ان الواجب الرئيسي للمؤسسة العامة للغذاء والدواء هو متابعة تطبيق السياسة العامة المتعلقة بالرقابة على الغذاء والدواء ,وتنفيذ الخطط والبرامج المتعلقة بها ,ولقد فاجأتنا المؤسسة العامة للغذاء والدواء مؤخرا بقرارات لاقت استحسان جميع المواطنين الاردنيين وغير الاردنيين باستثناء المتضررين منهم جراء تلك القرارات ,وأن المتابع للمؤسسة واعمالها يجد ان القوانين والانظمة موجودة قدم المؤسسة, ولكنها لم تكن مفعلة على المستوى الثقيل بل كانت تختبئ خجولة بين الادراج والاضابير, وتقتصر على المواجهة الناعمة ,ولكن سرعان ما قدر لها ان تخرج عن صمتها وتنزل الى الميادين برفقة نشامى المؤسسة الأخيار, ولا نريد هنا ان نخوض في أسباب ذلك التحول, ولكن علينا الآن ان نقر ونعترف انه قدر لهذه المؤسسة الوطنية ان تبدأ بممارسة دورها الوطني ,وأن تولد في هذا الشهر العظيم , نعم شهر عظيم وقرارات عظيمة يشكر عليها كافة العاملين في المؤسسة ,وعلى رأسهم مدير عام المؤسسة, وأن الشعب يتمنى على الاخوة في هذه المؤسسة مزيدا من القرارات ,والتي من شأنها المحافظة على حياتهم وأبدانهم وأبنائهم.
ولعل هذا الاشعاع الحكومي الاصلاحي يعتبر بمثابة بصيص أمل لباقي القطاعات الحكومية النائمة وعلى رأسها هيئة مكافحة الفساد, تلك الهيئة العريقة بقوانينها وأنظمتها ,ولكنه ومع الاسف لم يقدر حتى الآن لتلك الهيئة أن تخرج عن صمتها وتمارس اعمالها ,وتفعل اجراءاتها ,وتلبي مطالب الشعب ,وتبدأ بداية قوية كما بدأت مؤسسة الغذاء والدواء ,فالقضايا الموجودة بحوزة المكافحة عديدة وقديمة ,ولكنها مجمدة ومحنطة بطريقة تجعل أبطال تلك القضايا يستمرون باللهو في شوارع عمان وميادينها ,ويعيثون في الاردن فسادا.
اننا نتمنى على من أوجد الثقب الذي خرج منه شعاع الغذاء والدواء ,أن يوجد ثقوبا لهيئة مكافحة الفساد تخرج منها شعع مماثلة ,لكي تحمي أردن الخير من شر أي ربيع قادم, وتضفي عليه خير ذلك الربيع, لذلك نحن نتمنى كشعب على مدير عام الهيئة ان يخرج عن صمته ويفعل القوانين ,ويبدأ بتحويل القضايا النائمة في الادراج الى القضاء العادل ,ويحذو حذو مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء ,فالاردن وشعبه أبقى وأقرب للهيئة من ابطال تلك القضايا واعوانهم ,وسيساند ذلك ما بحوزة الهيئة من توجيهات ملكية سامية تعزز وتدعم وتسهل طريق تطبيق القوانين ,اذا ما توفرت الارادة والرغبة والقدرة لدى مدير عام الهيئة ,واننا نتمنى ان يبدأ العمل لدى هيئة مكافحة الفساد في هذه الايام المباركة ,وبذلك نكون قد قلبنا صفحة الركود والهرولة الاصلاحية ,وحولناها الى اصلاح حقيقي يكفل الحفاظ على الاردن وشعبه وقيادته من كل سوء, حمى الله الاردن وحمى شعبه وألهم حكومته وهداها الى طريق الاصلاح ,وتحقيق الرفاه للشعب انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين