أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 01 أيار/مايو 2024


بعد قرارات الحسم للحكومة وللأخوان المسلمين..ماذا بشأن الطرف الثالث ؟

بقلم : حماده فراعنه
06-08-2012 10:54 AM


وصف رئيس الوزراء ، قانون الأنتخابات النيابية على أنه ' قانون خلافي ' نظراً لطبيعته السياسية ، وأسقط عنه صفة القداسة ، وأن نصه ليس مقدساً ، بل عبارة عن إجتهاد تقره المؤسسات الدستورية ، وأن البوابة المتاحة لتعديله وتغييره ، يمكن أن يتم لاحقاً عن طريق المسار الدستوري .

ومع ذلك حسم رئيس الوزراء ، النقاش ، وأوقف الأجتهاد أمام أي وساطة ، وأغلق بوابات الرهان ، حول وجود إحتمال مهما بدا متواضعاً أو ضعيفاً لأجراء أي تعديل على القانون ، سواء خلال الدورة الأستثنائية لمجلس النواب ، وهو غير مطروح على جدول أعمالها ، أو قبل إجراء الأنتخابات النيابية مع نهاية هذا العام .

وبات على الذين ينشطون في الحقل السياسي والحزبي ، ويتطلعون لتفعيل دورهم التدريجي عبر مجلس النواب ، أن يتكيفوا مع القانون وينشطوا ويترشحوا على أساسه ، مهما بدا غير نموذجي ، وسجلوا ملاحظات عليه ، ووجدوا ثغرات في مضمونه ، ويقبلوا رؤية رئيس الوزراء على أن تعديل القانون وتغييره يتم عبر الأدوات الدستورية مستقبلاً .

وحسمت حركة الأخوان المسلمين ، وحزبها ، موقفها من المشاركة في الأنتخابات النيابية المقبلة لمجلس النواب السابع عشر ، بإضافة رفضها لعامل التسجيل في القوائم الأنتخابية إلى جانب رفضها السابق لعاملي الترشيح والأنتخاب في العملية الأنتخابية ، وبذلك تكون حركة الأخوان المسلمين قد أغلقت الطريق ، وسدت كافة المنافذ ، وأنهت أي إنطباع وألغت أي ثغرة للتسلل منها ، بهدف التوصل إلى تفاهم أو إتفاق معلن أو خلف الكواليس أو تحت الطاولة ، بينها وبين الحكومة .

موقف حركة الأخوان المسلمين ، المعلن في أعقاب إجتماع قيادتها المشتركة ، والمتمثل في رفض المشاركة بالأجراءات الثلاثة : التسجيل والترشيح والأنتخاب ، إنعكاس لموقف سياسي يتمثل في رفض قانون الأنتخاب المشرع على أساس الصوتين ' صوت للدائرة المحلية وصوت للدائرة الوطنية ' ، وأن مشاركتهم مرهونة بتحقيق شرطين هما :

أولاً : إجراء تعديلات دستورية ، على المواد 34 و 35 و 36 ، والمتضمنة حق تكليف الحكومة من قبل رئيس أكبر الكتل البرلمانية وجوباً .

وثانياً : تغيير قانون الأنتخابات .

طرفا المعادلة السياسية ، الحكومة والأخوان المسلمين حسما أمريهما بشأن إجراء الأنتخابات على أساس القانون المعد ، قانون الصوتين ، الصوت للدائرة المحلية والصوت الأخر للدائرة الوطنية فماذا بشأن الطرف الثالث الذي ما زال معلقاً ، لا هو مع موقف الحكومة ولا هو مع موقف الأخوان المسلمين ، وهم أحزاب المعارضة الخمسة : حزب البعث العربي الأشتراكي ، والحزب الشيوعي ، وحزب الشعب الديمقراطي ، وحزب البعث العربي التقدمي والحركة القومية للديمقراطية المباشرة ، لم تحسم قرارها بعد ، إذ كان من المفترض أن تجتمع هذه الأحزاب مساء السبت لمناقشة المستجدات وإتخاذ موقف ، ولكنها أجلت إجتماعها إلى وقت لاحق بسبب إجتماع قيادة الأخوان المسلمين في نفس اليوم 4/8 وذلك كي تعرف موقفها النهائي ، وبعد قرار السبت للأخوان المسلمين الحاسم بالمقاطعة على المستويات الثلاثة ( التسجيل والترشيح والأنتخاب ) ، وبعد إعلان رئيس الوزراء أن لا تعديل على القانون وأن الأنتخابات ستتم وفق القانون المعد قبل نهاية العام ، غدت أحزاب المعارضة الخمسة اليسارية والقومية في موقف صعب ، إذ يتطلب أن تحسم قرارها بالمشاركة أو بالمقاطعة .

إمكانات الأحزاب الخمسة متواضعة ، ولكن موقفها وقرارها مهم على المستوى السياسي والجماهيري فهي بالأضافة إلى أنها تشكل مرجعية لقطاع من الأردنيين وستحدد موقفها في ضوء موقف أحزاب المعارضة الخمسة ، فموقفها مهم للطرفين ، للحكومة وللأخوان المسلمين ، فهي إن إتخذت قراراً بالمشاركة جعلت موقف الأخوان المسلمين ضعيفاً من الناحية السياسية وأفقدته قوته وقيمته المعنوية والمادية ، وجعلتهم منفردين في مواجهة الحكومة أسوة بما كانوا عليه في دورتي إنتخابات 1997 و 2010 ، حينما قاطع الأخوان المسلمين مجلس النواب الثالث عشر والسادس عشر ' ولم تخرب الدنيا ' ، ولكن إذا إتخذوا قراراً بالمقاطعة فهذا يعني أن كافة أحزاب المعارضة قد قاطعت الأنتخابات وهذا يجعل موقف الحكومة حرجاً ، وهنا تكمن أهمية قيمتهم السياسية ، وليس في قيمة ما يمكن أن يجمعوه من أصوات بإتجاه المقاطعة أو المشاركة ، فقيمتهم تكمن بالشرعية السياسية التي يملكونها والتي تساهم بتوفير الغطاء السياسي للطرفين للحكومة أو للأخوان المسلمين بقرارهم المشاركة أو المقاطعة .

h.faraneh@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-08-2012 12:10 PM

صدقت و الله .

2) تعليق بواسطة :
06-08-2012 05:40 PM

سواليفك ما عاد فيها ثقه يا فراعنه بعد ما انكشفت إنك >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012