أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


"حماس" مع الربيع العربي أم ضده ؟

بقلم : حماده فراعنه
23-07-2012 10:44 AM


هل تستطيع حركة حماس التهرب من استحقاقات الربيع العربي؟ وهل الربيع العربي يخدم 'حماس' حزبياً وسياسياً، أم يضع سلوكها وإجراءاتها وسياساتها المحلية في قطاع غزة عارية مكشوفة ليس فقط أمام الرأي العام الفلسطيني، بل وأمام الرأي العام العربي وفي طليعته التيار الإسلامي ؟؟.

لقد حققت حركة حماس نجاحاً ملحوظاً، بائناً، حصيلة الخيار الديمقراطي التعددي الذي تؤمن به حركة فتح ورئيسها محمود عباس، وانعكاساً للتراث الديمقراطي التعددي الذي نشأت عليه وواظبت على تحقيقه منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الراحل ياسر عرفات، باعتبارها مؤسسة تمثيلية، ومصدر قوتها في تمثيلها للشعب العربي الفلسطيني، أنها ضمت في صفوفها المكونات الفلسطينية الثلاثة:

1- أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة: محمود درويش، محمد المدني، صبري جريس، عماد شقور وتوفيق فياض والعشرات من المناضلين أمثالهم.

2- أبناء الضفة والقدس والقطاع من المقيمين والمبعدين، ولولاهم، ولولا موقفهم وانحيازهم المبكر لما حصلت منظمة التحرير في قمتي الجزائر والرباط 1973- 1974 على حق تمثيلها للشعب الفلسطيني، بمذكرة فهد القواسمي وعبد الجواد صالح وبسام الشكعة وكريم خلف وسميحة خليل وحنان عشراوي وحنا ناصر وسليمان النجاب والعشرات أمثالهم وأوزانهم ومكانتهم.

3- أبناء الجاليات الفلسطينية في الشتات والمنافي والمخيمات، وخصوصاً أولئك الذين كانوا يقيمون في الأردن: إبراهيم بكر وعبد الحميد السائح وياسر عمرو وداود الحسيني وعزمي الخواجا وتيسير الزبري والسيدة عصام عبد الهادي وإبراهيم أبو عياش ورايق كامل وبهجت أبو غربية وإبراهيم قبعه.

حققت 'حماس' الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعية عام 2006، وبناء عليه تولى عبد العزيز الدويك رئاسة التشريعي وإسماعيل هنية رئاسة الحكومة، ولكنها لم تكتف بذلك، بإدارتها للمؤسستين التشريعية والحكومية، فحسمت قرارها السياسي، بالحسم العسكري، واستولت منفردة على قطاع غزة منذ 2007 حتى يومنا هذا، وهي بسلوكها هذا تعكس تراث وسلوك الأحزاب الشمولية من الشيوعيين في البلدان الاشتراكية، وطرفي البعثين في سورية والعراق، والأحزاب الإسلامية الأصولية في السودان والصومال وأفغانستان، بمعنى أوضح، جاءت بالتراث الأحادي واللون الواحد والحزب القائد، بكل ما يحمل من هموم وتسلط واستفراد بالسلطة، وديكتاتورية، ونفذته في فلسطين، وأين ؟، في أول منطقة ينحسر عنها الاحتلال، وبدلاً من أن تقدم نموذجاً يُحتذى كحركة كفاحية جهادية وجهت ضربات موجعة للعدو، وقدمت خيرة قياداتها شهداء في معركة المواجهة والاستقلال والبقية الخيرة لسجون الاحتلال وأدواته القمعية، بدلاً من تقديم المحتذى، قدمت نسخة مكررة عن تدني مستوى الاحترام لحقوق الإنسان وعدم احترام الآخر وغياب التعددية، ورفض الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، مصدر الشرعية وأدواتها.

ثورة الربيع العربي، قامت ضد التفرد والحزب القائد، واللون الواحد، والادعاء بالحق، وانتصرت لقيم التعددية والديمقراطية وصناديق الاقتراع، ونجحت حركة الإخوان المسلمين، التي لا فضل لها على نجاح ثورة الربيع العربي، وإن كان ثمة مشاركة لها في الاحتجاجات الشعبية في تونس ومصر، فكانت مشاركتها متواضعة انتظارية، أكثر منها ريادية وباسلة في مواجهة مؤسسات وإجراءات زين العابدين بن علي وحسني مبارك.

نجحت حركة الإخوان المسلمين، وحققت الأغلبية البرلمانية في كل من المغرب وتونس ومصر، وأثبتت أنها الحركة الأقوى نفوذاً وانتشاراً في العالم العربي، وهو ما سينعكس على دعم حركة حماس وإحتضانها ومدها بأسباب القوة المعنوية والمادية، ولكن ذلك مشروط، بالتجاوب مع القيم الجديدة التي ستحكم موقف الإخوان المسلمين في البلدان التي انتصرت فيها قيم الربيع العربي، قيم التعددية والديمقراطية وصناديق الاقتراع، وهي قيم ما زالت حركة حماس ثبت بإصرار وإمعان عدم القناعة بها، وعدم الرضوخ لها وعدم الاحتكام إليها.

لقد فرض المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين، على خالد مشعل التوقيع على ورقة المصالحة المصرية وفرض عليه خيار دخول منظمة التحرير الفلسطينية، بعد فشل خطوتي 'حماس' الأولى أن تكون بديلاً عن منظمة التحرير والثانية أن تكون نداً لمنظمة التحرير، ولذلك وافق خالد مشعل أن يكون واحداً من بين 27 شخصية قيادية تشكل القيادة العليا الانتقالية المؤقتة لمنظمة التحرير وتنازل عن مطالبته المسبقة بالحصول على أربعين بالمائة من أعضاء المجلس الوطني وباقي مؤسسات منظمة التحرير، وقبل بخيار الاحتكام إلى صناديق الاقتراع الذي ما زال معلقاً، بسبب تمسك قيادة 'حماس' الميدانية في قطاع غزة بورقتي القوة بيدها وهما : 1- نتائج الانتخابات النيابية عام 2006، التي أعطاها الأغلبية البرلمانية 2- ونتائج الانقلاب 2007 الذي أعطاها سلطة التحكم المنفرد بقطاع غزة.

توجهات ثورة الربيع، ستخلع من وجهها، ومن أمامها، سلطة الحزب الواحد، واللون الواحد، والقرار الشمولي، وستفتح الأبواب أمام التعددية والديمقراطية وصناديق الاقتراع، فهل سترضخ 'حماس' برضى لمطالبات الشارع الفلسطيني، وقواه الحية والشبابية، كما حصل في تونس والمغرب ومصر، أم ستنتظر نزيف الدم الفلسطيني في قطاع غزة أسوة بما حصل في ليبيا واليمن وما يحصل في سورية الآن ؟؟.


h.faraneh@yahoo.com








التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-07-2012 12:56 AM

يا راجل الدنيا رمضان , شو رأيك بالسلطة ,كمل الاجر!!

2) تعليق بواسطة :
24-07-2012 07:57 AM

قراءة للمشهد الفلسطيني بعيون فتحاوية منحازة.....؟؟؟؟رمضان كريم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012