أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


العابثون يسقطون الانظمة

بقلم : ناصر الخزاعله
26-08-2012 09:50 AM

بتسلطهم والسلطات الممنوحة لهم ،وعنجهية اغلبهم ينخرون جسم الدولة ، ويزيفون الحقائق وبسبب أنانية بعضهم او حقدهم ونتيجة عبثهم يسقطون الأنظمة .

المتتبع لأخبار الامم السابقة والحالية، وحضاراتها ونشوئها وازدهارها ثم افولها يجد دائما ابدا ايد خفية خبيثة وراء خرابها ،والسؤال هنا كيف يحصل ذلك ؟

تجد ان ولاة الامور تتملكهم احيانا عاطفة منفعة بعض ذوي القربى وخاصة من اقارب حريمهم والاصدقاء والانسباء والندماء وحتى لولم يكونوا ذوي كفاءات .وليسوا على درجة عالية من التمتع بأخلاق حميدة تؤهلهم للعمل مع مقام الملوك والسلاطين والرؤساء......والخلفاء فيسيئون الامانة وتتملكهم رغبة التسلط والاستحواذ على كل المكتسبات واحيانا يتصارعون ويتنافسون على النفوذ من خلال قربهم من الحاكم ومنهم من يتجرأ ويتحدث بلسانه ويطلب ويأمر وينهى بقوله اوامر الرئيس ، الملك........السلطان (اوامر من فوق ) .
واحيانا يصورون للحكام ان اقرب الناس لهم يشكلون خطرا عليهم فيبحثون عن ملل ونحل لا أصول لهم تذكر فيولونهم المناصب وخاصة الحجاب والمستشارين ، والمشرفون على بيوت المال ، والعسس اي الشرط ومن هنا تبدأ الحكاية ويتصارع المقربون ايهم ينال ثقة الإمبراطور ، او الملك ،او الخليفة .....ولكم اضافة التسميات وصولا لشيخ العشيرة او زعيم العصابة .....؛
ليرسم هؤلاء الاشرار احداث ومؤامرات وهمية لتلك المسميات من العالم فلان او قائد الجيوش او كبير العسس او من اولي القربى بأن فلان يخطط لاغتيالك والاخر يكيد لك فيوليهم امر التحقيق والحكم ودائما ابدا الحكم جاهز بقطع رأس فلان ونفي علان وسجن الابرياء والنتيجة صناعة اعداء لمن ولاهم الامر فيبعدون المحبين وذي القربى ، وكل شريف عفيف غيور على وطنه وامته ومعتقده وحتى الاشد اخلاصا للحاكم .

ولشدة خبث أولئك الطامعين المتسلقين المتزلفين يصنعون قيادات مجتمعية فاسدة كذابون متملقون منافقون نفوسهم رديئة نظرتهم لا تتعدى اقدامهم لا هدف لهم سوى جمع المال والجاه والسلطان ومشاركة صانعيهم بأخذ الفتات من المال ويكونوا عونا لمن قربوهم للإساءة للشرفاء الاتقياء الانقياء .
وهؤلاء شهود زور منزوعة الرحمة من قلوبهم لا ايمان بعقيدة ولا وطن ولا حتى ولاء وانتماء للحاكم المغرور به .

عندها يقع الحاكم فريسة سهلة لهم ولأعوانهم بسبب الشك الذي زرعوه بنفسه من خلال اثارة الرعية التي افقروها وبطشوا بها والمطالبة بإصلاح ما فسد فيتخذوا قرار البطش والتعذيب والتنكيل فيزداد السخط العام وتقوم الثورات والتي اغلبها تنجح بإزالة الحاكم وتكون النهاية مأساوية للحاكم والمحكوم .
وهناك من يدخل للحاكم ويتقرب منه بنصيحة متآمرين هدفهم الباطني القضاء عليه وعلى انجازاته وما بناه اجداده واباءه لتنفيذ مخططات اسيادهم ، وهذا حصل على مدار التاريخ .
وهناك شواهد كثيرة انتقي منها شاهدين وهما (البرامكة بعهد هارون الرشيد) والذي ولاهم مفاصل الدولة فاشتهروا بالعطايا والمكارم لمن يتزلف لهم وفعلوا الافاعيل متجاهلين الرشيد حتى تجرأوا عليه فانتقم منهم ونكل بهم وحادثتهم تزخر بها كتب التاريخ ، لينقذ خلافته وفعلا نجح بما اراد .
ولكن لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة ..
اما الاخر (ابن العلقمي) والذي سلم الخليفة للغزاة وأزال خلافة العباسيين وانتقم من ولي نعمته لا نه اتى من خلال مؤامرة دنيئة مذهبية حاقدة . واسمحوا لي ان اذكر دور يهود الدونمة والدول الحاقدة المتأمرة بتفكيك الخلافة العثمانية .

بتلك الوسائل والاساليب تزول الأنظمة وتنحدر الحضارات ،ويتفشى الفقر والجهل وينتشر الفساد والرشوة وتتغير منظومة العادات والتقاليد الحميدة ويكثر الغش والخداع والنصب والاحتيال ويتولى امر الرعية شرار الخلق فيفسقوا فيزداد غضب الرعية وتململها وكم بدأت النار العظيمة من مستصغر الشرر . كل ذلك يأتي بالبعد عن العدل والمساواة .
هنا نتساءل :يا ترى
هل نحن ممن طالتهم يد الفساد والغش والخداع والرشوة ...وغياب العدالة
هل يوجد بيننا ابن العلقمي ،وابي رغال ،والبرامكة ،والدونمة وغيرهم من ....الحاقدين والمتآمرين؟
وهل بيئتنا ومجتمعنا قابل لاختراق مؤامرات الاعداء والحاسدين والحاقدين ؟ مع وجود قوى الشد العكسي الرافضة للاصلاح.
وهل الرهان على الوقت في تأخير الاصلاح والاطاحة برؤوس الفساد وترميم ما خربوه ونهبوه من اموال ومتاجرة بغسيل الاموال بل انهم تاجروا بالبشر وبغذائه وادويته الفاسدة .

وهل هم وراء ما يسمى بمجرمين خطرين من خلال المتاجرة بالمخدرات والاسلحة وكل ما يسمى امن الدولة من خلال تشكيل عصابات لكل اختصاصه ؟
وهل هم من يعملوا على اسقاط هيبة الدولة ؟
وهل هم من تعمد بغمز هنا ولمز هناك للمس بهيبة الملك؟
وفي الختام اسطر ابياتا شعرية لعلها تكون واعضه لمن رغب بالدنيا ونسي الاخرة
تزود من معاشك للمـــــــعاد وقم لله وأجمع خير زاد
ولا تجمع من الدنيا كثــــيرا فان المال يجمـــع للنفاد
اترضى ان تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-08-2012 04:26 AM

احسنت واجدت ومقالك رائع تسلم يمينك والله رجل ابن رجل .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012