09-06-2012 10:15 AM
كل الاردن -
بعد خمسة عشر شهرا على بدء المؤامرة الدولية ضد سوريا ، بادوات داخلية وعربية ، وبتمويل وتضليل اعلامي خليجي ، وبدعم من تركيا العثمانية وفئة اليمين اللبناني الرجعي ، وباوامر امريكية غربية اطلسية ، لا نعتقد ان هناك ذي بصر وبصيرة ، لم يعد يدرك حقيقة ما يجري في القطر الشقيق ، او على اقل تقدير ، النظر الى ما يجري بعين الريبة والشك ، للبعض ممن لم تتضح لهم كامل الصورة بعد .
ان ما يدور في سوريا الشقيقة ليس بثورة ابدا ، فالثورة دائما ترتبط بالتحرر وتعزيز الاستقلال ، ورفض الهيمنة الخارجية والاملاءات الاستعمارية ، وبالحفاظ على الوحدة الوطنية ، والسعي الى الانتقال بالوطن ، الى مصاف الدول المتقدمة ، اقثصاديا واجتماعيا ، لا الى تمزيق الوطن ، واخضاعه لتبعية الغرب الاستعماري ، وتدمير اقتصاده ، كي يصبح نهبا للشركات الراسمالية ، بعد ان اصبح هذا الوطن ، نموذجا للاستقلال الاقتصادي ، وعدم الارتهان للبنك وصندوق النقد الدوليين ، فحقق الاكتفاء الذاتي ، واصبح مصدرا للخارج ، ولمن يتامروا عليه اليوم ، ولعل حكام الخليج يدركون انه حتى ملابسهم الداخلية ، هي من صنع سوريا ، يسترون بها عوراتهم ، كما سترت سوريا عورات بلدانهم ، فكانت على مدار عشرات السنين ، خط الدفاع الاول عن امة العرب والعربان ، واجهت التحديات والاخطار ، وهم خلف جدران قلعتها الصلبة مختبئون ، وضحى ابنائها بالدماء والارواح فداءا للعروبة ، التي رفعوا وحدهم رايتها ، وفتحوا ابواب سوريا لكل العرب ، يستقبلون بكل الحفاوة والاحترام ، وهم لا يعلمون ، ان نفطهم حمته دماء العرب ، في سوريا ودول المواجهة ، وان ملياراتهم لن تؤمن لهم الحماية ، فهم قبل غيرهم يعرفون امكاناتهم ، وانهم ارتضوا التبعية والحماية الخارجية الباهظة الثمن ، لان الكرامة والعزة ، لا يقدر على صونها الا الرجال ، وتضحياتهم الجمة .
هولاء الذين يسمون انفسهم ثوارا ، ويسمون اجرامهم بحق وطنهم وشعبهم ثورة ، ويدعون المطالبة بالحرية والديمقراطية ، يفضحهم تاريخهم وحاضرهم ، تفضحهم السنتهم ، وتفضحهم ارتباطاتهم المشبوهة ، مع اعداء الوطن ، واعداء العروبة ، واعداء الحرية والديمقراطية ، يفضحهم احتضانهم من قبل انظمة ، فرضت على شعوبها العيش في غياهب الظلام والتخلف ، وتعيش البذخ والفساد بكل اشكاله ، يعيشون تحت ذل التبعية والحماية الاجنبية ، ولا تحوي قواميسهم كلمة ديمقراطية او حرية ، يقمعون شعوبهم ، بكل اساليب العصور الوسطى من البطش ، كيف لهولاء ان يتباكوا على الحرية والديمقراطية ، بعد ان صنعوا من انفسهم بيادق للصهاينة وحلفائهم الغربيين ، ونسوا ان سوريا وطن الحضارة ، وان دمشق عندما كانت عاصمة الامويين ، كانوا هم يعيشون على هامش التاريخ ، وخارج مدار الحضارة .
عندما ثار سلطان باشا الاطرش وصالح العلي وابراهيم هنانو ، ثاروا من اجل تحرير الوطن وتوحيده ومنعته وازدهاره ، رفضوا كل الاغراءات وعروض الدويلات الطائفية ، واصروا على وحدة الوطن السوري ، وطردوا المستعمرين ، اما انتم ايها المتامرون ، فتسعون لعودة المستعمر ، ضحى يوسف العظمة بدمه لحماية سوريا والدفاع عنها وحماية شعبها ، اما انتم فتسفكون دم شعبكم ، وترتكبون ابشع المجازر بحق ابنائه ، من عسكريين ورجال امن ومواطنين عزل ابرياء ، طرد صلاح الدين الفرنجة ، فحرر الارض والانسان ، اما انتم فتخططون لاستقدام الاجنبي ، كي يحتل ارض وطنكم ، ويقتل مئات الالوف من ابناء شعبكم ، وكي يعود غورو من جديد شامتا امام قبر صلاح الدين .
في الثامن من اذار 1963 ، قامت ثورة البعث ، ترفع راية الوحدة العربية والحرية لابناء العروبة ، والاشتراكية للمجتمع العربي الموحد ، كافضل طريق لتحقيق العدالة الاجتماعية ، ووضعت نصب عينيها تحرير فلسطين ، وكل ارض محتلة ، اما ثورتكم ايها العملاء ، فقد جاءت لتمزق المجتمع العربي السوري ، الى كانتونات طائفية متناحرة ، اي انكم تريدون تمزيق الممزق اصلا ، وتشعلوا النار في اشلاء الوطن ، كي يسود الكيان الصهيوني ، ككيان طائفي يهودي ، متماسك ومنسجم وموحد ، ليصبح رمز التقدم والازدهار ، وواحة الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ، في ديار العربان المتناحرين ، الشرق الاوسط الجديد ، الذي تريده امريكا ، وطنا للفوضى المدمرة لنا ، والخلاقة لهم ، ينهبون منه ثرواتنا امام اعيننا ، بعد ان يستنزفوا اموالنا في تدميرنا بحرب همجية قذرة ، تحرق الاخضر واليابس ، ويعيدوا استنزافها من قبل شركاتهم الاستعمارية بدعوى اعادة البناء ، وليحققوا \\\\\\\\\\\\\\\'ديمقراطية\\\\\\\\\\\\\\\' فوق اشلائنا ، ديمقراطية تنصيب عملائها القتلة الماجورين حكاما ، ديمقراطية مزيفة دموية مفصلة على قياس اسيادهم في واشنطن ولندن وتل ابيب ، ايها \\\\\\\\\\\\\\\'الثوار\\\\\\\\\\\\\\\' الماجورون ، كيف تسعون للانقلاب على بلدكم بالحديد والنار والتدمير وسفك الدماء ، وفي نفس الوقت ، تعلنون انكم ستعيدون الجولان بالوسائل السلمية ، وتطردون كل فصائل المقاومة من سوريا ، وتجتمعون مع قادة العدو ، فكيف تكونون رحماء ومسالمين مع اعدائكم التاريخيين ، الموغلة ايديهم بدماء شعبنا ، وقتلة ماجورين ومصاصي دماء مع شعبكم في سوريا ؟
لقد اصبحت رائحة عمالتكم تزكم الانوف ، بعد ان اسقطتم عن عوراتكم كل اوراق التوت ، وظهرتم على حقيقتكم ، بيادق لبيادق الاستعمار والصهيونية ، من خليجيين وعثمانيين وحريريين وكتائبيين ، يمدونكم بالمليارات وبالمرتزقة ، الى جانب من حشدتم من اخوان الشياطين ، الاخوان المسلمين ، الذين لم ينسى شعبنا جرائمهم منذ اوسط سبعينات القرن الماضي وحتى بدايات الثمانينات ، واستماتوا حينها في تنفيذ الدور المرسوم لهم ، كما استمات العملاء في لبنان ، للانقضاض على نتائج حرب تشرين التحريرية ، وتوظئة لخيانة السادات ولتمرير اتفاقات كامب ديفيد ، وكما هزمكم شعبنا حينها بوعيه وتوحده خلف قيادته ، بعد ان ادرك حقيقة المؤامرة ، سيسحقكم شعبنا اليوم ، وقد اتضحت المؤامرة اكثر ، وجاهر انصاركم وداعميكم من بيادق الغرب الاستعماري ، جاهروا بعدائهم الواضح والصريح ، بتسليحكم باحدث الاسلحة ، وانفاق المليارات عليها ، وتشويه الحقائق من خلال الاعلام المتصهين ، الذي قام اواسط التسعينات ، على مبدأ دس السم في الدسم ، فاتضحت الان كل الحقائق ، وظهر جميع المتامرين والمساندين والمنفذين على حقيقتهم ، بعد ان كانوا سابقا في جحورهم مختبئين ، ولم يعد من وسيلة للتعامل مع جرائمهم غير الحسم العسكري ، الذي سوف يزلزل الارض تحت رمال من يقف ورائكم ، فانتظروا الزلزال القادم .
اننا ندعوا القائد بشار الاسد ، الذي لم يعد رئيسا لسوريا فحسب ، بل اصبح قائد معركة الامة ، ضد الهجمة الاستعمارية الرجعية الحاقدة ، التي تريد اعادة عقارب الساعة الى ما قبل التاريخ ، وتمزيق الامة شر تمزيق ، بحيث تترحم الاجيال القادمة على اتفاقية سايكس بيكو ، ندعو القائد الاسد ، الى اتخاذ قرار الحسم العسكري ، بعد ان اوغل المجرمون في جرائمهم ، ولم يعد ينفع معهم لجان عربية او اممية ، واصبح الهدف من كل التحركات الدبلوماسية ، هو تكريس واقع تجزئة في سوريا ، والايهام بوجود كيان للمتامرين ، فالشعب العربي السوري وجيشه العقائدي البطل ، ينتظر اشارتك لسحق مؤامرة ، لم تسعى لتمزيق سوريا وحدها ، بل لتمتد لاحقا ، الى اقطار شقيقة مجاورة ، هيأت امريكا للانقضاض عليها منذ سنوات ، وقبل ربيعها الامريكي ، والعملاء في تلك الاقطار ، ساءهم صمود سوريا ، وافشل خططهم ، فانبرى حقدهم وحقد اسيادهم من بيادق الغرب الاستعماري ، تخبطا اعمى ، فقد اصبحت المعركة بالنسبة لهم ولبقية العملاء ، معركة وجود او لا وجود ، فاوعزوا للعملاء ، ان يزيدوا من منسوب سفك الدماء في سوريا ، كاخر امل لهم بالنجاة ، لكن هيهات لهم تحقيق اهدافهم ، وهيهات ان تهزم سوريا العروبة ، سوريا الأسود .