أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


"الفحيح والتنطع القبيح" بين لندن وعمان

بقلم : جمال الدويري
04-07-2012 09:29 AM




هذاالكاتب الدائم الفحيح والردح باتجاه الأردن, عوّدنا أن يطلق العنان لفحيح قلمه المركّز السميّة كلما كُبس على زره من عاصمة الضباب 'بارئه العاطي' أو كلما لاحت في الأفق أعطية محلية مجزية ممن اعتاد على أن يكون لسان حالهم ومنفذ أوامرهم.

وقد درج هذا الكاتب مدير مكتب الصحيفة اللندنية في عمان على حمل لواء مناكفة الأردنيين الشعبية والرسمية ومحاولة تلطيخ سمعتهم لدى الكون, بل ومحاولة ابتزازهم وحلب حلمهم وكرمهم, من خلال موضوعه المحبّب والمكرور 'سحب الجنسيات' وتطبيق قرار فك الارتباط وربما قبل العام 1988 حتى.

بقول الكاتب الجهبذ والمراسل المخضرم في مقالة حديثة له:

( وعلى سيرة سوريا لابد من الإشادة باللقطات التي بثتها الفضائية الأردنية لليوم الطبي المجاني الذي أقيم في مدينة المفرق شرقي البلاد حيث تمكن بعض الأشقاء اللاجئين السوريين من الإستفادة من الخدمات الطبية الرفيعة التي تقدمها المؤسسة العسكرية برفقة مضيفيهم من المواطنين الأردنيين الذين يقومون للحق بدور بطولي في إحتضان الشقيق السوري وتقاسم لقمة الخبز معه .
وتمنيت لوهلة أن تنتقل كاميرا تلفزيون الحكومة لتصور لنا تقريرا عن مجمع (سايبر سيتي) الذي خصص لإيواء العشرات من اللاجئين الفلسطينيين الذين شاء حظهم العاثر التحرك من سوريا تحت القصف وطلبا للأمن بإتجاه الأردن.
.. هؤلاء بدون خلق الله نزل عليهم سخط الحكومة الأردنية التي عزلتهم تماما وأحاطتهم بحراسة أمنية ومنعت الجمعيات والمواطنين من التبرع لهم وحسب الناشط الصديق خالد رمضان يحتاجون لأدوية ولشباشب (لأنهم حفاة) وأغطية ومياه نظيفة ويحتاجون للقليل من الشعور بالكرامة ولبعض الهواء حيث يعاملون بقسوة لا تتفق إطلاقا مع معايير الضيافة الأردنية والهاشمية المعتادة.
واللعنة حلت على سكان سايبر سيتي فقط لإنهم فلسطينيون فكل الأجناس تدخل من سوريا بما في ذلك الروسيات والبنغال والهنود ورغم أنهم بالعشرات فقط إلا أن التأكيد على منعهم والتحذير من دخولهم البلاد تطلب إجتماعا خاصا لمجلس سياسات الدولة .
.. طبعا الذريعة معروفة وتمثل نفس الإسطوانة المشروخة وهي الخوف من العامل الديمغرافي لكن رأي عضو البرلمان محمد حجوج أن المسألة أعمق من ذلك فقد كشف الرجل ما قال انه (سر تعرفه السلطات) فبين سكان هذا المجمع المغضوب عليه العشرات ممن يحملون أرقاما وطنية أردنية واسماؤهم في السجلات كأردنيين .. هؤلاء حصريا أولاد وأحفاد يدفعون اليوم ثمن (أخطاء) آبائهم وأجدادهم الذين هربوا مع المقاومة من الأردن في عام 1970 .
بالنسبة لنا الرواية اليتيمة التي تفسر لنا سر القسوة مع اللاجئين الفلسطينين من سوريا وعددهم بالمناسبة لا يزيد عن 170 شخصا الأن هي رواية الحجوج .. سنصدقها إلى أن تثبت لنا السلطات العكس.) انتهى الاقتباس

فهل يدافع مراسل الصحيفة من عمان عن 'أبناء جلدته' وهذا حق أُقر له شخصيا بمشروعيته, حسب قانون الطبيعة والمنطق والدم؟ أم أنه يحاول استكمال ما بدأه آباء هؤلاء في عام 1970 من هجوم سافر كافر على الدولة والنظام الأردنيين لتقويضهما وتغيير المقاسات والمعايير فيهما, عندما يذكرنا ومع سبق الإصرار والترصد بعام النحس هذا, الذي نحاول نسيانه وطمس معالمه من ذاكرة الأجيال, وعندما يصر على أن تحديد استقبال فلسطيني سوريا سببه أن هؤلاء أبناء وأحفاد أولئك, وعندما يتحدث عن كارثة منع السلطات الأردنية الأمنية من فتح حدودنا على مصاريعها لنصف مليون منهم, والإدعاء الوضيع بأن الدولة الأردنية تنفذ مؤامرة وحقدا أسودا على طلائعهم الواصلة إلى 'سايبر سيتي' وتمنعهم دون بقية خلق الله من العبور الآمن نحو 'التوطّن والتوطين' ونسيان فلسطين.

إن الخط المباشر المفتوح مؤخرا بين مخيم اليرموك الفلسطيني السوري والحدود الأردنية لا يخفى على أحد, مثلما لا تخفى نية من فتحوه ويسروا مرور مستخدميه لغاية في نفس نظام البعث السوري ومن يشاركه الرؤية والخبث ممن يدفعون باتجاه 'الأردن الفلسطيني' في محاولة يائسة بائسة لزعزعة وضعضعة شموخ السوسن الأردني من أجل الخروج من عنق الزجاجة البعثية حتى ولو احمر ياسمين الشام وانتحر صنوبر حلب.

كم طبّل هذا الناعق مدير مكتب الصحيفة اللندنية وولي نعمته وزمّروا لنظام 'الممانعة' هناك, وكم جحدوا وعضّوا الأيادي البيضاء التي تمتد لهم هنا, وكم أساءوا لهذا الوطن الصغير الكبير من الرمثا إلى العقبة وأهله وأنصاره, وحتى وهم يقلبون ظهر المجنّ لبشار وزمرته الطاغية, بعدما سقطت ورقته وبات رحيله مسألة وقت وعدة آلاف إضافية من أرواح الأبرياء من الشعب السوري الشقيق فقط, واستدراكا للمصلحة ولغة 'النفع والتنفع في تغيير التموْضع' فإن زمرة لندن العاجية هذه وأذرع أخطبوطها المنتشرة في كل اتجاه ومكان, لم يمنحوا أنفسهم حتى استراحة المحارب باستعداء الأردنيين ومهاجمة مؤسسات دولتهم, من متابعتها وحتى تفتيشها, ولا حتى مراعاة المنطق والطبيعي بحقنا المشروع بالدفاع عن مصالحنا الوطنية مثلما يدّعون هم وطنيتهم وحقهم المشروع في الدفاع عنها ولو بالضرب تحت الحزام, كما يفعل رأس الأفعى 'أم الجرس' من عمان, في مقالاته ونشاطاته على ساحتنا الكريمة الحليمة, وأمثاله من مواخير لندن وعتمة الدخان المنبعث من أنفاسهم الحاقدة المليئة بنتن المشروبات المتخمرة المتعفنة في باراتها ودكاكين عهرها.

ما خلا مقال واحد لهذا الغراب الناعق ' في عمان, والذي ليس له من اسمه نصيبا, وهو صدى معلمه في عاصمة بلفور, من تبجحٍ وإعلانٍ عن علاقاته الحميمة وتواصله النشط مع أركان الدولة الأردنية من ساسة ودبلوماسيين وأمنيين واقتصاديين وشخوص اجتماع, وكم كرر قصته المُملة بدعوة صاحب الدولة الفلاني وصاحب المعالي والعطوفة والسعادة العلاني له على عشاء أو غداء أو 'سُحور' , حتى أنه لمّح 'بالواضح الصريح' إلى تواصله مع بعض من هم فوق حملة ألقاب الدولة والمعالي, كما يطيب لزملاء له فعله, أمثال الماهر والخازن والعريب وغيرهم, فكيف لمن يريد تصديق نعيق الغربان هذا ولو بجزئية بسيطة منه, من تصديق أن الدولة الأردنية بكل أركانها, بما فيها من يتغدى معهم النّعاق ويتعشون, يبيّتون الشر لمن يمثلهم 'صدى لندن' وضباب عبد الجنيه والدولار وصحيفته, وينفذون مؤامرة 'الوطن الأصيل' ردا على تفريغ فلسطين من أهلها وجمع شتات 'الفلسطيسوريين' في الوطن الأردني البديل؟

يا للمفارقة العجيبة الغريبة ويا لهذا اللامنطق في هذا المنطق, دفاع أركان الدولة الأردنية عن الدولة وحدودها, ومحاولة درء أخطار المؤامرات الخبيثة اللعينة عنها, وهذه وظيفتهم وبؤرة عملهم بالمناسبة وأساس تكليفهم, يعتبره تجار الأوطان والأقلام باطلا وإفكا وظلما في حين أن تقلبهم مع الشيكات والحوالات والأعاطي ليس إلا جهادا من أجل فلسطين ودفاعا عن الفلسطينيين, حرص أبناء الوطن الجامع عليه, يعتبرونه زورا وبهتانا وأمرا فريا, في حين أن 'استبضاع' بعضهم من مُشتري الذمم والمواقف هو حقٌ لحقٍ لا غبار عليه ولا ملامة.

نعم, وبكل صراحة وموضوعية, لدينا هنا في الأردن مشكلة قائمة لا نريد لها استفحالا وشططا في تركيبتنا السكانية والمجتمعية, يفاقمها ازدواجية لا ينكرها واقعي بالانتماء والولاء. نعم لدينا أصل هذا الوطن الذي يرفع عقيرته بالتظلم والمطالبة بالإصلاح, في حين يلتزم نصف الشعب تقريبا من بقية الأصول والمنابت بأوامر طاهر المصري بالحياد والتخلف عن مسيرات الحرب على الفساد والنهب وبيع الأصول الوطنية, نعم لدينا في هذا المهد واللحد الذي نقدس ونحمي, حساسيةً تجاه عناوين الديموغرافيا والحقوق المنقوصة والمواطنة المتساوية, عناوين حق أُريد به باطل, ولكننا وبنفس الوقت والآن ندرك أن وعينا لهذه المشكلة الخاصة جدا, وهذه الحساسية التي تصبغ تحفظنا وحرصنا بالتعامل معها ليس إلا ضرورة ملحة للحفاظ على وحدتنا الوطنية ومصالح الوطن والدولة, والابتعاد بها عن مهاوي ومحاذير أيلول جديد, لا سمح الله ولا قدر, ومن أي لون كان هذا الأيلول أو العام.

الأردن أصيلٌ ونشميٌ مثل أهله وحرّاسه, لن يتوانى عن تقديم العون لطالب العون, مثلما فعل دائما, ولكنه لن يكون بديلا لأحد عن وطن رمى البعض من أهله إصرارهم على حق العودة إليه مع مفاتيحه 'المسلسة في الأعناق' في بحر المصالح والبزنس الصافي والكثير العطاء والصيد, وباتت قضيتهم الأولى والأخيرة أُردنية العنوان لا تبتعد عن الراحة والاستراحة في ظل الرقم الوطني والجنسية الأردنية.

الأردن الوطن لنا, وسيبقى, حافظوا عليه وأصلحوه معنا مثلما دفعنا الدم سوية في معاركنا للحفاظ على فلسطين, وفلسطين قضيتنا ومطلبنا وغاية نضالنا معا وحتى تعود فلا تحيدوا عن الهدف والغاية والنهج يا مدير مكتب الصحيفة اللندنية في عمّان, ودع عنك الفحيح والتنطع القبيح.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-07-2012 11:10 AM

مقالة رائعة استعرضت خلالها المسكوت عنه في بعض القضاياولقد اجدت وافدت فلك الشكر على طولة هذا البال

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012