أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


سأطلب من الملك أن يحاسبهم..!

بقلم : موسى الصبيحي
23-07-2012 10:50 AM


ما أن هبطت طائرة الملك على أرض عمّان أمس الأول حتى توجّه على الفور إلى طيبة الكرك، لحل مشكلة المياه العالقة فيها منذ بدايات الصيف، والتي عانى أهلها معاناة مريرة من انقطاعها الطويل المتكرر دون أن تحاول وزارة المياه ووزيرها العتيد حلّ هذه المشكلة، فيما تغرق البلدة الصغيرة بمشكلات كثيرة أخرى ناجمة عن تقصير إدارات حكومية مختلفة وتقاعسها عن القيام بواجباتها..!!

دائماً يقرأ الملك تقارير صحافية عن واقع بائس يعيشه مواطنون على بقعة من هذا الوطن، فيهبّ غاضباً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والأسباب هو تقاعس المسؤولين وعدم متابعتهم لشؤون إداراتهم وعدم قيامهم بما تمليه عليهم مسؤولياتهم في خدمة الوطن والمواطن.. ويأتي هذا التقاعس ويتكرر بصورة تدعو إلى الشك بما أقسموا عليه أمام الملك.. ما يفيد بأنهم لم يكونوا صادقين وبأنهم حنثوا بالقسم وخانوا الوعد والعهد..!

أنا ممن كتبوا كثيراً عن تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان تمت على مرأى ومسمع من مسؤولين كبار، لا بل إن بعضها ارتُكب بفعل هؤلاء المسؤولين ونتيجة تقاعسهم وإهمالهم وأحياناً ضعفهم وجبنهم وجهلهم وترددهم، وعندما علموا لم يحركوا ساكناً، وإذا تحرك أحدهم تحرك على استحياء ورفعاً للعتب ليس إلاّ، وهؤلاء أسهموا بصورة مباشرة في خلق هوة واسعة بين النظام والشعب لأنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية، ولم يستوعبوا فلسفة العقد الاجتماعي القائم بين الشعب والنظام، لا بل لقد أدّى إهمالهم وتقاعسهم وقزميتهم إلى الإخلال بهذه العلاقة التاريخية، حتى
رأينا ذلك ينعكس في الشارع على صور من النزق الاجتماعي والغضب السياسي والضغط الاقتصادي الناجم عن القهر والشعور بالظلم والتمييز وغياب العدالة الاجتماعية بين الناس..!!

قلت بأنني كتبت كثيراً عن حالات من الظلم والقهر ارتكبت بعلم وزراء ومسؤولين كبار في الدولة، وَوَضعْت أمامهم الحقائق فاستمعوا لكنهم 'طنّشوا' ووعدوا لكنهم لم يوفوا، وبعضهم غضب لأنني كتبت لكنهم لم يفعلوا شيئاً لرفع الظلم عمن ظُلموا أو ظلموهم.. فماذا بعد..!؟

تابعت بعض هذه القضايا منذ أكثر من عام كامل، وحتى هذه اللحظة لم يُنصف الكثير من المظلومين، ولم يتحرك المسؤولون تحركاً حقيقياً ضمن حدود مسؤولياتهم لرفع الظلم وإنصاف المظلومين الضعفاء، وسوف لن أسمح لليأس بأن يتسرب إلى نفسي، بل سأظل أدافع عن المظلومين وأكتب وأتكلم وأتابع وليغضب منْ يغضب، فلن أعير غضبهم أي اهتمام، لا بل سأكشف عن المزيد من ضعفهم وتقاعسهم وليعتبروا هذه المقالة تهديداً مباشراً لهم إذا لم يقوموا بواجباتهم حق قيام، ولن أخشى غضبتهم أو انتقامهم، فها هو الملك يضرب لنا المثل والأنموذج في متابعة قضايا الناس من شرق البلاد
إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، من أصغر قرية إلى أصغر حارة، مجموعات وأفراداً، فماذا يعني أن يسمع المسؤول عن حالات الظلم والانتهاك ثم يسكت ويقبع في مكتبه صامتاً دون حراك..!!؟

لست ممن يفهمون المسؤولية على أنها 'برستيج' وترفّع عن قضايا الناس، وانعزال عن مشكلاتهم، المسؤولية يا أصحاب المعالي والعطوفة إنجاز وخدمة ومتابعة ميدانية حثيثة لقضايا الناس، التي أنتم مؤتمنون عليها.. ولعل جولة بسيطة في شارع أو حارة شعبية كفيلة بأن تخرج برؤية وانطباع واضحين عن مدى إهمال المسؤولين ومدى انعزالهم عن الناس وتقوقعهم في مكاتبهم الوثيرة..!!
سأطلب من الملك أن لا يكتفي بعزل مسؤولين كبار ووزراء من مناصبهم، بل سأطالب بمحاسبتهم ومعاقبتهم على تقصيرهم وتقاعسهم وخيانتهم لأمانة المسؤولية، وحنثهم بالقسم العظيم.. وفي مقالات قادمة سأشير إلى بعضهم بالاسم ما لم يسارعوا إلى تصحيح مساراتهم والانتصار للإنسان برفع الظلم عنه وإحقاق الحق والعدل.. وبخاصة الحقوق العمالية التي تشهد انتهاكات صارخة وكثير منها في دوائر الدولة الرسمية وبعلم المسؤولين والوزراء المعنيين أنفسهم.. وليغضب من يغضب فغضبهم لا يعنيني ولن يهمني..!!


Subaihi_99@yahoo.com



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-07-2012 03:15 PM

وفي مقالات قادمة سأشير إلى بعضهم بالاسم ما لم يسارعوا إلى تصحيح مساراتهم والانتصار للإنسان برفع الظلم عنه وإحقاق الحق والعدل.. وبخاصة الحقوق العمالية التي تشهد
Why to wait . Quote"Freedom of expression is a cornerstone of a functioning democracy. Freedom of expression promotes certain societal values, as noted by Professor Emerson in 1963: "Maintenance of a system of free expression is necessary (1) as assuring individual self-fulfillment, (2) as a means of attaining the truth, (3) as a method of securing participation by the members of the society in social, including political, decision-making, and (4) as maintaining the balance between stability and change in society."

Freedom of press is the most important tool to ensure proper performance of the government and the society as a whole. The TAX payers have the right to know and question any civil servant who is not doing his best or job. By indicating names you are not defaming them , they are there to serve us and not to be glorified.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012