بقلم : د.بلال السكارنه العبادي
23-07-2012 11:07 AM
المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن أكابر أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق فيه 22 جمادى الثانية سنة 12هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء أكانوا من المسلمين أم من غيرهم، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفرقته بين الحق والباطل.
يعد أوّل من عمل بالتقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخرسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية ، وصارت القدس ثالث المدن المقدسة تحت حكم المسلمين لأول مرة، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الإمبراطورية البيزنطية. تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين فحسب، كما تجلّت مقدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر قدرته على الحفاظ على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتنوع أعراقها.
وإن المتابع للمشهد السياسي العربي في هذه الفترة يرى مدى حاجة الأمة العربية إلى شخصية عمر بن الخطاب ، لما لحق بنا من ظلم وتجبر وفساد وعدم محاكاة الواقع السياسي والإصلاحات التي تنسجم مع حاجة ورغبات الشعوب في إعادة بناء أوطانها بشكل ديمقراطي ، ومن خلال إرادة الشعب في اختيار من يحكمه وضمن منهج ديمقراطي سليم تتطلبه ضرورة التطور الذي يعيشه العالم المعاصر.
ونتمنى على متخذي القرار السياسي في الدول التي لم يزورها الربيع العربي أن تأخذ بعين اعتبارها منهجية الفاروق في الحكم والإدارة وتطبيقاً لحكمته ( حكمت فعدلت فآمنت فنمت ) ، دون الحاجة إلى أية تقارير من الإدارة الأمريكية أو غيرها في وصف الحالة العامة لشعوبها ، وبالتالي تصبح إدارة هذه الشعوب في قيادة نفسها بنفسها ، وضمن سياسة واضحة وسليمة تجعل من الشعب مصدرا للسلطات والحكم .
ولذا فان الحكيم من يتعض مما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا ، وان الشعوب قد تغيرت أفكارها وأصبحت تطالب أن ترى الديمقراطية بدولها كما حدث بغيرها.
bsakarneh@yahoo.com