بقلم : د.بلال السكارنه العبادي
03-07-2012 09:26 AM
إن المتابع للمشهد السياسي لما حصل في جمهورية مصر العربية منذ لحظة اندلاع الثورة وتغير المشهد العام للقيادة المصرية ، وما تبعها من ملامح جديدة للديمقراطية الحديثة في الدول الشقيقة مصر ، يرى النموذج الحضاري لانتقال كافة اشكال السيادة من رئيس الدولة ومجلس الشعب والشورى من خلال انتخابات نزية ومشرفة توحي بتحول الوعي السياسي لابناء الكنانة باعطاء صورة ونموذج لدولة عصرية نفخر بها في الوطن العربي.
وان العزيمة للشعب المصري واصراره على أنتزاع حقوقه المتمثله في بناء دولة مدنية حديثة ترسي قواعد العدالة والحرية والديمقراطية علاوة علي التمسك بحقوقه في المواطنة وحقوق كافة المصريين في اقامه مجتمع ديمقراطي حديث كهدف استراتيجي وحيد بعد أن ظل المصريون 7 الاف سنة كاملة يحكمون بأنظمة قمعية ديكتاتورية.
وقد أصبح النموذج المصري للديمقراطية مضربا للامثال ونموذجا يحتذي به بعد أن اتضح للجميع ان الشعب المصري متمسك بحلمه وامله في بناء الأمة المصرية التي غابت عنها شمس العدالة لأف السنين الماضية وظلت تحكم بافراد أهدروا قيم العدالة والحرية والمواطنة وقد وقفوا حائلا بين الشعب وبين تحقيق أحلامه المتمثلة في المشاركة في حكم بلادهم، وحصد خيراتها إلا أن هذا البلد الذي سلبت ثرواته وخيراته وسرقت أماله وأحلامه على مدار ألاف السنين .
وجاءت اللحظة الفارقة لكي يهب هذا المارد من سباته للمطالبة بحقه في الحرية والعدالة والديمقراطية فكانت ثورة 25 يناير التي ظلت تتأرجح علي مدار ثمانية عشر شهرا كاملا ما بين ان تحقق أهدافها وأن تفشل وتعود إلي الصفر ، وقد تحمل الشعب المصري خلال الفترة الماضية من الا الالام والضغوط ما لم يتحمله أحد تحمل المحاولات المستمرة للقضاء علي هذه الثورة واجهاضها وتحمل الالتفاف من قبل رموز النظام السابق والاجهزة الامنية والاستخباراتيه والفاسدين لمحاولة اعاده النظام القديم مرة اخري تحمل اصنافا وألوانا من الظلم والقتل والتعذيب ،وقد استشهد في سبيل هذه الثورة المئات في ساحات التحرير .
تحمل هذا الشعب الالام المبرحه الى أن جاءت اللحظة التي اقسم فيها الثوار بأن لا يتنازلوا عن حقهم في الحرية وعن حقهم في اختيار رئيس منتخب لأول مرة في تاريخ مصرالحديث والقديم ، واستطاع الشعب المصري ان يسطر على صفحات التاريخ المحلي والاقليمي والدولي رغبته في التغيير وبناء مجتمع مدني متحضر وارساء قيم العدالة والحرية والديمقراطية وقد تم انتزاع ذلك من ايدي المروجين للدولة القديمة والمناصرين لها واللذين نشئوا في عهود الظلام والقمع.
والأن ثبت أن الشرعية للشعب ولميدان التحرير وللثورة ، ومصر تقدم للعالم اجمع النموذج الحضاري للديمقراطية والعدالة حتي يكون مثالا تحتذي به الانظمة القمعية والديكتاتورية في العالم ، والتي ترغب في يوم من الأيام ان تتحول الى بناء مجتمع مدني حديث قائم على ارساء قيم العدالة والحرية والديمقراطية ، وما قامت به القوات المسلحة المصرية من دور رائع بعد ستون عاماً لتوليهم السلطة في تسليم السلطة للشعب ، انما يدل على الدور الريادي والنموذج السياسي لهذه القوات في حماية شعبها وممتلكاته فكل امنيات التوفيق للرئاسة الجديدة وللشعب المصري في بناء دولتة الحديثة .
bsakarneh@yahoo.com