أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


أكل ، شرب ، نام

بقلم : يسار خصاونة
23-06-2012 10:40 AM

يؤلمني ما يدور من حوارات ساخنة، أو باردة بين أفراد المجتمع الأردني على اختلاف طبقاته، وأهوائه، وأفكاره ،لأنني أرى أن هذه الحوارات تدور في فلك اللامعقول ، وبالتالي فهي فنتازيا اجتماعية ألفناها ، وأصبحت ضمن منظومة تواصلنا ، وفي جولة سريعة على هذه الحوارات نجد أنها لا تدور حول موضوع واحد ، بل تتشابك فيها مواضيع مختلفة لا تملك أدنى رابط بينها ، من هنا فإن النتائج دائماً تكون رمادية لا هوية لها ، وكأن الحوار ذاته هو الهدف بدليل أن حواراتنا متصلة دون فواصل ، فهي تشتعل عند لقاء اثنين أو أكثر ، والمضحك المبكي أنها قد تدور في رأس شخص واحد ، فنجده يُحاور نفسه، ويجادلها، وربما يختصم معها ، ويصل به الخصام إلى العداء ، وهذه الصورة ليست كوميدية ، كركاتيرية لحواراتنا ، بل هذه صورة ما نعيشه هذه الأيام .
هل أصبحنا نحن كذلك ؟، وإذا كان الجواب المؤلم المخجل نعم ، فمن الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه ،وأين ما تربينا عليه ، وأخذ شكلنا ، وبصمتنا ، أين حوارات المضافات ، والعقود ، أين حوارات المصاطب ، والساحات ، وأين الكلمة التي كانت تزن قنطاراً ، أين كل ذلك الذي كنا نجد فيه متعة ، لأننا كنا بالتأكيد نصل إلى ما نريد ، كان لدينا هدف في الحوار ، ونسعى إلى تحقيق ذلك الهدف .
إن الكلمات يا إخوتي لا تستطيع أن تعبر عمّـا نحن فيه من تخبط في تحديد أهدافنا ، والذي أوصلنا إلى الرضا بعشوائية القرارات البسيطة، والمصيرية ، والرضا بتغيير أسماء الوزراء كلما أخفق من سبقهم دون الالتفات إلى الأخطاء التي وقعوا فيها ، وأدت إلى التغيير .
طالت حواراتنا عن الإصلاح ، والتغيير ، والفساد ، حتى لقد فقدت كل هذه المفردات معانيها من كثرة تكرارها اليومي ، فالحوارات التي لا تصل معها إلى حل هي حوارات عقيمة ، ومملة ، وأحياناً قاتلة ، لقد وصلنا إلى حافة الانهيار الاقتصادي ، بل نحن نعيشه بتفاصيله المؤلمة ، وبالمعنى الحقيقي لمفهوم الانهيار الاقتصادي ، هو أننا أصبحنا لا نملك قرارنا ، ولا نملك أنفسنا ، وبالتالي سوف نكون خاضعين لشروط الممول صاحب الحل الاقتصادي ، لقد ذهبنا بعيداً في الجدال، والحوار حول شعارات عربية، ومحلية ، ولم ننتبه إلى أهمية الوضع الاقتصادي ، والذي كان من المفروض أن تكون كل الحوارات حوله ، والبحث عن حل لهذا التدهور الاقتصادي الذي نعيشه ، لقد وصلوا بنا ، أو أوصلونا ، أو أوصلنا أنفسنا إلى ابتدائية الدروس الاستعمارية أكل – شرب – نام.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-06-2012 11:32 PM

ماذا كنت تتوقع ؟ العدم وجود قيمته سالبه , المواطن العربي في معظم اجزاء الوطن العربي "باستثناء شواطىء المتوسط " ليس له رأس بل معده واعضاء حيوية اخرى ! يستجيب للبيولوجيا ولا يستجيب للايدولوجيا ! لا تحاول , مفيش , واحد فلسفته غديني اليوم واذبحني بكره او الليله اذا بدك ,ماذا كنت تتوقع ,حوارات سقراط , الاعرابي لا يهمه الا المعده والفــ .., مهما حاولت الحكومات والوزارات والاحزاب والجارات ,فشلوا كلهم باقناع هذا الاعرابي بضرورة الحفاظ على النظافة من اجل صحته , الحكومات مبسوطه على هيك حال وتشجع على التخلف بكل اشكاله لانها تستفيد من هذا التخلف ,انه ثروة مثلها مثل البترول !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012