بقلم : طايل البشابشة
02-06-2012 10:22 AM
كل إنسان في هذا الكون يفخر بهويته أيا كانت وخصوصا نحن العرب بشكل خاص ,فالمصري في حوارك معه
يخيل إليك انه يعشق مصر والسوري كذلك تجده متطرفا في حب بلده وينطبق ذلك على البقية الباقية من العرب
وإذا أخطأت يوما وتجرأت على التلميح بإهانة بلده ستجد الغضب قد ارتسم على محياه فتحول من إنسان هادئ وديع
إلى وحش متنمر وربما تتعرض إلى إيذاء منه أو على الأقل قطيعة وجفاء.. هذا إذا كان صديقا أو زميلا,في حين سيكون
غضبه أقل لو أنك شتمت العرب ككل ,وأعتقد أن ذلك بسبب الموروث القبلي المتجذر فينا كعرب.
منذ أيام قليلة نشر الأستاذ خالد المجالي في موقع كل الأردن مقالا تحت عنوان(الخلاف بيننا وبينكم قرار فك الإرتباط)
وقد أثار هذا المقال زوبعة من التعليقات من أغلب الأطياف من القراء منها المؤيد ومنها الرافض وقلة من المحايدين.
طبعا نحن كبشر تختلف أمزجة البعض منا عن البعض الآخر وبالتالي طريقة التعبير.فمنهم صاحب التعليق المتزن
المقنع حتى لو كان رأيه مخالفا لمبدأك او فكرك أو حتى معتقدك,وهذا النوع يحترم ويجل..ومنهم النقيض لذلك
فتراه من خلال تعليقه متطرفا يكيل الإتهامات ناكرا للجميل عباراته سوقية يوزع السباب والشتائم واصفا الأردنيين
بالجهل والتخلف ,وأن الأردن كانت صحراء تسكنها بضعة قبائل بدوية متخلفة لا تجيد إلا رعي الماشية ,وان عمان
كانت قرية وأنه وقومه من بنوها وعمروها متناسيا سنة التطور في الكون,وأخيرا يعلن التحدي لمن لا يوافقه الرأي
بأنه باق على هذه الأرض رغم أنف أهلها وكأني بالأردنيين يطالبون بطرده ..فيتصدى له متطرف وجاهل على شاكلته مدافعا بعبارات لا تقل بذاءة وقلة أدب عن أخينا الأول فيتحول الموضوع إلى مهاترات وداحس وغبراء لغوية.
الكثير من الأخوة ممن لم يعجبهم طرح الأستاذ خالد تصدوا له بهذا الأسلوب السوقي المبتذل الذي ينم عما في أنفسهم
من حقد وتشنج وكأن الخشية على الوطن وهويته كفر و محرم من المحرمات ولا يجب التطرق لها ,طبعا التهم
جاهزة لكل من يجرؤ على ذلك , فالإقليمية والعنصرية أقل ما يقال عنه.
نقول لهؤلاء الأشقاء بكل الحب والود,تفهموا قضيتنا بل قضيتكم فأنتم منا ونحن منكم والخطر القادم يهددنا ويهدد
قضيتكم..كلما تكلم أحد عن الوطن البديل وضرورة التصدي له قامت قيامتكم وكأني بكم مع هذا المشروع ومن
يخطط له ,ففي ظل هذه الأوضاع المأزومة التي يمر بها وطننا جراء حكومات الفساد التي أهلكت الزرع وجففت
الضرع التي أوقعت البلد بهذا العجز في الميزانية والكم الهائل من الدين الذي يزيد عن 70% من الناتج القومي
ووسط هذه الظروف التي تشعرنا بان الوطن بات لقمة سائغة للعدو المتربص بنا خلف النهر ,ومشروعه المعلن
مرارا وتكرارا على السنة ساسة وكتاب لا يخفون مطامعهم ,هذا العدو الذي لا يأبه لقانون دولي ولا قرارات أمم
متحدة وغيرها ويتسلح بترسانة من السلاح يتفوق بها على كل الجيوش العربية مجتمعة وأجندته جاهزة للتطبيق تدعمه قوى عظمى همها الأول بقاء إسرائيل وتقويتها لتبقى مخلب القط في المنطقة للقوى الإستعمارية والإمبريالية التي هي بالأصل مسيطرا عليها من قبل المنظمات الصهيونية العالمية (كالإيباك)وغيرها من الجهات التي تدعم هذا الكيان بل وتسهل له أهدافه,فها نحن نرى سفارة أمريكا الدولة العظمى أبوابها مشرعة للمطالبين بالحقوق المنقوصة ..فكما كشفت وثائق ويكليكس العام الماضي عن أسماء رواد هذه السفارة من المتأردنين الناكري الجميل لهذا التراب وأهله المتآمرين عليه كالصحفي المعروف عندما يستقوي بالأجنبي على المفروض أنه وطنه بقوله وفق الوثائق
(أنه لابد من زيادة الضغوط على حكومة الأردن من أجل فرض حقوق متساوية للفلسطينيين بالقوة).
عندما ينبري وزير سابق بقوله (ستحل مسألة اللاجئين عندما يحصل الفلسطينيون في الأردن على العدالة والحقوق
السياسية).
عندما يصرح وزير داخلية أردني سابق بصفاقة (عن إرتفاع نسبة الليكوديين الشرق أردنيين الذين يأملون أن حق العودة
سيؤدي إلى هجرة الفلسطينيين).
هذا بعض ما فضحته تلك الوثائق وقد وردت أسماء كثيرة كرئيس ديوان سابق ونواب وغيرهم ممن ثبت لنا أن لاهم لهم
إلا وراثتنا في هذا الوطن كشعب وبلد ومحو هويته الحالية حتى لو تحالفوا مع الشيطان ..أفلا يحق لنا أن نخاف..؟
ألا يحق لنا أن نقلق من وزيرة منتجبة في حكومتنا الحالية تطالب بتجنيس أبناء الأردنيات ممن تزوجن بغير الأردنيين
وهذا القول ظاهره إنساني وباطنه تجنيس لا يقل عن نصف مليون من هؤلاء الغلابى..؟
وعندما تستثني منظمة التحرير الفلسطينيين اللاجئين في الأردن من انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني وإعتبارهم
أردنيين غير مستثنين أبناء قطاع غزة وأبناء الضفة الغربية الذين طبق عليهم قرار فك الإرتباط محور حديثنا.
عندما تدفق الأشقاء الليبيين على الأردن للعلاج إثر الأحداث في بلدهم وهم الجرحى المكلومين وواجبنا إتجاههم
إنساني قبل أن يكون مقدسا للوقوف معهم كأشقاء في محنتهم ومع أن الأخوة عولجوا بالعملة الصعبة وربما إستغلوا
انبرى كثير من الكتاب لشجب الحكومة لسماحها للمستشفيات بعلاج الشقيق الليبي على حساب شقيقه المريض
الاردني وبعضهم من كتاب الحقوق المنقوصة..أترون كيف أن الوطن بحجم الورد ولا يحتمل المزيد من البشر..؟
فكيف بالله تتعرض دائرة المتابعة والتفتيش لحملة مسمومة ويطالب بإلغائها ..؟ وهي التي تقوم بواجبها اتجاه التجنيس الغير مشروع ومكافحته بعد قرار فك الإرتباط حفاظا على الأقل على مكتسبات المواطن الأردني وهو الذي يعاني من شح الموارد من ماء وغذاء وضيق الحال في سكنه وتعليمه .
نقولها كلمة أخيرة لأشقائنا وأخوتنا ومن نحبهم ..للذين تقاسمنا معهم اللقمة وشربة الماء للذين شاركونا هم
الوطن والمحافظة عليه ودفعنا سويا وسندفع ثمن ما فعله الفاسدون ببلدنا في الأطراف والمخيمات..قدرنا أن نبقى على
هذه الأرض المباركة سويا على الخيرنحيا به معا.. والشر نحاربه ونكافحه معا ,لاتصغوا للموتورين شذاذ الآفاق الذين لاتهمهم إلا المكتسبات والمناصب والبروز على حسابكم وحسابنا, ولاتهمهم فلسطين ولا الأردن ومستعدين للتضحية بهما
معا ..ارتفعوا معنا إلى مستوى عقولنا وتفكيرنا ,لقد وصفونا بالقبائل المتخلفة ونحن كذلك سنصبح كما وصفونا
عندما نشعر بأن السيل قد بلغ الزبى وقد هدد الوطن وهويته ,لذا لن نقبل أن نكون أقلية في بلدنا و سنقلب المجن على
كل من آويناه وانقلب علينا ..هؤلاء قومي تعرفونهم وخبرتوهم في الدفاع عن حماهم ولهم معهم في الماضي
صولات وجولات في الدفاع عن الوطن عندما حاولوا محو هويته قبل أربعة عقود ونيف عندما طرحوا بكل صفاقة
شعار كل السلطة للمقاومة ,غارسين أول إسفين في وحدتنا الوطنية الأولى على المستوى العربي..عندما غرروا
بالأخ ليقاتل أخيه والجار يقاتل جارة,ولانزال ندفع تبعات ذلك حتى اليوم من شك وريب وفرقة وانقسام.
أما الفاسدين والمفسدين الذين أوصلوا الوطن والمواطن إلى ماهو فيه..نقول لهم والله ثم والله لن يرحمكم الشعب
الذي سرقتم قوت يومه ولن يغفر لكم فعلتكم ولن تستطيعوا أن تنفذوا بجلدكم وغنائمكم التي نهبتموها ولن تنجوا من
غضبه حتى لو جندتم كتائب (black water)و عملاء إسرائيل وأمريكا وأوروبا بل العالم كله لتحميكم سنتصدى لكم ونقول للصوص الفاسدين والقابعين في مناصبهم حتى الأن المتآمرين مع عملاء السفارات إن يوم الحساب قريب فأنتم من أضعف الوطن وتآمر عليه وهيأه لقمة سائغة لكي يسهل بلعه و لن يرحمكم شعبنا وسيطاردكم كما طارد الليبيون القذافي وزمرته وسيبقى الأردن بلد الرباط والوفاء لفلسطين وأهلها الكرام وليس الجاحدين وناكري الجميل وهم قلة والحمد لله.