أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة على مدرجه لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق خبير عسكري : الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح مسؤولون إسرائيليون:نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل مصرع 3 جنود صهاينة واصابة آخرين بكمين في غزة بلينكن سيزور الأردن بعد السعودية الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج إجراء غير قانوني 5 وفيات و 33 إصابة بإعصار قوي ضرب جنوب الصين 825 ألف دينار قروض لاستغلال الأراضي الزراعية 1749 عقد عمل للإناث ضمن البرنامج الوطني للتشغيل المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمد عبده يوقف أنشطته الفنية لأجل غير مسمى واشنطن: الرصيف العائم قبالة غزة يجهز خلال أسبوعين أو ثلاثة الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


تعديلات دستورية جوهرية هي مخرج الأردن من أزمته السياسية

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
11-07-2012 09:59 AM



الدستور في أي بلد هو جملة القواعد التي تحدد طبيعة النظام السياسي في الدولة ومهام السلطات المختلفة فيها وتنظم علاقاتها يبعضها البعض كما أن الدستور هو الناظم لعلاقة الحاكم بالمحكومين إذ أن مثل هذه العلاقة أصبحت، خصوصا في الدول الديمقراطية ، علاقة مستندة للشرعية التي اتفق عليها من قبل ممثلي الأمة وتم تضمينها للدستور. الدستور هو المرجع الذي تحتكم إلية السلطات بمؤسساتها المختلفة تماما مثلما يعتبر الوثيقة الأسمى التي ينبغي أن لا تتعارض معها القوانين والأنظمة والتعليمات والقرارات التي تتخذها السلطات السياسية في الدولة. والدساتير ليست نواميس جامدة لا تتغير فالظروف والمعطيات الاجتماعية والسياسية تتبدل مع الزمن مما يستوجب تعديلا وتغييرات في الدستور نفسه لتتواءم مع خصائص المجتمع وتطلعات مواطنيه.صحيح أن الدساتير وبنودها وفقراتها وموادها تصاغ عادة بعمومية لتستوعب ظروفا مختلفة وعلى مدار فترات زمنية متباعدة وترك للقوانين أن تكون أكثر تفصيلا للتجاوب مع متطلبات المجتمع وظروفه ولكن بعض الدساتير في الدول النامية وضعت في ظروف كانت مجتمعات هذه الدول تعاني من التخلف والفقر والجهل والأمية مما جعل هذه الدساتير تتصف بطابع هيمنة الحكام وتمتعهم بسلطات هائلة ووضعتهم بمراتب أعلى من البشر وجعلت شتمهم وانتقادهم جريمة ربما أشد وأعتى من شتم الخالق لا بل ساعدت على إعطاء الحكام بعض صفات الإلوهية والعياذ بالله. إن مثل هكذا دساتير لا ينفع معها التعديل والتبديل السطحي لمادة هنا أو هناك لأن القاعدة العامة والروح التي استقيت منه المواد الأساسية في الدستور وبنوده أصبحت لا تتناسب مع روح العصر ولا مع خصائص المجتمع آخذين بالحسبان أن المجتمعات النامية ومنها المجتمع الأردني قد شهدت تغيرات جذرية وجوهرية عصفت بالمعطيات والمبررات الكثيرة للدستور الحالي .

أما بالنسبة للوضع في الأردن فإن الدستور الأردني بتعديلاته المختلفة ابتداءا بالنظام الأساسي لإمارة شرق الأردن 1928 مرورا بدستور 1946 ودستور 1952 وتعديلاته المختلفة وانتهاءا بالتعديلات الأخيرة عام 2011 يحتاج إلى إعادة نظر جوهرية تطال أهم المواد والفقرات فيه وليس تعديلات شكلية وتجميلية . التعديلات الأخيرة في الدستور كثيرة وطالت بحدود أربعون مادة منه ولكن هذه التعديلات لم تغير أهم ملامح هذا الدستور والدليل على ذلك استمرار الخلاف والجدل بين فئات وشرائح وأطراف سياسية رئيسية في المجتمع الأردني . الدستور الأردني مثل معظم الدساتير فيه بضعة مواد لا تتجاوز 6-10 مواد تشكل عصب القواعد الناظمة للحياة السياسية في الدولة وهي في وضعنا الأردني ثلاث مواد لم يطالها أي تغيير أو تعديل وهذه المواد هي (34،35،36 ) وهي مواد تتعلق بصلاحيات الملك في حل مجلسي النواب والأعيان وتعيين رئيس الوزراء والوزراء وإقالتهم وتعيين أعضاء مجلس الأعيان . نعم هذه المواد الثلاث تشكل عصب الدستور الأردني وهي الناظمة لشكل ومحتوى الحياة السياسية في المملكة وبدون تعديلها يبقى الدستور على حاله وتبقى التعديلات التي يدعي النظام السياسي بأنها شامله لأكثر من ثلث الدستور تعديلات صورية وشكلية. المواد المعدلة لا تغير في طبيعة الحياة السياسية في الأردن ومن يستمع لمطالب وشعارات الحراك السياسي يرى أن هذه المطالب تدور في جلها ومعظمها حول المواد الرئيسية الثلاث المشار إليها آنفا.

من مصلحة النظام السياسي أن يجري تعديلات على الدستور وتحديدا في المواد الثلاث المتصلة بصلاحيات الملك الواسعة وتشكيل مجلس الأعيان . لا بأس أن يخسر الملك بعض أو كثير من صلاحياته خيرا من أن يخسر النظام السياسي الأردني والوطن عموما استقراره وأمنه . الأردنيون الذين صاغوا الدستور عام 1952 كان بذهنهم مجتمع أردني 80% منهم لا يقرأون ولا يكتبون ومجتمع يسوده تفكير قبلي صرف وأعراف عشائرية ويحكمه قانون العشائر ولا تحكمه المؤسسات الحكومة وكانوا ينظرون إلى علاقتهم بالحاكم على أنها علاقة زعيم القبيلة أو العشيرة برعاياه وأتباعه وليست علاقة موقع قيادي يستمد شرعيته من الشعب . الملك كما يردد أتباع النظام ومؤيديه يستمد شرعيته من الدين ومن التاريخ (شرعية دينية وشرعية تاريخية) وقلما أسمع من يقول أنه يستمد شرعيته من الشعب ونحن نقول بأنه ينبغي أن تستمد شرعية الملك من الدستور الذي نتحاور حوله ونتوافق عليه لا أن يناط تعديله وصياغته بستة أو ثمانية أشخاص من لون واحد ومن طيف واحد ومعظمهم موظفين سابقين موالين حتى النخاع ودون وجود شخص واحد من المعارضة ليصار بعد ذلك إلى إقرار تعديلات سطحية من قبل مجلس نواب عدد كبير من أعضاءه صنعوا تزويرا بأيدي المخابرات العامة حسب تصريحات رئيسها السابق .

لن يهدأ الأردن ولن تستقر أموره بالضحك على الذقون والالتفاف على مطالب الناس .الأردنيون يريدون أن يعيدوا صياغة العلاقة بينهم وبين النظام وقيادته ولن يتأتى ذلك دون تعديل المواد الدستورية الثلاث التي أشرنا لها سابقا.الأردنيون لم يعد يناسبهم دستور صنعه وصاغه أجدادنا الأوائل بخلفيات ورؤى ومعطيات مجتمعية تغيرت وتبدلت عدة مرات منذ ستون عاما. الأردنيون في عام 2012 ليسوا هم الأردنيون عام 1952 ويستحقون صياغة جديدة لقواعد اللعبة السياسية الناظمة لعلاقاتهم بقيادتهم ولتركيبة وتكوين سلطاتهم التشريعية والتنفيذية والقضائية بغير ذلك سيبقى الحراك ملتهبا والصراع محتملا والانفجار متوقعا .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-07-2012 06:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
دكتور أنيس،
وددت لو كان بإمكاني الموافقة على رأيك الذي قد يتفق معك عليه الكثيرون، إلا أنني أخالفك الرأي. الدستور الأردني بحاجه الى تغيير كاملا وبحذافيره وللأسباب التاليه:
١. الماده ٣٠ تعفي جلالة الملك من المسائله إعفاء مطلقا. هذا الإعفاء المطلق يفتح الباب على مصراعيه لكثيرين لإستعمال سلطات جلالة الملك مختبئين وراء هذه الماده والتحقيق البسيط يرينا بأن غالبية أعمال الفساد تمت تحت هذه الماده.
٢. مواد الدستور شيئ مختلف تماما عن تطبيقه ولقد جرت العاده ولعشرات السنين على عدم الإكتراث بالدستور، التلاعب به، تغييره أو حتى تعطيله لمدد تزيد عن ٢٠ عاما. لذا دستورنا الحالي فاقد المعنى وفاقد الهيبه وحتى رجل الأمن المتواضع لا يأبه ولا يحاول تطبيقه.
٣. الدستور الحالى يمنح السلطه التنفيذيه وجلالة الملك تعطيل العمل بالدستور
٤. الدستور الحالي لا يحتوى على أسس وقواعد سحب ثقة ناخبي الدوائر الإنتخابيه من نوّابهم إذا فشلوا بالقيام بواجباتهم
٥. الدستور الحالي لا يحتوي أية ماده تعالج أحوال وصلاحيات وتصرفات المخابرات العامه.
٦. الدستور الحالي لا يمنح السلطه التشريعيه حق الموافقه أو عدمها حول تعيين كبار موضفي الدوله
٧. الدستور الحالي يسمح بالتمييز بين المواطنين بناء على أعمارهم، أصولهم ومظاهرهم الجسديه.
٨. لم تتم إستشارة أو إستفتاء الشعب على الدستور الحالي بما فيه كافة تعديلاته. فكافة دول العالم تستوجب الإستفتاء الشعبي عند تعديل أو إضافة المواد الدستوريه.
٩. الدستور الحالى يسمح للسلطه التشريعيه بتمرير القوانين وذلك بتأييد الغالبيه البسيطه من النواب الحاضرين للجلسه. في قرار مجلس النواب بالموافقه على تنسيب مدير المخابرات على زيادة عدد أعضاء القائمه الحزبيه حصل على أقل من ٥٠٪ من أصوات النواب لأن عدد النواب الذين غابوا عن الجلسه متعمّدين أو مجبرين كان ٣٤ نائبا. يجب أن تحصل القوانين على أغلبية أصوات النواب المنتخبين وليس الحضور فقط.

هذا قليل من أسباب كثيره تستوجب سياغة دستور وطني جديد تتم موافقه الأغلبيه الشعبيه عليه وبما لا يقل عن ٧٥٪. دستورنا يسمح للوزراء وكبار موضفي الدوله بحفض مبالغ نقديه هائله فى مكاتبهم والتصرف بها بدون قيد أو شرط وهكذا تجد الوزير زاد ثراء حتى لو كان وزيرا ليوم واحد.
حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا.

2) تعليق بواسطة :
12-07-2012 02:43 AM

كنت قد ندأت بكتابة تعليقي لولا أن قرأت تعليق المهندس جمال الروسان والذي أسهب وشمل ولم يترك مجالا إلا للموافقة معه تماما وخاصة البند الثامن فشكرا للكاتب وشكرا للمعلق الروسان

3) تعليق بواسطة :
12-07-2012 04:20 AM

م. جمال:
ثقه...ثقه...ثقه.
حمى الله الوطن.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012