَا أَحْيَاءً وَ لِلْحُلْمِ بَقِيَّةً .



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012