أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


زار سنغافورة ٠٠ولي العهد يجسد " انموذج السياسة" في خدمة رقي الاوطان

بقلم : شحادة ايو بقر
16-01-2024 07:20 AM

منذ يومين، اختتم سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، زيارة رسمية لسنغافورة التقى خلالها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعدداً من الوزراء وقادة الأعمال هناك.
ربما يسأل البعض، لماذا سنغافورة في هذا الوقت العصيب الذي يسود المنطقة والإقليم؟.
الجواب، هو أولاً لأن الأردن يرتبط مع هذا البلد باتفاقية تجارة حرة غير مفعلة، وثانياً، أن سنغافورة ذلك البلد الصغير مساحة المتعدد الإثنيات الذي لا يملك نفطاً وكان معدل دخل الفرد فيه قبل عدة عقود ٤٠٠ دولار سنوياً، تمكن من بناء نهضة تقنية تكنولوجية معرفية متطورة، ارتقت بمعدل الدخل هذا، إلى قرابة ٩٠ ألف دولار.
أما كيف هذا.. هو ببساطة، من خلال ترسيخ ثنائية دولة القانون والمؤسسات ذات الطواقم الإدارية الوطنية الكفؤة، من جهة، والاستثمار في الإنسان السنغافوري باعتباره هدف التنمية ووسيلتها معاً، من جهة ثانية، ولهذا فقد نجحت الفكرة، وتحقق الإنجاز بصورة عز مثيلها.
سمو ولي العهد، أدرك أبعاد تلك التجربة الفريدة وعنوانها الشباب وهم المستقبل، فكانت زيارة سموه حالة متقدمة جداً من التفاهم المشترك بين الجانبين الأردني والسنغافوري، على وجاهة وأهمية أن يعمل البلدان معاً على الاستفادة من الفائض والرصيد الإيجابي لدى كل منهما، ولمصلحة الطرفين معاً.
سنغافورة بلد متقدم جداً على المستوى التقني التكنولوجي والإداري والمعرفي عموماً، والأردن بقيادة جلالة الملك وعضده سمو ولي العهد، يرى أن الارتقاء نحو مراتب أعلى من التقدم والازدهار في عالم اليوم، وسيلته الأهم، هي الاستثمار في الإنسان، وبالذات الشباب، وتبادل المعرفة مع كل من يملكها، وتحديداً على صعيد التكنولوجيا المتطورة، إلى جانب جذب الاستثمارات وتنشيط المرفق السياحي الأردني في استقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم.
زيارة ولي العهد، جسدت كذلك وبمنهجية علمية مدروسة، الترابط بين بناء المعرفة عبر التعاون بين الشعوب لصالح رخائها، وتوفير حياة أفضل لإنسانها، وبين الحاجة إلى ترسيخ قيم السلام والعدل والأمن والديمقراطية، كقاعدة لا بد من توفرها، من أجل نجاح هذا التعاون، بحيث يجري توجيه العقول والمقدرات والأفكار الخلاقة لدى الشعوب، نحو التنمية بكل أشكالها، بدلاً من هدر مقدرات هذه الشعوب في ميادين الحروب والقتل والدمار وإطفاء شعلة الأمل في نفوس الأجيال.
ومن هنا، وفي كلماته التي ألقاها وتصريحاته ولقاءاته، حرص سموه على مخاطبة عقول مستمعيه، ليس من خلال المفردات ومبانيها ومعانيها فقط، وإنما حتى من خلال ظل مباني تلك المفردات، باعتباره أميراً عربياً أردنياً هاشمياً، آتياً من منطقة تشهد حرباً ظالمة ضد الإنسانية بكل معانيها، حرباً تهدم البيوت والتراث والمساجد والمدارس وتقتل الأطفال والنساء والأبرياء في غزة وسائر فلسطين، لمجرد أن هناك إنساناً يطالب بحقه ويسعى من أجل حياة كريمة، كسواه من ساكني الكوكب.
الزيارة الرسمية الأولى لسمو ولي العهد إلى هذا البلد الصديق، نجحت بامتياز، يقتضي البناء عليها، نحو مزيد من إرساء قواعد التعاون مع كل من يملك خاصية التميز من أقطار هذا الكوكب، وبالذات، تلك الأقطار التي أدركت باكراً سر قوة الفكر المعرفي المبدع، في بناء الأوطان، والأخذ بأيدي شعوبها نحو الحياة الأفضل.
نعم، نجحت الزيارة على نحو مبشر، وليس سراً أبداً، أن لشخصية سمو الأمير الهادئ الواثق من قدرته على الاستقطاب الإيجابي لأذهان من يلقاهم، الأثر الأكبر في نجاحها.
نتائج الزيارة ستظهر قريباً، وما من شك في أن كل من تابع مجرياتها عبر الشاشات، لمس بعين لا تخيب، مدى اهتمام الجانب السنغافوري الصديق بها، وبكل ما عبر ونطق به سمو ولي العهد.
من يبحث وبإخلاص عن المعرفة لمصلحة بلده، يجدها حتماً، وهكذا يفعل الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بتوجيه من جلالة قائد الوطن، برغم صعوبة الظروف والأوضاع التي تمر بها المنطقة عموماً.. الله من أمام قصدي.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012