أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


الأرهاب المدخل الى الداخل السوري وارتداداته!

بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
04-08-2012 11:55 AM

في المعلومات والتحليل، يعتبر تنظيم القاعدة في مناطق الحدود الأفغانية – الباكستانية، من أهم الأسباب الرئيسية التي شكلت الوقود المحفّز لقيام القوات الأمريكية باستهداف أفغناستان من جهة، ولتزايد الظهور المتواتر للحركات الأصولية المسلحة.
هذا وتشير التطورات الميدانية الجارية الآن، المعلن منها وغير المعلن في منطقة شبه القارة الهندية، وعلى وجه الخصوص في أفغانستان وباكستان وشمال غرب الهند، إضافة إلى إقليم جامو كشمير، إلى حقائق مذهلة بالرغم من مقتل قائد هذا التنظيم الأممي قبل أكثر من عام ونصف، حيث بلغ عدد الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة في المنطقة أكثر من ثلاثمائة حركة وحسب خبراء مختصين بدراسة هذا التنظيم، وأصبحت القوات الأمريكية والباكستانية وقوات الناتو عاجزة عن تحقيق أي نجاح، يمكن أن يوصف أنه حاسم في المعركة الجارية ضد الحركات المسلحة الأصولية.
وفي مجرى الحرب السريّة والمعلنة أحياناً وتداعياتهما، أصبحت الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة، تتمتع بدعم السكان المحليين وعلى وجه الخصوص في باكستان وأفغانستان والمناطق الإسلامية الهندية، وبسبب التزايد المضطرد في عدد التنظيمات الأصولية الإسلامية المسلحة وانخراط عدد كبير، من السكان في عضويتها ودعمها، فقد صار يظهر تنظيم القاعدة بأنّه أقل أهمية عمّا كان عليه قبل بضع سنوات، وتحديداً لحظة دخول القوات الأمريكية الأحتلالية لأفغانستان.
حالياً بدأ التساؤل حول مستقبل تنظيم القاعدة يبرز أكثر فأكثر متضمناً العديد من التساؤلات الفرعية: وبكلمات أخرى يمكن الإشارة إلى الإشكاليات المتعلقة بوجود القاعدة في شبه القارة الهندية:
اشكالية أولى: انّ استمرار وجود تنظيم القاعدة في مناطق شبه القارة الهندية سيترتب عليه تآكل التنظيم، لأن الحركات الأصولية الإسلامية التي نشأت في المنطقة، أصبحت أكثر قدرة من تنظيم القاعدة على القيام بتنفيذ العمليات، وذلك لأنها أولاً وقبل كل شيء تعتمد على أبناء المنطقة الذين يتمتعون بمعرفة الأرض والمجتمع، بينما تنظيم القاعدة ما زال يعتمد بشكل رئيسي على العناصر العربية المهاجرة إلى أفغانستان وباكستان طلباً للجهاد، مع وجود هجرة معاكسة من جديد ومنذ سنة ازاء ساحات الخصوم، لمحور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به من بعض العرب المتخاذل، تم اشعالها عبر مجتمعات المخابرات الأمريكية والغربية والصهيونية وبعض مجتمعات المخابرات العربية، تحت عناويين الحريّة وحقوق الأنسان، بفعل مفاعيل وتفاعلات ما سمّي بالربيع العربي وما الى ذلك.
اشكالية ثانية: نشأت العديد من الفروع لتنظيم القاعدة، ولكن بسبب الضغط العسكري – الأمني المتزايد على قيادة تنظيم القاعدة المتمركزة في شبه القارة الهندية، فإنّ هذه القيادة لم تعد قادرة على السيطرة على فروعها.
اشكالية ثالثة: وبسبب ضعف الصلة بين فروع تنظيم القاعدة وقيادته، أصبح التنظيم يعاني من ظاهرة فراغ القيادة المركزية، بشكل ترتب عليه صعودهم كقادة وزعماء محليين، وقد ترتب على ذلك أن أصبح كل واحد من هذه الفروع بمثابة تنظيم قاعدة قائماً بذاته.
اشكالية رابعة: انّ استقلالية الفروع للقاعدة كتنظيم، أدّت إلى ظهور تنظيم القاعدة في بلاد النهرين، تنظيم القاعدة في المغرب العربي، وتنظيم القاعدة في الحجاز، تنظيم القاعده في اليمن، تنظيم القاعده في بلاد الشام وتحديداً في سورية الآن، بفعل تسهيل دخول عناصره، من قبل بعض أجهزة استخبار ومخابرات دول الجوار السوري العربي وغير العربي، بالأتفاق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بجانب التورط المشترك لدولتين من دول الخليج، وبشكل مشترك ومباشر في الشؤون السياديّة للدولة السورية بفعل الحدث السوري وتداعياته، وهنا يبرز سؤال جوهري وهو: آلا يرتد هذا الأرهاب المدخل الى الداخل السوري مرةً ثانيةً، لدول الجوار الدمشقي وما شابهها؟!.
اشكالية خامسة: اعترفت قيادة تنظيم القاعدة بالوضع المستقل لهذه الفروع، وأعلنت أنها تكتفي بمجرد التنسيق وإجراء المشاورات بين الحين والآخر، وما هو واضح يتمثل في أن اعتراف قيادة تنظيم القاعدة باستقلالية الفروع، يعتقد أنّه تم رغماً عنها بسبب الضغوط الأمنية – العسكرية، وبسبب عدم قدرة القيادة على تزويد الفروع بالإمدادات والعتاد ما شابه ذلك.
تأسيساً على ذلك كخلفية معلوماتية تحليلية، يبرز السؤال الرئيسي القائل: هل سيبقى تنظيم القاعدة أو بالأحرى قيادة تنظيم القاعدة متمركزة في منطقة شبه القارة الهندية؟ وإذا بقيت هذه القيادة، ما هو الدور الذي ستقوم به إذا وضعنا في الاعتبار أن منطقة شبه القارة الهندية، أصبحت تعاني من تضخم واسع في التنظيمات المسلحة التي انتشرت في كل مدينة وقرية، وأصبحت عناصرها تقوم بعمليات لا تعد ولا تحصى؟.
لقد أدّى نشوء الفروع الخارجية للتنظيم، إلى تعدد مسارح عمليات تنظيم القاعدة وقد ترتب على ذلك أن أصبح التنظيم، وإن كانت فروعه مستقلة عنه، يتميز بهامش الحركة والمناورة الواسع وذلك عبر القدرة على المبادرة: يستطيع تنظيم القاعدة تنفيذ الضربات الاستباقية ضد خصمه في العديد من أماكن العالم، والقدرة على المفاجأة: يستطيع تنظيم القاعدة مباغتة خصومه في الأماكن العامة، التي لا يجد فيها الملاحقة والمراقبة، ذلك لأن الأجهزة التي تلاحق عناصره لا تستطيع وضع كل المناطق تحت الرقابة، والقدرة على تنويع مصادر الإمداد: بسبب تنوع جنسيات العناصر وبسبب تعدد الفروع فقد أصبح كل واحد من هذه الفروع قادراً على تنمية موارده الذاتية.
يبدو بوضوح أن خيارات تنظيم القاعدة، أو بالأحرى خيارات فصيل القاعدة الرئيسي إزاء البقاء أو عدم البقاء في منطقة شبه القارة الهندية، هي خيارات ما تزال غير واضحة والإجابة عليها تتطلب الانتظار، ريثما يتحدد مصير العمليات العسكرية الجارية حالياً بواسطة القوات الباكستانية والطائرات بدون طيّار، وبكلمات أخرى إذا نجحت القبائل بتحجيمه وانهائه – القبائل الباكستانية كزعامه محلية، فإنّ تنظيم القاعدة سوف لن يكون أمامه من خيار أفضل سوى الهجرة، طلباً لمواصلة الجهاد المسلح في المسارح الأخرى، أما إذا فشلت حملات القوات الباكستانية فإن المسرح الباكستاني – الأفغاني سيمثل المكان الأفضل لجهة استمرار بقاء القاعدة في المنطقة.
والسؤال المنطقي الان وبعد أكثر من عام ونصف على الحدث الأحتجاجي السوري، هل تحالفت مجتمعات المخابرات الأمريكية والغربية، وبعض مجتمعات المخابرات العربية وبعض الخليجية، مع تنظيم القاعدة وفروعه ازاء الساحة السورية كساحة خصوم لمحور واشنطن – تل أبيب؟!
www.roussanlegal.0pi.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-08-2012 12:22 PM

إشكالية هذه الحركه في الاساس اشكاليه
بنيويه وتحوي داخلها اشكالات فرعيه اخرى
وبالمعنى الفلسفي تعيش تناقضا رئيسيا
وتناقضات ثانويه.
أما التناقض الرئيسي فهو أن هذه
الحركات ومن حيث الآيديولوجيا فقد نشأت
ضمن ظروف (الحرب البارده) وتطبيق مبدأ
آيزنهاور أي أنها لم تنشأ بدوافع دينيه
بل بدوافع سياسيه هدفها تنفيذالمبدأ
المذكور واستراتيجيات الحرب البارده
المناهضه لحركات التحرر الوطني والاجتماعي في بلدان حركة التحرر الوطني
آنذاك، ورب قائل ان الواقع متحرك
وغير ثابت وبالتالي فإن هذه الحركات
تخضع لهذا المنطق وإذا صح ما ورد في
المقال من حيث إعادة التحالفات معها
فإن ذلك يبقينا في نفس مربع تسييس
الدين واستخدامه في تنفيذ استراتيجيات
القوى العظمى الساعيه لإستمرار الهيمنه
وماشاكل من امور.
أما من حيث التنظيم ،فهناك نظريتين
رئيسيتين الأولى التنظيم الهرمي المترافق
بمركزيه في الاتصال والمتابعه، والثانيه
التنظيم الشبكي ومايصاحبه من لامركزية
القرارات والمتابعه والاتصال.
الحركات السريه وبالأخص المسلحه يناسبها الشكل الاول لأنه لايجوز اللعب
بتنظيمات مسلحه شبكيه لأنه ينفقد فيها
الانضباط الصارم لأن السلاح يحتاج لمثل
ذلك الضبط فهو ليس شبكة تواصل بين
أصدقاء أو اتباع عاديين على الشبكه
العالميه ،إلا إذا كانت تلك التنظيمات
الشبكيه تتبع مركزا واحدا وهذا ينسف
فكرة هذا الشكل من التنظيم من اساسها
وهذا يؤكد ماذهبنا اليه من تناقض
تنظيمي.
التنظيمات يجب أن تتوائم مع روح
العصر بمعنى أنه لايمكن لي عنق التاريخ
وإدخال اشكال ومضامين واهداف تنظيمات
الحرب البارده في عالم يمر بمرحلة مخاض
نحو نظام عالمي جديد.
وملامحه الرئيسيه دخول الرأسماليه
في طور جديد من أزماتها البنيويه،وما
اشير اليه يبرز بوضوح ان التنظيمات
المشار اليها هي نتاج اكبر المراكز
الرأسماليه،وبالتالي فهي تعيش ازمات
النظام الرأسمالي نفسه وبالطبع ليس
بصوره ميكانيكيه حيث أن التنظيمات
إياها بالمعنى الطبقي تصدر من مشكاة
الرأسماليه بل وأعتى مراكزها عدوانيه
اذن هذه التنظيمات تعيش جملة
تناقضات تناحريه رئيسيه وثانويه
مركبه ولايختلف اثنان انه في حالة
اشتداد التناقضات التناحريه تزداد وتتعمق الصراعات والعدوانيه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012