أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


الحلقة الاولى هي الاساس ...

بقلم :
03-07-2012 09:00 PM



خالد المجالي : في حياة كل انسان ' حلقة اولى من المحيطين به ' من الاصدقاء والاهل ، وهذا ما ينطبق على المسؤول مهما علا شأنه ومكانته فلا بد ان يحيط نفسه بهذه الحلقة او المجموعة من المستشارين والمدراء ليكونوا عونا له وناصحين له في بعض القضايا واحيانا لا يترددوا من ان يمنعوه عن تصرف ما من اجله ومن اجل الوطن .

وحتى اكون اكثر وضوحا ساتحدث عن جلالة الملك والحلقة الاولى التي تحيط به من المستشارين والمدراء الامنيين وغير الامنيين وهم الاقرب له والمطبخ الصغير الذي يكون الحديث فيه بكل صراحة وبعيد عن المجاملة والنفاق اذا كانوا صادقين مع جلالة الملك وانفسهم وهذا للاسف ما اصبحت اشك فيه .

منذ بداية هذا العام على الاقل كنا نتوقع ان تكون هناك خطوات جريئة في الاصلاح السياسي كبداية لبقية ملفات الاصلاح ، وبالطبع تبدأ الخطوة من خلال قانون انتخاب يضع العربة على السكة لتسير بهدؤ ويسر وان كانت بطيئة ، ولكن ما حصل ان هذه الحلقة احضرت عربة بدون عجلات ووضعتها على السكة وتريد من الشعب ان يقبل بها لانه لا يمكن الان احضار العربة مع العجلات او ربما ان حركة العربة ستشكل خطورة عليهم في حال حركتها الى الامام .

النتيجة ان جلالة الملك خرج في مقابلته الاخيرة ليدافع عن قرارات تلك الحلقة ومبررا عدم وجود العجلات باسباب يرددها البعض ممن حوله والنتيجه للاسف ردود الفعل السلبية على تلك المقابلة والتي في نظر كثير من المراقبين لم تاتي بجديد وفقط كانت من اجل محاولة ارضاء طرف واحد من المعارضة بهدف تغيير موقفهم من المشاركة في الانتخابات حتى نقول للعالم اننا اجرينا انتخابات وشارك فيها كل الاتجاهات وهكذا ....

انا شخصيا احمل المسؤولية على تلك الحلقة التي ما زالت تعيش في افكار انتهت منذ عامين على الاقل ولم تعد صالحة لمرحلة جديدة داخل العالم العربي فيها والاردن جزء من هذا العالم وان ردد الكثيرون ان الاردن يختلف عن غيره من الدول العربية ، وستثبت الايام او الاشهر القادمة ذلك واتمنى ان لا يكون الوقت قد فات عندها .

مخطئ من يعتقد ان هذه الحلقة لا تأثير لها على جلالة الملك وقراراته ....ومخطئ من يعتقد ان كل شئ منوط بالملك ....ومخطئ من يعتقد ان جلالة الملك هو من يتابع كل صغيرة وكبيرة وكل مخطط ومشروع ومخطئ من يعتقد ان الملك وراء كل تعيين ونقل واحالة وتصفية حسابات ومخطئ من يعتقد انه من يصدر كل امر كبير وصغير لانه عندها لن يكون ' انسان او شخص واحد ' .

الحلقة الاولى تتحمل جزء كبير من المسؤولية عن القرارات والقوانين التي تخرج الينا لسببين ، الاول لانها تريد ان تقول لجلالة الملك ما زال الوقت مبكرا على الاصلاح والتخلي عن بعض السلطات والابقاء على الامور كما هي وهذا سينجح من خلال المماطلة والتسويف والتفتيت لكل القوى المجتمعية ...والثاني انها ستكون اول المتضررين من سير عربة الاصلاح وربما بعضهم سيكون مطلوبا كما طلب بعض المسؤولين السابقين للمحاكمة وبقاء الامور كما هي ستبقيهم في مواقعهم وبعيدين عن المحاسبة في نظرهم .

في النهاية للاسف ان جلالة الملك سيتحمل مسؤولية قرارات واستشارات هذه الحلقة الرافضة لادراك الواقع الجديد وهو من سيضطر للدفاع والتبرير عن كثير من تلك المواقف والقرارات وعليه فان الواجب علينا ان نقول لجلالة الملك نرجوك عندما تستمع لاستشارات اي منهم ان تسأل نفسك سؤال واحد ' ما مصلحة الشخص مقدم النصيحة او الاستشارة ' ؟؟ عندها ستعرف لماذا قدمت لكم هذه النصيحة او الاستشارة .

الوطن اكبر واهم من كل الحلقات والمستشارين والقرار المؤلم اليوم سيكون مفتاح النجاح وتخطي الصعاب امام مرحلة لا بد منها آتيه ان شئنا او ابينا والدواء المر يعيد الصحة للجسم ليتعافى ويقود عربة الاصلاح والفلاح في هذا الوطن .


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012