أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


إقرار قانون الصوت الواحد هو إقرار بالرجعية والتخلف والتحدي لإرادة الشعب

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
21-06-2012 09:37 AM



مؤسف هذا الذي يحدث في مجلس نوابنا ومؤلم هذه اللامبالاة وعدم الاكتراث التي يظهرها النواب تجاه إرادة الناس ورغباتها في التقدم والديمقراطية. لم يكن مشروع قانون الانتخاب الذي دفعت به حكومة عون الخصاونة إلى مجلس النواب مرضيا لمعظم الأطراف والجهات السياسية والشعبية ، وقد توقعنا أن يتم تحسين هذا المشروع الذي على الأقل كان يتيح للناخب أكثر من صوت في دائرته الانتخابية إضافة إلى الدائرة الوطنية العامة. لم يتوقع معظم المواطنين أن يتم إقرار مشروع قانون الانتخاب من قبل مجلس النواب ألا بعد الإضافة عليه وتعديله ليبعدنا نهائيا عن شبح الصوت الواحد ذلك الاختراع والاكتشاف الشيطاني لأحدى الحكومات التي نقبت عن هكذا قانون وهكذا تجربة متخلفة أكثر من تنقيبنا عن النفط في الأردن لتجد بعد عظيم معاناة وتآمر وتحايل على إرادة الشعب وتطلعاته نحو الحرية والديمقراطية أنه يوجد دولتين في العالم تطبقان قانون الصوت الواحد.

الغريب قي الأمر أن الملك يقول لا رجعة لقانون الصوت الواحد والحكومة التي دفعت بمشروع القانون أصلا أكدت على أننا دفنا الصوت الواحد بلا رجعة ليأتي نوابنا الذين جاءوا إفرازا لقانون الصوت الواحد مضافا إليه التزوير في الانتخابات ليقرروا لنا ذات الأسلوب الذي يمكن أن يعيدهم إلى مواقعهم المرة القادمة فأي صلف وأي تحدي هذا؟النواب يفرضون إرادتهم على الشعب بدلا من تمثيلهم لإرادة الشعب ولكن ذلك ليس بغريب على النواب ما دام أنهم وصلوا لمواقعهم بإرادة الأجهزة الرسمية وليس بفعل قواعدهم الشعبية.

المثير لمشاعر الأردنيين موقف الحكومة ممثلة برئيسها الذي لم يبدي أي دفاع عن مشروع قانون الانتخاب بصيغته المقدمة من الحكومة السابقة لا بل فإن من استمع لمداخلة الدكتور الطراونة والممالئة لرأي بعض المنافحين عن الصوت الواحد يقتنع بأن الرئيس مع الصوت الواحد وليس مع دفنه؟الرئيس يبدوا إما متواطئا في تمرير قانون الصوت الواحد أو مأمورا ولديه توجيهات من الدوائر العليا بتمرير هكذا قانون متخلف.إنه فعلا خذلان للأردنيين وإساءة لمشاعرهم واستهتار بذكائهم وتجاهل لحضورهم ووجودهم خصوصا وأن ذلك يأتي في خضم الربيع العربي وربما يدفع ذلك الربيع الأردني إلى أوجه وذروته.

المحير في الأمر أن يأتي إقرار قانون الصوت الواحد متزامنا مع تصريحات الملك لوكالات الأنباء والصحف والتلفزة الغربية عن عصر الإصلاح الحقيقي في الأردن وعن ضرورة التوجه نحو المشاركة الشعبية والحكومات البرلمانية. ونحن نقول للملك كيف ستأتي حكومة برلمانية إذا كان تشكيل البرلمان نفسه وفقا لقانون الصوت الواحد لن يمكن أي طرف سياسي من تشكيل أغلبية برلمانية؟قانون الصوت الواحد يساعد على إفرازات عشائرية ومناطقية ويحول دون إفرازات حزبية في البرلمان. وأتساءل ويتساءل معي كثيرون هل كان من الممكن أن يتخذ رئيس الوزراء هذا الموقف السلبي نحو قانون انتخاب يتيح للناخبين أن يعبروا عن إرادتهم بدون تنسيق مع الملك ومستشاريه والدوائر الأمنية! أنا اشك بذلك وأعتقد أن الموضوع مدروس ومنسق وجاء وفقا لثورة عكسية على الحراك السياسي ومطالبات القوى السياسية والشعبية بقانون انتخابات عصري يحقق أحلامنا وتطلعاتنا.نعم إنها الردة وإنها لثورة معاكسة ضد الإصلاح ولكن بثياب تتظاهر بالإصلاح تم من خلالها الالتفاف على مطالبات الجماهير والتحايل عليها.لقد راهنا منذ البداية على أن الرئيس الطراونة هو ابن النظام مطواعا له منفذ أوامره وأنه بموقفة السلبي ومداخلته التي تتعارض مع الأعراف البرلمانية قد جسد ما راهنت عليه كثير من القوى والأطراف السياسية من أنه رئيس غير إصلاحي وليس لديه توجهات إصلاحية ولا يمتلك الخلفية ولا المواصفات ولا الرؤى التي تمكنه من وضع الحلول والخروج بإبداعات وأفكار تعكس نبض الناس وأحلامها بالحرية والديمقراطية.

إن إقرار قانون الانتخاب من قبل مجلس النواب إذا ما استكمل خطواته وإجراءاته الدستورية سيقود البلاد إلى المجهول، ونعتقد بأن مرحلة جديدة من النضال والصراع ستبدأ عما قريب وتكمن خطورة هذه المرحلة في أن هذا الصراع ربما ينتقل ليكون صراعا بين النظام السياسي والشعب وهذه المرحلة لم يسبق وأن وصلنا إليها في الماضي . الشعب بدأ يشعر بأن النظام السياسي يقول شيئا ويفعل عكسه وقانون الصوت الواحد خير دليل على ذلك.حكومة السيد الطراونة ربما تعرض ليس فقط استقرار النظام للخطر ولكن تعرض أمن الأردن وسلامه الاجتماعي والسياسي للخطر وسيذكر التاريخ أن بعض رؤساء وزرائنا ومنهم رئيسنا الحالي لم يسهموا قيد أنملة في تطوير الحياة السياسية الأردنية لا بل سيسجل التاريخ للسيد الطراونة وللنواب 57 الذين صوتوا للقانون المشئوم بأنهم كانوا قوى التفاف على مطالب الأردنيين وحراكهم وستنظر الأجيال القادمة بخجل وسخط شديدين لهذه الانتكاسة الكبيرة في مسيرة التصحيح والإصلاح السياسي في الأردن.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-06-2012 11:14 AM

استاذي الفاضل اشكرك على هذا المقال الجريء والعميق والذي يعكس رأي الاغلبية المسحوقة اما هذا القانون المشؤوم ما هو الا ضربة قاسية بوجه كل الشرفاء ويعني تزويرا للانتخابات المقبلة بقوة القانون لأنه إقصائي.....

2) تعليق بواسطة :
21-06-2012 12:08 PM

السيد خصاونه
الهدف الاول والاخير لكل سياسات النظام بكل مؤسساته ورموزه هو التصدي واجهاض اي بادره او محاوله لبناء ايةاداه او اطار تنظيمي حقيقي ومستقل ,قادر على صهر وتوحيد طافات الحراك الاردني وترجمة شعاراته وطموحاته الى مطالب سياسيه ,اقتصاديه . صورةالواقع الحالي في الاردن توحي بحقيقه ان النظام وابحكومه في وادي والشعب الاردني وهمومه وطموحاته في وادي. ذلك لان اجنده الحكومه وسياساتها مستوحاه ومفروضه من قبل مؤسسة القصر و حلفائها من راس المال السياسي والرموز العشائريه التقليديه. المراقب لمنهج وممارسات النظام في كل ميادين السياسه الاردنيه ,ليس بحاجه لمستوى من الذكاء الخارق, لفهم توجهات واهداف الحكومه والديوان. فمفهومهم للاصلاح لا يتجاوز اطلاق الفيض من الخطابات والتصريحات والشعارات الفارغه من جهه والاستمرار في سياسة المماطله والتهيد والوعيد وبث المخاوف والفرقه بين ابناء بالعب على اوتار الجهويه والعشائري والاقليميه وكل ما شابه ذلك من اساليب لاستغفال ذكاء اشعب الاردني ,وكسب الوقت للتصدي لاي محاوله مهما كانت لتجاوز اهداف واستراتجايات الحكومه. هل يعقل ان حكومه ورائاسة دوله تعمل من اجل الاصلاح تغض النظر عن المهازل التي يندى لها الجبين من قبل شبيحة وبلطجيه امتال ,السعود في قلب مجلس ,تمثيل ارادة وسيادة الشعب ? هل هناك فارق ما بين تكسير رؤوس المعارضه( شبيلات تويجان وووووو مبين هذه الممارسات?) الصوت الواحد هو خيار النظام والحكومه اذ انه الطريق الاقصر لضمان استمرار الفساد ورموزه ومصادرة حقوق حريات الشعب للاردني لمصلحة تحالفات النظام .

3) تعليق بواسطة :
22-06-2012 07:15 AM

البروفيسور الدكتور أنيس الخصاونة المحترم
إن دفاعك المستميت عن عون خصاونة يفقدك مصداقية ما تكتب. إن عون خصاونة هو الذي رفض الأخذ بتوصيات لجتة الحوار الوطني وهو الذي تقدم الى مجلس الأمة بمشروع القانون الذي تتم مناقشته الآن. وإن موقف فايز الطراونة في تعليقه على القانون يشابه الموقف نفسه الذي اتخذه عون عند مناقشته الفوسفات وهو الذي ساهم في التأثير على قرار مجلس الأمة في تبرئة وليد الكردي الموقفان متشابهان بين عون خصاونة وبين فايز الطراونة

4) تعليق بواسطة :
22-06-2012 07:30 AM

البروفسور الدكتور أنيس الخصاونة
لقد تابعت العديد من مقالتك وبالذات دفاعك عن إباء عون خصاونة وتقديم استقالته كما أنني قرأت مقالك بعنوان ما سر قوة ناصر جودة وإنني أسألك هل سبق وأن خدمت مع ناصر جودة وهل سبق لك أن اجتمعت معه أو سافرت في معيته وهل سبق أن قرأت سيرته الذاتية وهل تعلم أنه تمت إحالته وهو في عز الشباب وأمضى أكثر من 5 سنوات وهو يعمل في مكتب تجاري مع أخيه سامر
أنا أعرف ناصر جودة أكثر منك أعرفه منذ طفولته وأعرف والده وأعرف عمه عبد الله جودة رحمه الله وأعرف خاله خالد الرفاعي رحمه حين كان يعمل مع عماري وسامي جودة في مكتب لتصنيع ونقل الفوسفات ولا أريد أن أقولخاله زيد الرفاعي وهو شقيق والدة ناصر أي أن جده لوالدته هو دولة سمير الرفاعي كما أنه لم يعد نسيبا للأمير حسن ومن العيب عليك أن تتطرق الى سيرته الزوجية فهي خاصة لا سيما وأن زوجته السابقة سمو الأميرة سمية هي من أفضل العقليات العلمية وبصماتها على النشاط العلمي والأكاديمي كبيرة إن سر قوة ناصر جودة يا بروفيسور بسيط جدا لأنه نظيف اليد وغير فاسد ولم يستغل أي منصب في الإثراء والسرقة والكسب غير المشروع فاتق الله في الناس في أعراضهم وفي سيرة حياتهم فأنت من المفروض أن تكون مربي أجيال وأن تعلم تلاميذك على المثل والأخلاق النبيلة وليس على كيل السباب والتهم

5) تعليق بواسطة :
22-06-2012 12:47 PM

لقد طفح الكيل وحان الوقت للحديث الصريح االواضح ولا اعتذر لأحد.



من متابعاتي للمشهد الأردني أرى انه لو أتيت ببرنامج اصلاح ديمقراطي من السماء واخترت الأم تيريزا كرئيسة وزراء أو جئت برئيس وزراء من الفضاء يتمتع بقدرات خارقة لتحقيق المعجزات واجريت انتخابات نزيهة ومستقلة وباشراف جيمي كارتر أو تقدمت بحزمة اصلاحات من جامعة هارفرد وأدخلت تعديلات دستورية جذرية لارضاء السلفي والطالباني والحمساوي والتقدمي الليبرالي والاخونجي واليساري والقومي والمبرر لمجازر النظام السوري، وحتى لو أتيت بحكومة كل اعضاؤها خبراء وعباقرة وفطاحل الزمان في العلوم السياسية والاقتصادية ومن خلفهم لجان من المستشارين في فن الحوكمة وحسن الادارة سيبقى هناك جماعات معارضة ترفض وتنتقد وستطالب باسقاط رئيس الوزراء واسقاط الحكومة وسوف لا يعجبها العجب حتى الصيام في رجب. هذه حقيقة المعارضة على الساحة الأردنية.



بهدؤ وبدون ضجة وبدون عنف استجاب النظام الملكي الأردني لمطالب الشعب بالاصلاح والتغيير السلمي التدريجي. تميزت التظاهرات والاحتجاجات بكونها سلمية رغم تواجد عناصر ذات اجندات وايديولوجيات لا علاقة لها بمصلحة الأردن تحرض على العنفية والاستفزاز لتشويه صورة الأردن في الخارج. هناك فئات سوف لا يرتاح بالها الا اذا سالت الدماء في الشوارع. ولكن خابت آمالهم.



ولا نبالغ اذا قلنا ان القيادة الهاشمية الحكيمة منسجمة تماما مع الشعب ومطالبه حيث بدأت مشروع الاصلاح التدريجي المدروس قبل اندلاع ما يسمى الربيع العربي بسنوات. وشهدنا كيف أن الانظمة الغبية في السودان واليمن وليبيا وسوريا اغرقت شعوبها في بحور من الدماء للتشبث بالسلطة بأي ثمن.



ومما لا جدل فيه أن العاهل الأردني والعائلة الهاشمية تتمتع بشعبية كبيرة في الشارع الأردني لذا لا يوجد مطالب بتغيير النظام بل بتعديلات دستورية وتعديلات لقوانين الاحزاب والانتخابات. ويؤمل أن التعديلات المقترحة ستفرز حكومات تعمل بشفافية وتخضع للمحاسبة البرلمانية وستضمن التعديلات والاصلاحات وفصل السلطات ووضع اطر عصرية للانتخابات النزيهة لينتج عنها برلمان قادر على تأدية دوره التشريعي والرقابي. اختار الأردن طريق الاصلاح والعقلانية ووحدة المجتمع وتجنب الكوارث والتصدعات التي عصفت بأنظمة الشعارات الثورية الكاذبة.

6) تعليق بواسطة :
22-06-2012 04:44 PM

الى المعلق 5 السيد حالد المجالي هذا رأيك وهو رأي جدير بالإحترام تماما مثل أراء أخرى يختلف بها أصحابها معك فيما ذهبت إليه.فان الأمن لوحده كما قلنا لا يطعمنا خبزا نحن نريد الإصلاح الحقيقي وما سمعناه اليوم من شعارات ومسيرات في الكرك واربد وعمان لا يمكن أن تكون عبثيه وأصحاب أجندات خاصه .أخي خالد نحن لنا رأي وغيرنا له رأي وأنت لك رأي ونحترم كل الأراء وكلنا نتحدث عن هم واحد هو الأردن ولكن نراه بطرق مختلفة مع احترامي لشخصكم ورأيكم

7) تعليق بواسطة :
22-06-2012 09:18 PM

لانك تعيش معه من الطفولة ولأنك تعرف كل هذه المعلومات التفصيلية عن عائلته ومن هو خال السيد ناصر جوده وأين عمل ومن هو عمه كل ذلك يفقدك الحيادية في رأيك وموضوعيتك ويجعل شهادتك المتشنجة مجروحة .حبذا لو كتبت مقالا آخر تفند ما قال الكاتب الخصاونة .الخصاونه لم يتعرض لعرض ناصر جوده وكل ما قاله هل سبب قوته واستمراره في 3 حكومات هي المصاهرة مع الامير حسن هل هذه أعراض الناس يا أستاذ؟ واين السباب والشتائم التي تتحدث عنها في المقالة الرائعه التي كتبها الدكتور الخصاونة.الكاتب لم يقل بأن الوزير مرتشي ولكنه تحدث عن سر استمراره في وظيفة سياسية وليست فنية أو برمجة حاسوب أو محاسب .الوظيفة السياسية تتأثر بتغير رئيس الوزراء في العالم كله ما عدا الأردن؟ أنت تتحدث عما ينبغي أن يعلمه الدكتور الخصاونة لطلابه غريب والله هل تعلم أن أفواج كثيره من كبار الضباط في القوات المسلحة قد أسهم الدكتور في إعدادها وهل تعلم أنه قد علم بعض زملاء الوزير جودة في مجلس الوزراءالحالي والسابق.توقف يا أخي عن هكذا كلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع واقرأ التعليقات الكثيرة على المقال نفسه لتعرف أن الدكتور الخصاونة يتحدث بنبض الأردنيين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012