بقلم : محمد عياش القرعان
22-08-2012 11:20 AM
لا اعرف لماذا لا تكتمل افراحنا الا على حساب راحة الاخرين وازعاجهم .......احد الجيران المحترمين , لديه حفلة عرس (تعليله ) لابنه العريس ......اقلق راحتنا واذهب النوم من عيوننا وسبب الكثير من الخوف والقلق للكبير قبل الصغير , بسبب عادة اطلاق العيارات النارية المتخلفة ( فتحوا جبهةً فوق رؤوسنا الله يسلمهم ) ...وبسبب ارتفاع اصوات مكبرات الصوت ....
اثناء جلوسنا امام البيت ..اذ امتلأ المكان بالرصاص من فوقنا ومن حولنا, القادم من رشاشات ومسدسات المحتفلين , بفرح ابنهم البكر ......وكادت ان تصيبنا احداها ..لولا لطف الله ورعايته ....فلا يهم اقلاق الناس وازعاجهم , مادامت اول فرحة للولد , ( والولد بدّه يفرح يا ناس )...امّا لو اصيب احد الناس لا سمح الله ....فليست مشكله ...اهم شيء ان يفرح العريس واهله ..وباقي البشر ...فهم عن عبارة كتل بشرية لا لزوم لها ولا يهم راحتهم ....ويجب ان يتحملوا ...بسبب صلة القرابة وبسبب حكم الجيرة وبسبب عادات اجتماعية بالية , لا تفيد المجتمع في شيء ...
والمصيبة ان المركز الامني لا يبعد الا بضعة امتار عن مكان الحفلة ...ومن الممكن ان يكون قد طالهم بعضاً من هذا الرشّ والعيارات المرتدة من اسلحة المحتفلين ..وقد نزل الكثير منها بجوارنا ....واين نحن من مقولة الامن والامان ..التي صدّعوا فيها رؤوسنا ........ونحن لا نستطيع ان نأمن على انفسنا ونحن في بيوتنا , وبسبب تصرفات بعض المتهورين المتخلفين الذين يسببون ارهاب الناس و اقلاقهم ...اليست الشرطة في خدمة الشعب كما يقولون !!!! ام ان الشعب هو الذي في خدمة الشرطة ..لماذا لم يحرّك المركز الامني ساكنا , واطلاق النار شغال فوق رؤوسنا ورؤوسهم وعلى مسامعهم ....وهو حسب القانون ممنوع ...
ألا يتحركون الا بعد وقوع المصيبة !!!, ومتى سنتعلم من اخطائنا , وكم من الارواح ستسقط حتى نتوقف عن هذه العادات البالية .!!!!. الى متى سنبقى متخلفين ,, الى متى سنوفر ثمن هذه الرصاصات , لاستثمارها في مكانها الصحيح , بدلا من تبذيرها في الهواء بدون اي فائدة ترجى ..ولماذا لا توفر هذه الرصاصات لاطلاقها الى صدور الاعداء بدلا ان يتم اطلاقها في السماء وتسبب الكثير من الخسائر المادية والبشرية ....
وفي النهاية اقول لهؤلاء المحتفلون .بربكم شيئا من الحياء والقليل من الاحساس .....فان هناك بشرا في الجوار لهم مشاعر واحاسيس ويتألمون وهناك المريض وذو الحاجة , والذي يريد ان ينام , والذي يريد ان يتسريح بعد عناء يوم شاق ...