أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


وبعد كل هذا يسألون .. لماذا يكره العرب سياسة أمريكا الخارجية !؟

بقلم : هشام الهبيشان
16-10-2023 02:52 PM

أبدع الراحل ‘محمود درويش” عندما أسقط كل توصيفات وتشبيهات حرب أمريكا على العرب في قصيدة ‘مديح الظل العالي” فقال: ‘أمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية، ياهيروشيما العاشق العربي أمريكا هي الطاعون – والطاعون أمريكا، نعسنا أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا، وأمريكا لأمريكا، نفتح علبة السردين تقصفها المدافع، تحتمي بستارة الشباك تهتز البناية تقفز الأبواب أمريكا، وراء الباب أمريكا، ونمشي في الشوارع باحثين عن السلامة من سيدفننا إذا متنا، عرايا نحن لا أفق يغطينا ولا قبر يوارينا ويا يوم بيروت المكسر في الظهيرة عجل قليلا عجل لنعرف أين صرختنا الأخيرة ‘، هذه الكلمات تعكس إلى حد كبير معاناة العرب مع أمريكا، فسياسة الحكومات الأمريكية المتعاقبة ودس أنفها في كل صغيرة وكبيرة، وخاصة في ما يتعلق بالصراع العربي مع الكيان الصهيوني المسخ وتزويده ‘بكل مقومات الحياة، والكيل بميزان أعوج دائماً الكفة الراجحة فيه تميل لصالح الكيان المسخ، فنحن العرب نكره أمريكا لأنها تغلغلت فيها الصهيونية، وأصبح نصف موظفي البيت الأبيض تابعين لجماعات التأثير الصهيونية أو ما يسمى باللوبي الصهيوني في أمريكا المعادي للإسلام وللعرب بمختلف انتماءاتهم الدينية وتنوع حضاراتهم.

ولنضع الأمور هنا في منظور أوضح فإذا كان هناك أمامك شخص عربي يكره أمريكا وسألته عن سبب هذا الكره ؟؟ فالإجابة على الأغلب هي كالتالي، اكره أمريكا التي تساعد إسرائيل، اكره أمريكا التي تحب الهيمنة والتفرقة بين الشعوب، وغالباً شعوب منطقتنا العربية والإسلامية يتفقون على هذه الإجابات، وأنا أتفق مع كل هذه الأسباب، فيجب أن نكره سياسة أمريكا الخارجية، لأنها سياسة كاذبة مضللة، لأنها استعمارية فى الأساس لا تنظر إلا للمصالح الأمريكية.

يجب أن نرى بوضوح ونكره أمريكا ومساندتها العمياء للكيان الصهيوني المسخ ،ودعمها لعمليات إبادة الفلسطينيين بل والوقوف ضد أي قرار يقترح فكرة إدانة هذه الهمجية الصهيونية، يجب أن نتذكر حروبها الحالية على سورية وقبلها ليبيا والعراق وإيران وقبلها لبنان والملايين من ضحاياها الأبرياء، ومساندة أمريكا لأي حرب صهيونية ضد العرب منذ عام 1948م وللآن والتاريخ يكتب كل ذلك وهو الشاهد الوحيد على كل هذا، وعلينا أن نكره سياسة أمريكا الخارجية لأنها تقتل الحرية، بالحقيقة أن المصالح العربية تقتضي أن نكره سياسة أمريكا الخارجية وهمجيتها ضد العرب والمسلمين، إن قصة الكره العربي لسياسات أمريكا هو قديم من قدم ظهور أمريكا كقطب أوحد بهذا العالم، فهناك اليوم الكثير من أبناء الشعوب العربية يرددون مقولة ‘إن الهزيمة العربية اسمها وسببها أمريكا” فقصة الكره هذه عميقة بعمق حجم الهجمة الغربية على حضارة وديانات والموقع الجيو سياسي للوطن العربي والإقليم ككل.

وأكرر هنا أن لا علاقة بين الشعوب وسياسات حكوماتهم، فالشعوب العربية والإسلامية بمعظمها تحترم إلى حد ما الشعب الأمريكي ولكن السياسة التي تتبعها الأدارات الأمريكية وخاصة في السنوات والعقود الأخيرة، وتبنيها سياسة متطرفة ومعادية للإسلام والعرب وبصورة علنية مما زاد الكراهية للأدارات الأمريكية المتعاقبة، وبنفس الوقت أؤكد أن علاقة العرب والمسلمين بأي شعب آخر ليست علاقة عدائية بالأساس، ولكن من باب المعاملة بالمثل، فعندما يقف الساسة الأمريكان ضد أي قرار من شأنه أن يدين إسرائيل ‘الصهيونية”، وتراهم في نفس الوقت متحمسين لأي قرار من شأنه أن يدين العرب والمسلمين، من فلسطين إلى العراق إلى سورية إلى السودان، وليست قضية غزة ببعيدة، فالقيادات الأمريكية قد وضعت الشعب الأمريكي في مستنقع آسن مليء بالدم في جميع أنحاء الوطن العربي، فضلاً عن جميع دول العالم.

ختاماً: علينا أن لا ننسى من احتضن الصهيونية و دعمها ومن يدعم الكيان الصهيوني المسخ بكافة الإمكانيات والوسائل ومن احتل أفغانستان والعراق مدعياً الديمقراطية والحرية، ومن تدخل سابقاً في فيتنام وبنما وكوبا والصومال، وضم جزر هاواي بالقوة، ومن يحاول التدخل حالياً في الشؤون الداخلية لسورية واليمن وإيران ووو.. إلخ، وهنا أؤكد مجدداً ،أننا لا نكره أمريكا كشعب فهو شعب إلى حد ما يحظى باحترام جميع الشعوب العربية والإسلامية، إنما نكره سياسة أمريكا الخارجية ‘الماسونية – الصهيونية”، وصدق الراحل محمود درويش عندما قال: ‘أمريكا هي الطاعون … والطاعون هو أمريكا”.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن .

hesham.habeshan@yahoo.com



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012