أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


إنطباعات شخصية تتوسل السياسة

بقلم : حماده فراعنه
25-08-2012 10:38 AM

من سمير القنطار إلى جلال النحاس ، نموذجان لمناضلين قوميين ، يستحقان التقدير ، الأول لبناني شيعي قضى فترات طويلة من حياته في السجون حتى سمي بعميد المحررين العرب نظراً لطول صموده في سجون الأحتلال بسبب أسره في عملية قتالية نفذتها جبهة التحرير الفلسطينية .

والثاني جلال النحاس مسيحي من مادبا قضى سنوات عمره في صفوف الثورة الفلسطينية في العديد من المواقع وقاتل معها عبر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وهو شقيق الكاتب والسياسي الراحل سالم النحاس أمين عام حزب الشعب الأردني .

كلاهما فلسطيني بالأنتماء والهوية ولا تربطه بالجغرافيا صلة ، فالأول لبناني والثاني أردني ، ولكنهما قضيا سنوات مديدة من أعمارهما مناضلين ضد العدو القومي المشترك ، وقدما خيرة ما عندهما ولاء ووفاء لفلسطين ، ولكن كما قال لنا سمير وهو في السجن : لست فلسطينياً ، ولن أكون ، ولكنني أناضل من أجل فلسطين دفاعاً عن لبنان ، وهو القول ذاته الذي قاله لنا جلال يوم فرحه إلى عروسته المسيسة تريز الريان : أنا من مدرسة ياسر عرفات ، تزوجت القضية الفلسطينية ، ولكنني أرتبط مع تريز كي نُخلف صبيان وبنات ونهبهم لفلسطين ، لأن معركة تحرير فلسطين تبدو طويلة ، أطول من عمري .

أذكر هؤلاء وغيرهم ، ممن أفنوا حياتهم من أجل إعلاء قضايا الأمة ورفعتها والأنتصار لها ، وأحزن على أن سمير يتم طرده من إحتفال بتونس بيوم القدس من قبل أصوليين لا يعرفون مدى تضحيته في سبيل قضايا العرب وفي القلب منها فلسطين ، مثلما أحزن على تضحيات الأردنيين وفي طليعتهم جلال النحاس ممن سبقونا من أجل العمل لفلسطين والعمل من أجل الأردن ، لأجل إستقراره وأمنه وديمقراطيته وتعدديته ولا أثر لها في سياسات ومواقف وتصريحات وأقوال من يقودون الحراكات وينظمون الأحتفالات ويعلنون الوقفات .

من يتذكر تضحيات الشيوعيين والبعثيين وسائر القوميين واليساريين وصمودهم في وجه الأحكام العرفية ، لقد شهدت سلسلة مصالحات تمت بين الراحل الملك حسين وقادة الأحزاب اليسارية والقومية في بداية التسعينيات وأدت إلى مشاركتهم في لجنة الميثاق والأعتراف بحقهم بحرية العمل والترخيص وخاصة للحزب الشيوعي ، وللبعث الأشتراكي ، والشعب الديمقراطي ، والوحدة الشعبية ، وللبعث التقدمي ، أتذكرها ، لأنني شاهد عليها ، وتمت في بيتي المتواضع ، في تلك الأجتماعات قالها الراحل الملك حسين : أعذروني على ما سببته لكم السياسات الحكومية من أذى ، ولكن ثقوا وأنتم في طليعة المعارضة للسياسات الرسمية أنكم كنتم دائماً في ضميري ، وأنتظر هذه الفرصة لنجلس سوياً ونعمل من أجل أن نحمي الأردن وإستقراره ونعمل على تقدمه لمواجهة الضغوط التي نتعرض لها والتحديات التي نواجهها .

الرحمة لجلال النحاس ، والعمر المديد لسمير القنطار .


h.faraneh@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-08-2012 01:34 PM

أعذرني اخ حماده لأقول: اذا كانت تضحيات ودماء ملوك الاردن وشهداء الجيش العربي الاردني في هضاب القدس وروابي الشيخ جراح وباب الواد واللطرون ووادي التفاح بنابلس وجنين والسموع بالخليل يتعمد البعض ويحاول انكارها والتعتيم عليها وجحودها والنشكيك بها وتناسيها.فما بالك بمناضلي القلم والفكر والمجاهدين اذا غطوا عليهم ولم يقدروها ولو بمجرد اعتراف...اشكرك على هذا المقال ذا الروح والنكهه القوميه والوطنيه واضم حزني الى حزنك على هذا الواقع المحزن...

2) تعليق بواسطة :
25-08-2012 06:52 PM

كل يوم تثبت انك مناظل كبير وانسان محترم نتمنى ان تاخذ الحركات الاسلاميه ملاحضاتك بجديه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012