خالد المجالي - كثير من ابناء العشائر الاردنية والقبائل العربية يتذكرون مصطلح كان يطلق على شخص معين في القبيلة او العشيرة يسمى ' شوير الشيخ ' ولمن لا يعرف من هو شوير الشيخ نقول له انه المستشار الخاص والمؤتمن لشيخ العشيرة والذي من المفترض انه يمتلك الحكمة والعلم والرأي الصائب والخبرة في شؤون العشائر والقبائل حتى يتمكن من تقديم النصيحة والمشورة لشيخ القبيلة في اي قرار ينوي الشيخ اتخاذه .

في العادة ايضا يكون ' شوير الشيخ ' حسن النية ويقدم مصالح القبيلة والعشيرة على مصالحة الخاصة واحيانا تكون مشورته بعكس ما يريد شيخ العشيرة ولكن تجد الشيخ يأخذ بنصيحته لانه الشخص المؤتمن ونادرا ما تجد ' شوير الشيخ ' منافق وكاذب ويستمر في موقعه وقتا طويلا لانه ببساطة سرعان ما يكتشف امره من قبل شيخ العشيرة ويقوم بطرده او انهاء خدماته .
شوير الشيخ في زمن الدوله الحديثة اصبح يطلق عليه ' المستشار الخاص ' وللاسف لم يعد شخص محدد يحظى بهذا اللقب او الموقع بل اصبح هناك ' طاقم ' من المستشاريين الخاصين وغيرهم ممن يتولون مواقع قيادية في الدولة وهذا بالطبع سيجعل الشيخ يستمع الى عدة ارآء وعدة نصائح وكثير من النفاق ومسح الجوخ ولذلك نجد الشيخ كل يوم بقرار وكل ساعة برأي .

المؤلم من ذلك ان طاقم المستشاريين اليوم لا ينطبق على معظمهم الصفات الواجب توفرها ' بشوير الشيخ ' الامانه والاخلاص والصدق وتقديم المصلحة العامة على الخاصة والاهم من ذلك كله ' الرجولة ' الكافية ليقول للشيخ ان بعض اقراراته غير سليمة وان عليه العودة عنها او ان يطلب من الشيخ التوقف عن بعض التصرفات او الممارسات لصالح الدولة او الوطن ' .
والمؤلم اكثر عندما تجد ' المستشاريين ' يتصارعون ويتسابقون في النفاق ومسح الجوح وكل واحد منهم يحاول اقناع الشيخ بانه الاكثر اخلاصا له وان الآخرين يحاولون التجاوز على تعليمات ورغبات الشيخ وربما يصل الامر ببعض المستشاريين بأن يتهم الاخرين بالتآمر على الشيخ وعلى القبيلة وكل ذلك من اجل ان يبقى هو ' المنافق الاكبر ' عند الشيخ وهو صاحب الحضوة في ' مجلس الشيخ ' .

ليس عيبا في الدولة الحديثة ان يكون للملك او الرئيس ' شوير مؤتمن وصادق ' وليس عيبا ان لا يكون من اصحاب الالقاب او التوريث السياسي ، ولكن المهم ان يكون نظيف وجرئ في قول كلمة الحق ولو اغضبت الملك عند سماعها ولكنها في النهاية تصب في مصلحة الوطن والملك معا .

انني اتمنى على شيخ العشيرة ان يكون ' شويره الخاص ' بعيدا عن المواقع القيادية وبعيدا عن الاضواء وبعيدا عن المصالح الخاصة عندها فقط سيقدم النصيحة والمشورة بدون اهدافه الشخصية وتصفية الحسابات مع الاخرين وعندها فقط سيكون مؤتمن على الكلمة التي لا هدف ولا غاية لها الا الوطن والمواطن وشيخ العشيرة .