أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بدء العمل بمركز جمرك التجارة الإلكترونية مطلع أيلول الجمارك: تسهيلات للمسافرين عبر المراكز الحدودية بغض النظر عن مدة الإقامة مهم من التعليم العالي لطلبة رفع المعدل للشهادات العربية والأجنبية بلينكن: أول شحنة مساعدات تغادر من الأردن لغزة عبر إيريز أورنج خلوي تحصل على تمويل من البنك العربي بقيمة 30 مليون دينار لسداد مستحقات رسوم ترددات الأمير الحسن يؤكد أهمية إشراك المجتمعات المحلية في صنع القرار الملك: ضرورة تطوير صادرات الفوسفات لتشمل منتجات من الصناعات التحويلية تحويلات مرورية على الطريق الواصل من إشارة (سايبر ستي) باتجاه الرمثا انخفاض معدل البطالة في المملكة إلى 22% خلال 2023 قرارات مجلس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الملك يؤكد لـ بلينكن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة تعرفة بند فرق أسعار الوقود لشهر أيار بقيمة صفر الحكومة ترفع أسعار "البنزين 90" 20 فلسا و"البنزين 95" 25 فلسا والديزل 5 فلسات القبض على 4 متسللين حاولوا اجتياز الحدود من سوريا القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور
بحث
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


عشتار والمتسول

بقلم : عواد عايد النواصرة
03-08-2012 01:17 PM

لبست عشتار ثوبها البراق ونثرت جدائلها فوق الكتفين، فاستقبلها جمع من عطاشا النبوءات، فقد تجلت في جبروتها الغاوي لتعطي النبوءات للطبقة البرجوازية وعلية القوم وتمنحهم صكوك الغفران. فضجت القاعة بالتصفيق واستقبل كل إقطاعي نبوءته، وفجأة ساد الصمت وقفزت نظرات الازدراء إلى شخص لبس ثياب ذل هذا الزمان من هذا من هذا؟ فأجابتهم حالة البائسة إنه الفقير (عفوا المتسول) يحمل بطاقة أحوال وجواز سفر كغيره من البشر، لكن البطاقة مختوم عليها بخاتم المجتمع بين قوسين( متسول) ، يُستقذر من قبل الناس لأنه متسول. من أوصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه من ذل الحاجة وازدراء المجتمع؟ هل تراهم أذنبوا عندما خلقوا فقراء؟ بعضهم لا يستطيع أن يطلب الناس خوفا من كلمة متسول فهي قبيحة في المجتمع، ويعاقب عليها القانون. فكيف نفرق بينهم ونعرف المتسول من صاحب الحاجة؟ مفاهيم مجتمعية اختلطت بدواعي المدنية والتحضر حتى أنها غرست في مناهجنا الخفية، وأصبحت عصية عن التعديل. فكل صاحب حاجة أصبح متسول. تلك الكلمة المخيفة والتي أرعبت حتى الذين نحسبهم أغنياء من التعفف.
عندها بدأت عشتار تدرب زمرتها على اكتشاف رائحة الطريدة من تلقاء أنفسهم، وتعلمهم شعائر أفيون أدمنوه، لتخرجهم من صمت إلى صمت أكبر، لعلهم يتقنون شعائر الدين الجديد، ليسافر الأفيون في أجساد العظماء منهم بلا رقيب أو حسيب، و يبتعد أراذل القوم عنها لأن كرامتهم تساوت مع الأرض، وما أتقنوا فن الخطابة السرمدية ولم يكونوا أساتذة فكر أو مشعوذين، فهم في الدرك الأسفل من سلم الصعود إلى عالم عشتار.
صاحت عشتار بأعلى صوتها لا تطعموه، لا تدخلوه، لا تحدّثوه ، إنه متسول. غريب عن عالم البرجوازية غريب عنكم لن يستطيع أن يحصل على نبوءة واحدة فاسمه في الوثيقة متسول يشبه تموز راعي الغنم، والذي عشقني كيف يجرؤ مثل هذا على الدخول عليكم ومجالسة الصفوة منكم؟.
فصاحب الحاجة يموت في اليوم مرات ومرات، أسى وحزنا لأنه عاجز عن إدخال بصيص من الأمل والفرحة إلى قلوب أطفاله في المناسبات الاجتماعية. وحيد بين مجتمعه، مهجور بيته لا بواكي له. لأنه فقير عفوا (متسول) بمعناها الحضاري. فقد رأيت أنسانا أكل عليه الدهر وشرب لا يملك قوت ساعة، تعرض لأبشع أنواع الإهانة وازدراء الناس ،وذنبه الوحيد انه صاحب حاجة بمفهومها الحقيقي. متسول بمفهوم هذه الأيام.
رئيس ملتقى المزرعة الثقافي
awad_naws@yahoo


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012