أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 30 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الأمير الحسن يؤكد أهمية إشراك المجتمعات المحلية في صنع القرار الملك: ضرورة تطوير صادرات الفوسفات لتشمل منتجات من الصناعات التحويلية تحويلات مرورية على الطريق الواصل من إشارة (سايبر ستي) باتجاه الرمثا انخفاض معدل البطالة في المملكة إلى 22% خلال 2023 قرارات مجلس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الملك يؤكد لـ بلينكن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة تعرفة بند فرق أسعار الوقود لشهر أيار بقيمة صفر الحكومة ترفع أسعار "البنزين 90" 20 فلسا و"البنزين 95" 25 فلسا والديزل 5 فلسات القبض على 4 متسللين حاولوا اجتياز الحدود من سوريا القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور بيئة البلقاء تسلم 210 حاويات معدنية لعدد من البلديات من هو منفذ عملية طعن القدس؟ .. تركي الجنسية وقدم عبر الاردن الضّمان: مليون و555 ألف مشترك فعّال بمظلة الحماية الاجتماعية قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل المعايطة : سنقوم بانتخابات تجريبية خلال حزيران المقبل
بحث
الثلاثاء , 30 نيسان/أبريل 2024


قراءة في كتاب (جريمة شرف)

بقلم : علي القيسي
04-08-2023 01:31 AM

قراءة في كتاب (جريمة شرف) وهذا العنوان العتبة قصة من قصص المجموعة اختارها الكاتب فراس ،لتكون العتبة وعنوان الغلاف ،المجموعة القصصية هذه ، تعد من القصص التقليدية الكلاسيكية التي كانت فيما مضى من القصص التي يشتغل عليها الكتاب وفيها النزعة الأدبية القديمة في فن القصص ، حيث العناصر مكتملة من زمان ومكان واحداث وشخوص واللغة عادية واقعية لايوجد فيها تلك الكلمات الرنانة أو الشاعرية سوى في بعض الفقرات وبعض القصص ،،ولكن الأغلب اللغة عادية وسهلة وسلسة وتتفق مع السرد الانسيابي والأفكار المنتظمة لحركة الشخوص وحواراتهم وتحركاتهم ،ودواخلهم الباطنية ، وانعكاسها على محور الحدث وتداعياته ، وثمة الراوي في القصص وهو العليم ،الذي يتحدث عن شخصه وحياته والظروف التي مر بها ، فالمحرك من الخارج هو السارد الشاهد على كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة ،،وكانت الأحداث واقعية واضحة نقلها شخص عاشها بدقة ووعي وكتب عنها ، بأسلوب أدبي مشوق وبلغة جميلة مقنعة ، فكان السرد يشبه الحكاية العادية في بعض المواقف ، ومواقف أخرى يشبه القصص الجيدة ،، وفي أحيان يشبه السيرة الذاتية ،،ولكن عموما يمتلك الكاتب أدواته الفنية ببراعة ومهارة ويحرك المتلقي لجذب المتابعة والتشويق لقصصه الاجتماعية اليومية ،
القاص فراس كاتب محترف وله كتابات في وسائل التواصل وخاصة الفيسبوك ، وله جمهور من المتابعين ، وايضا هو كاتب قديم في الصحافة المحلية اليومية ،، وله بصمة في الكتابة من حيث الأسلوب وطرح الأفكار النيرة التي تتعلق بالحياة والإنسان والمجتمع تحديدا .

في قصته:
( يوميات مسؤول متقاعد)
يتحدث القاص فراس عن تجربة التقاعد بعد خدمة طويلة في العمل المتواصل ، ويصف حالة المتقاعد بعد توقفه المفاجئ عن العمل الطويل خارج البيت ،وتلك الحياة التي تختلف عن حياة الناس الذين لا يعملون ويفضلون الاستقرار في المنزل ،والاعتياد على حياة روتينية ورتيبة ،ولكن الرجل حين يتقاعد يشعر بالألم النفسي والمعنوي لاسيما أنه كان في عيون الناس شخصا مهيبا قويا صاحب كلمة ،،عندما كان في وظيفة محترمة ومركز مرموق ،،وهذا ماحدث مع الكاتب وهو يتحدث بضمير الأنا المتكلم فكل القصص كانت بضمير الإناء وليس الغائب ،،سوى بعض القصص كان المتحدث فيها شخوص كانت طبيعة أدوارهم هكذا ،، ولكن الكاتب فراس الطلافحة ينقل إلينا الوضع الإنساني عن قرب عن الأحداث والظروف التي مر بها السارد ، بعد التقاعد القسري ، من هنا نلخص تلك الأحداث والتداعيات التي أراد القاص توصيلها إلى المتلقي ،،وهي أن التقاعد يعد صدمة كبيرة للإنسان العامل النشيط الذي لا يشكو من الأمراض وقادر على العطاء ،،فهذا الانكسار النفسي والاجتماعي والمعنوي يؤثر على الشخص ،، خاصة في بيته ومع زوجته وأفراد أسرته ،فيجعله عصبي المزاج ومتوتر ويخسر نفسه في عمل البيت والزوجة ،،مما يسبب لها التعب والتوتر والعصبية ، فيوميات مسؤول بعد التقاعد ،،تشكل حالة اجتماعية تمس شرائح كثيرة من الأفراد الذين يعانون حالات انسحابية مرضية بعد الاقلاع عن ممارسة الفعل اليومي لمدة طويلة جدا ،فهنا تتأثر شخصية المتقاعد ويشعر بالضعف والفراغ والملل واحيانا الكآبة التي قد تؤثر على صحته النفسية والعضوية وعلاقته بالمجتمع.


وفي قصة؛( اللسان)
هذه القصة غريبة وتأخذ ملامح الغرائبية الفانتازية من حيث قطع اللسان الذي أصابه مرض خطير ،،واستبداله بلسان شخص ميت للتو ،، فالعبرة من هذه القصةهي العلاقة بين الناس وخاصة الكبار من المسؤولين الذين لا يرضون على الموظف حتى لو قام بعمله خير قيام ،إلا إذا كان منافقا وكاذبا وفاسدا. ولأن السارد أتعبته طريقته في الكلام الصادق غير المجامل والمنافق ولم يحصل في وظيفته على ترفيعات وامتيازات كما حصل عليها زملاؤه المنافقون الذين يجيدون الكلام المعسول والكاذب للمسؤول المدير ،، فقد أصيب بالاحباط نتيجة استقامته وحسن سلوكه فدعا على لسانه بالمرض ، من باب المزاح ولكن الرجل فقد لسانه كاملا بعد فترة ،،حيث أصيب بمرض خطير أدى إلى بتره وأصبح أخرس ،، مما راق له ذلك في البداية ،،ولكن بعد فتره شعر بالندم والألم نتيجة هذا الخرس الذي أفقده تواصله مع زوجته وأهله والناس ، فقرر زرع لسان جديد ،وحجز دورا للزراعة من شخص متوفي ، فحصل ذلك وتم زراعة لسان ،،ولكن المفاجأة أن هذا صاحب اللسان الميت كان مديرا له في الشركة ،وقد أوصله لسانه هذا إلى أرفع المناصب بالكلام المعسول والنفاق ومسح الجوخ كما يقولون ،،العبرة من القصة ، أن المجتمع متفق على النفاق والكذب والكلام الواهم ،وأن المسؤولين يحبون هذا الأسلوب من الموظفين ولا يحبون الصراحة والصدق والجراءة وقول كلمة الحق.


القصة ربما تكون خيالية بالنسبة لزرع اللسان ، ولكنها معبرة وتعالج قضية اجتماعية وسلوك غير سوي ويتعارض مع الفضيلة والأخلاق والدين ، وهناك قصة الشرف ،وهي قصة اجتماعية تحدث بالمجتمع الأردني والعربي نظرا للتقاليد والعادات والتزمت الديني عند البعض ،،وقصة جريمة شرف بدأ بها السارد الكاتب فراس بأسلوب رومانسي حب لفتاة صغيرة كان يحبها البطل السارد وكان صبيا في الحارة التي تقطنها الفتاة ،وكان حبا طاهرا عفيفا برئيا ،كما أشار في قصته ،،وكان يرسل لها الرسائل وهي تبادله الرسائل الغرامية ،، في ظل الخوف الشديد والحذر والشوق والانتظار ،، إلى أن جاء يوم وأختفت الفتاة من الحي الحارة ،،وصارع العاشق البعد والغياب والتحسر على فقد حبيبته البكر ، والتي بعدها لم يحب فتاة ولم يتزوج حتى بلغ سن الأربعين ونيف ،، ولكن في نهاية القصة تغير اسلوب السارد ،، حول الفتاة ،، وقال أنه تم قتلها على يد أخيها بعد أن ضبط
رسالة غرامية تحت وسادتها ،، من هنا فالملاحظ للسرد والمتابع له يرى اختلافا عميقا بين بداية القصة ونهايتها الدموية البشعة ؟!

فكيف حدث هذا القتل من أسرة الفتاة ،،بعد أن تركوا الحارة ، وغابت عن الشاب الذي كان يحبها وقطعت الاخبار بينهما ، وكيف تم العثور على الرسالة من قبل شقيق الفتاة الذي قيل عنه السارد بأنه كان مخمورا وسكران حين قتل أخته؟! ومما زاد في تغيير مجرى السرد هي المحاكمة للشاب وتفاصيل طويلة ومملة حتى أصبحت القصة مباشرة وتقريرية ،،بعد أن كانت تحمل فكرة عاطفية جميلة ومنسجمة في المشاعر والأحلام والتصالح والسلام ،،ربما كان بود السارد تغيير النهاية بطريقة أخرى ،،ولكن السارد له رأي آخر مختلف وهو التحدث عن مشكلة قضايا الشرف بهذا الأسلوب الأدبي والقانوني الذي لابد عن طرحه ،،لنعرف النتائج لهذه الجرائم البشعة التي ترتكب بدم بارد ،،لفتيات مسالمات برئات ، تم قتلهن من خلال الاشاعة أو الشك والظن ،،والجهل أيضا ومعظم الأحكام على هذه الجرائم تكون غير عادلة ولا ترتقي لمستوى قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.

وفي النهاية
هذه المجموعة القصصية تعالج الحياة الإنسانية الاجتماعية وتظهر الأخطاء والخطايا ،، والعذابات والهموم والصعوبات والمواقف الحياتية واليومية ،، وتشير في مضامينها وسطورها وأفكارها إلى نزعة الإنسان في موضوع الخير والشر والصراع الأزلي بين الحق والباطل ،، لقد أحسن القاص فراس الطلافحة بأسلوبه الأنيق الرائع بكتابة هذه القصص الناجحة فنيا ولغويا وفكرا ومضمونا حيث أضاف ألى المكتبة العربية والأردنية خاصة هذا الاصدار والمنجز الثري.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012