أيها القائمون على مصائر الناس اعملوا بضمائركم التي أوصدتم دونها الأبواب ..‏ افتحوا هذه الكهوف المظلمة في دواخلكم .. أخرجوا منها خفافيش الجشع وأخطبوطات الطمع التي أفقدتكم إنسانيتكم .. أن تساهموا في صناعة المحبة وتطهير النفوس وبناء الإنسان ، فعندما يكون بنيان الإنسان صحيحا عندها فقط سوف يرتقي المجتمع ويعلو صرح الوطن .. لقد كثرت ديون الوطن عليكم .. فهلا فتحتم أرصدة نفوسكم للسداد .‏

فمقالتي اليوم لن اتحدث بها عن عن اسرار بيع الاراضي والممتلكات ولا عن الاختلاسات والتزوير وهدر المال العام ولا عن السفروالرحلات ولاحتى عن غلاء الاسعار ورفع اسعار النفط التي تجاوزت حد المعقول حسب حسبه الحكومة
ولا عن المشاريع والعطاءات ولا عن الفساد والمفسدين ولا عن الرواتب الخيالية واولاد الذوات ولاعن مخالفات الرادار والكاميرا لمن اخطا قدمه ولاعن فرسان الديمقراطية المزيفين ولا عن تشريعات تخدم اصحاب المصالح ولا عن التكسبات والتنفيعات ولا عن المرض حتى ولاعمن .. يتاجر بقوت الفقرا ويبيع اجسادهم .. ومن يسجد للدولار ولا حتى عن تعديل و تغيير-ولا قوانين مؤقته ولا الكاز والغازولاعن رغيف الخبز لكني اتحدث عن الجوع والعطش والمرض فهل نحن سائرون على نظرية جوع كلبك بلحقك

فالشعب اليوم عطشان وجائع وجاحد من لايقول هذا او يتجاهل واقعه لكن لسان حاله مالي انا مالي ومال الكبار لاناطحهم في زمن المر اريد عنبا لااريد ان اقاتل الناطور

انا لااحرض ولا اشجع لكني احمل الشعب كل ماجرى ويجري له
..فعندما كانت الدنيا تحكم بكتاب الله .. , وكان الوطن فوق الكل وكان الحق والمساواه والعدالة والنزاهة والكفاءة والقدرة كان الحق ساطع الانوار ..والان لنسال انفسنا فنحن من اطفا الانوار بسكوتنا عما يجري وجرى حتى غدى هذا حالنا وبتنا بايديهم دمى يحركونها كيف شاؤا فقط خوفا على ان يجوع الاطفال ويسكن البرد احشائهم وحتى نسدد ديوننا التي اقترضناها بناء على الوعود وحتى لاتقول جارتنا انهم احسن حالا من رجل افنى عمرة بالوظيفة وخرج صفر اليدين وشهاده حسن سلوك ولم يكن فاسدا وتلك لعمري لاتغني ولاتسمن من جوع


وحتى يرضى دولته ومعالية وعطوفته غابت الضمائر وانكفات القدور وكانت المعاناه و رحلة البحث عن لقمة العيش المغمسة بالذل وشربه ماء ليظل الانسان واقفا وقد حنى ظهرة ليقول هل من مزيد شيلوني فهذا الخد تعودعلى اللطم وهذا الظهر تعودعلى الحمل ... ليحمل المزيد من الضرائب وارتفاع الاسعار والرسوم والطوابع والتزم قولا وعملا مع حكومته التي لم تلتزم حتى بتوفير نقطه الماء له فبات يتحسر على شتوه او على ايام زمان وهو يرى غيره لايشرب الا بالزجاجةماء مقطر والبعض يغمر بركته بالماءفتسيل وتملا الشوارع والبعض يملا البانيو ثلاث مرات باليوم وهو يبحث عن صهريج ماء يشتريه بنصف راتبه والبعض يطوف بالابريق والطنجرةوالدلو على المساجد او العمارات والبعض يقف كالذليل على باب سلطة المياع سمعوا له ام لم يسمعوا ؟؟؟
هذا هو شعبنا اليوم ومع هذا ظل شرطي السير محافظا على امانته ليعيد ثمانية عشر الف دينار لصاحبها وقد عثر عليها بالطريق

كنت فيما مضى اكتب بضميروكانت كلماتي سياط تسلخ جلد كل من عادى الحقيقة وشط عن الواقع كان يملي على الضمير الضمير واليوم ارثي الضمير -وبت انسخ مايريدون وقد غاب الضمير فلم نعد نكتب عن الغلابى ومعاناتهم وهمومهم ومشاكلهم واليوم انكسر الخاطر ولم يبقى إلا رذاذ من مشاعرفماذا اقول .!!!

وحتى يرضى دولته ومعالية وعطوفته يا جنون الأمنيات يا تفاهات الزمن يا بقايا من دموع كانت إحساس شاعر وبلحظه ماتت المشاعر صرت إحساسا بقلب ميت والجروح ترسم بقايا من عهد ماضي

..اقف اليوم لأكتب حرفآ بقلمي ابحث من زمن اصرخ افتش اجده انكسر ..اسير لأرى حلمي اصرخ اجده انتحر ..ظني خاب بحكومتي التي كانت على شعبها وليست معه
.. كنا فيما مضى نكتب بضمير !اما الان نكتب مايريدون .وكا يريدون لاكما يريد الضمير

. حتى لايخسر الاطفال مدارسهم او جامعتهم وحتى يظل الراتب ماشي وليموت الصغار والغلابى والمساكين من الجوع والعطش ولتتفشى الامراض والاوبئة ولتنتحر الرجال فقرا ولتتفشى البطالة والفساد والمحسوبية والشللية والترهل بانواعه ولكننا سنظل نكتب بالرغم من انهم صموا اذانهم واصبحوا يجهلون القراءة بل يكتبون قرارات متسارعه متتاليه تزيد بانحناء ظهر الانسان
pressziad@yahoo.com