أوراق حماس..

الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024

أوراق حماس..

بقلم : محمد سلامة
05-02-2024 08:13 AM

عدم الرد من قبل حركة حماس والجهاد واخواتهما على اتفاق الإطار لصفقة تبادل الأسرى (المخطوفين)، وتأجيل زيارة اسماعيل هنية إلى القاهرة، هو بمثابة رد بتجاهل كل البنود، وما مؤتمر القيادي اسامة حمدان في بيروت إلا تعبير عن امتلاك حماس أوراق قوة تدفعها إلى مواصلة القتال.. فيا ترى ما هي هذه الأوراق.. وماذا يمكن أن تحققه من عملية طوفان الأقصى يوم 7/أكتوبر الماضي؟!.
بداية.. كل المراهنات على استسلام حماس والجهاد واخواتهما فشلت، ولديهما أوراق قوة هامة أولها وجود حاضنة شعبية صلبة لديها الاستعداد لتقديم التضحيات والشهداء مهما كان الثمن، فالارقام تتجاوز الـ(100) ألف شهيد وجريح ومفقود، والحاضنة الشعبية مدعومة بموقف وطني صلب داخلي واستبسال قل نظيره خلف المقاومة الفلسطينية.. تمثل في الصمود الأسطوري ورفض التهجير ومقاومة الحصار على المدنيين الفلسطينيين.
--الورقة الأهم لدى حماس والجهاد واخواتهما، هو ورقة الأسرى (المخطوفين)، خاصة أن بينهما ضباط كبار من قوات النخبة الإسرائيلية، كما أن الاعداد (136) اسيرا هو رقم لا يستهان به واشعل الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
--لدى حماس والجهاد واخواتهما أسلحة قادرة على تحييد دبابة الميركافا فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية بقاذف الياسين وهو صناعة محلية، ولديهما اسلحة متواضعة تكنولوجيا في مواجهة الطائرات المسيرة والاليات العسكرية الإسرائيلية، والأهم استنزاف الجيش الاسرائيلي بحرب عصابات داخل مدن ومخيمات غزة وهذا ما اوقع فيه خسائر فادحة زادت عن أربع فرق عسكرية جرى تحييدها من خلال تدمير أكثر من (1300) آلية عسكرية إسرائيلية.
أوراق حماس والجهاد واخواتهما، تتمثل في جبهات الإسناد في الضفة الغربية، وفي جبهة لبنان.. حزب الله.. وهذا لا يمكن الاستهانة بهما في حرب مفتوحة، وضاغطة على إسرائيل الثالثة، كما أن استمرار الحرب يعني ببساطة استمرار النزيف للجيش الاسرائيلي على هذه الجبهات المشتعلة.
--هناك جبهة إسناد إقليمية لحماس تتمثل في اليمن والعراق وسوريا.. وكلها جبهات مشتعلة تشاغلها أمريكا، ولعل موقف صنعاء بقيادة عبدالملك بدر الدين الحوثي تمثل ذروة سنام الضغط على واشنطن وأوروبا في البحر الأحمر، وهذه جبهات إسناد اقليمية فاعلة لجهة الضغط على إدارة بايدن لوقف الحرب والضغط على إسرائيل الثالثة لقبول شروط حماس والجهاد واخواتهما في صفقة شاملة تنهي العدوان الاسرائيلي وتضع حدا لنهاية الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وغزة.
أوراق حماس والجهاد واخواتهما على الساحة الدولية تتمثل في المظاهرات الشعبية الغربية المساندة لها ضد حكوماتها في لندن وباريس وبرلين وواشنطن، يضاف إلى هذا أن الانتخابات الأمريكية بدأت بحسابات ولأول مرة عن وحشية العدوان الاسرائيلي على غزة، وبحق فإن المنظمات الإسلامية والمسيحية توحدت كما أن بعض المنظمات اليهودية ساندت وقف الحرب على غزة، وهذا يمثل ضغطا لا حدود له على إدارة بايدن لتتحرك سياسيا بوقف الحرب فورا والضغط على إسرائيل الثالثة لقبول صفقة شاملة لتبادل الأسرى تبدأ بقبولها وقف الحرب نهائيا على غزة.
هناك أوراق سياسية واقتصادية ضاغطة على إسرائيل الثالثة وحكومتها المتطرفة، فالصورة ماثلة في محكمة العدل الدولية واتهامها بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني وبكل الأحوال فإن نقاط حماس والجهاد واخواتهما تتعزز بالصمود رغم المعاناة والحصار يقابلها انقطاع أنفاس الاوكسجين عن حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف داخليا ودوليا، وربما نشهد بدايات انكسار إسرائيل الثالثة ونهايات مشروعها التوسعي ليس في فلسطين وحدها بل وفي الشرق الأوسط الجديد.

الدستور