أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


ماذا بعد إقرار القانون ؟

بقلم : حماده فراعنه
26-07-2012 10:47 AM




بعد صدور الأرادة الملكية ، بالمصادقة على قانون الأنتخابات ' صوت للدائرة المحلية وصوت للدائرة الوطنية ' يكون القانون قد إستكمل إجراءاته الدستورية ، وتكون رهانات التغيير على حلول دستوريه وقانونيه قد أستنفذت أغراضَها ، ولم يعد ما يمكن الحديث عنه ، مع ' بداية العد التنازلي لاجراء الأنتخابات ' .

المشكله بالأساس ، ليست دستورية وليست قانونية ، المشكله بالأساس ، مشكلة سياسية ، وأطرافها العناوين السياسية ، فالحكومة تتصرف ليست فقط بدواعي الأستحقاق الدستوري للأردنيين بل لتحقيق نتائج سياسية تتمثل ببقاء سيطرة المحافظين على مجلس النواب .

وأطراف المعادلة في الموقع المقابل هي أطراف سياسية ، في المعارضة وجناحها حركة الأخوان المسلمين أولاً والأحزاب القومية واليسارية وبعض الليبراليين والمستقلين ثانياً ، وكذلك في المولاة أيضاً أطرافاً وأحزاباً سياسية لها تبايناتها وإجتهاداتها المستقلة وغير المستقلة .

إذن أطراف المعادلة الأردنية أطرافاً سياسية ، والخلاف المعلن على القانون هو خلاف سياسي ، كل من جهته يقرأ القانون قراءة سياسية ، فالحكومة ترى أن تغيير القانون بإتجاه الصوتين للدائرة المحلية يعطي الأخوان المسلمين أكثر مما يستحقونه ويحصلوا على الأغلبية البرلمانية وهذا سيغير قواعد اللعبة المحلية ، ولذلك ترفض الحكومة ومعها دوائر صنع القرار التغيير بإتجاه الصوتين للدائرة المحلية ، ويرفضون مكافأة الأخوان المسلمين أو تقديم التنازلات المجانية لهم .

والأخوان المسلمون يصرون على الصوتين للدائرة المحلية ، ويحرضون على مقاطعة الأنتخابات حتى تفقد شرعيتها الحزبية والشعبية ليصل المشهد السياسي إلى أن المعارضة قاطعت الأنتخابات وليس حركة الأخوان المسلمين فقط ، ولذلك إذا كان الحديث عن فقدان الأنتخابات لشرعيتها الشعبية بالمقاطعة ، فإن إختصار المقاطعة على الأخوان المسلمين بدون البعثيين والشيوعيين واليساريين وباقي القوميين تفقد المعارضة قيمتها السياسية لأنها ستقتصر على حركة واحدة تقاطع الأنتخابات ، مهما كبرت ولكنها اللون الواحد ، من هنا دوافع الأخوان المسلمين بدفع المعارضة اليسارية والقومية للمقاطعة وإحراجهم لدفعهم نحو المقاطعة .

والأحزاب اليسارية والقومية رغم تواضع إمكاناتها وعدم وحدتها ، فقيمتها أنها تساهم في إعطاء الشرعية إما للحكومة أو للأخوان المسلمين ، وهي لا تحبذ لا هذه ولا تلك وتتمسك بالقائمة الوطنية وتعتبرها إنجازاً وطنياً تسعى لتثبيته وتطويره ، ويستغربون لماذا لا يتوقف الأخوان المسلمين أمام أهمية القائمة الوطنية ولا يطرحونها كشعار لتوسيع وتكبير القائمة بدلاً من الحديث المضلل حول الصوت الواحد ، مع أن القانون ليس صوتاً واحداً بل هو صوتان واحد للمحلية وواحد للوطنية .

الأحزاب القومية واليسارية في مأزق ، ولهذا لم تتخذ قرارها بعد ، بالمقاطعة أو بالمشاركة .

h.faraneh@yahoo.com



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012