أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024


وزير التطوير.. آن لك أن تعترف..!

بقلم : موسى الصبيحي
26-08-2012 09:51 AM


منذ مطلع العام والاحتجاجات ضد مشروع هيكلة رواتب موظفي القطاع العام تتصاعد، كان آخرها إضراب موظفي ضريبة الدخل والمبيعات، إلى أن أذعنت الحكومة لمطالبهم واستجابت لها كاملة تحت ضغط التلويح بالتصعيد والإضراب التام عن العمل، وها هي اليوم تعد بتلبية مطالب موظفي دائرة الأراضي والمساحة بعد أن طلبت منهم إمهالها لبعض الوقت، وكنا قد كتبنا سابقاً أكثر من مرة محذّرين من أن موجة الاحتجاجات ستستمر، والسبب هو أن الهيكلة بالطريقة التي ابتدعتها وزارة تطوير القطاع العام ووزيرها المبدع لم تكن عادلة، بل كانت مشوبة بالكثير من العيوب والتشوّهات الأمر الذي أدّى إلى انتفاضة موظفي القطاع العام بدءاً من 80 ألف معلم استطاعوا عبر إضرابهم ليّ ذراع حكومة الخصاونة، فأذعن لهم الرئيس والوزير الخوالدة وحصلوا على كل ما أرادوا، وانتهاءً بالآلاف من موظفي العديد من المؤسسات والدوائر الرسمية.. وكلما ظهر احتجاج غاضب في هذا الدائرة أو تلك كلما رأينا الحكومة تستجيب لطلبات موظفيها، وهي طلبات عادلة في معظمها، صوّبت هيكلة لم تكن عادلة، وحسّنت من مشروع مليء بالثغرات والمثالب، وبالتالي فإن حسابات وزارة التطوير ووزارة المالية في تقدير كلفة الهيكلة على موازنة الدولة كانت خائبة تماماً، أما من المسؤول فهو معروف تماماً، إنه وزير تطوير القطاع العام الذي لم يستطع حتى اللحظة، أي بعد مرور ثمانية أشهر على تنفيذه لمشروع الهيكلة، أن يخرج على الرأي العام بكلام واضح وشفّاف يكشف فيه عن الكلفة الحقيقية المباشرة لمشروعه العتيد، فضلاً عن الكلف غير المباشرة، وأنا على استعداد تام بأن أدخل في مناظرة على الهواء مباشرة مع الوزير إياه للحديث المستفيض في الكلف المباشرة وغير المباشرة لمشروع الهيكلة، وفي كل عيوبها وثغراتها ومساوئها، وكل التداعيات التي رافقت تنفيذها والآثار السلبية المتوقعة في المستقبل والتي بدأنا نلمس بعض انعكاساتها على أداء الجهاز العام للدولة..!

ما زلت مؤمناً بأن الهيكلة ذات مبادئ وأهداف سامية إذا كانت تستهدف تحقيق العدالة بين موظفي القطاع العام، شريطة أن تُطبّق بشكل صحيح، وأن تراعي التشريعات، ولا تعتدي عليها، أو تتعارض معها، وأن تكون ذات معايير واضحة وشفافة وعادلة، أما ما تم تطبيقه فلا يمت إلى العدالة بصلة، وخرج عن الأهداف المبتغاة، والدليل ما تم تقديمه من تنازلات وإذعانات ومساومات لهذه الجهة أو تلك، إضافة إلى غياب الهيكلة الحقيقية المتضمنة إزالة الحشائش الضارة التي نبتت في جسم الدولة وتكاثرت، إلى أن شكّلت أوراماً سرطانية قاتلة أخذت تستنزف قوى الدولة ومقدراتها وخيراتها..! فماذا فعلت وزارة التطوير لمكافحة هذه الأجسام الغريبة التي استنفعت منها ثلّة متنفّذة على حساب دافعي الضرائب من المواطنين..؟!

أما سؤالي لوزير المالية وأعرفه رجلاً مهنياً ومسؤولاً صريحاً لا يجامل على حساب الحقيقة، فأقول له وأرجو أن يجيبني بصراحة كاملة: هل أنت راضٍ عن الهيكلة بالطريقة التي طُبّقت فيها، وسواء كانت إجابتك بالإيجاب أو السلب، فأرجو أن تكشف لنا عن الرقم الأخير الذي وصلت إليه كلفة هذا المشروع في سنته الأولى بعد مسلسل الإرضاءات والتنازلات التي كان آخرها ما قدمته الحكومة وسوف تقدمه من تنازلات وإرضاءات لموظفي الدوائر المستقلة التابعة لوزارة المالية..!!
لديّ قناعة تامة بأن ثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق وزير تطوير القطاع العام، وكنت لا أزال أطالب بمساءلته عن تبعات تطبيق هذا المشروع وتداعياته، وأعتقد أن الموضوعية والشفافية تحتّمان محاكمة هذا الوزير أمام القضاء الأردني العادل وعزله من منصبه فوراً، ومن غير المقبول أن ننظر إلى ما أفسدته الهيكلة على أنه اجتهاد، إن أصاب صاحبه فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، فهذا المعيار يمكن الاحتكام إليه في الاجتهادات التي لا تؤدي إلى إيذاء الآخرين أو إلحاق الأذى بالدولة وبجهازها العام..!!

الهيكلة مشروع أردني فاشل بامتياز، جاء في غير وقته، وحُرّف عن مساره وأهدافه، وتسبب بأزمات خانقة لا تزال قائمة، وأسبغ على الوظيفة العامة عباءة مزركشة من البيروقراطية لن تخرج منها بعد ذلك أبداً.. وللحديث بقية..!

Subaihi_99@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-08-2012 10:12 AM

معالي وزير تطوير القطاع العام الاكرم
الى متى يبقى عمال المياومة في قسم هيئة الاشعاع النووي دون تثبيت


قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم
( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)

نحن عمال المياومة العاملين في قسم الطاقة النووية / هيئة تنظيم الطاقة الذرية وعددنا فقط (13 ) عامل نعمل في المواقع الحدودية نرفع لمعاليكم مظلمتنا ، وكلنا أمل بمعاليكم وانتم من يشهد له القاصي والداني بحسن الخلق والادارة وصدق الانتماء للوطن وابناء الوطن ، وان ادارتكم الناجحة لمشروع الهيكلة وما رافقها من صعوبات ومشاق جسام اثبتت للقاصي والداني انكم اهل لثقة قائد الوطن واهل لمحبة ابناءه الذين لا يبخسون الرجال انجازاتهم وجهودهم التي يبذلونها لرفعة الوطن وتقدمه وتطويره ودفع عجلة انتاجه ،
ولقناعتنا بأن موضوع عمال المياومة ال (13) الذين يعملون في قسم الطاقة النووية لم يصل لمعاليكم خلال فترة انجاز مشروع الهيكلة وما تضمنه من تثبيت لكل عمال المياومة الذين يعملون في مؤسسات الدولة المختلفة وقناعتنا بأن هذا هو السبب الوحيد الذي حال دون تثبيتنا حتى هذه اللحظة لثقتنا العالية بك وبحسن تقديرك لعمال الوطن الذين يفنون سنوات عمرهم وشبابهم في خدمة هذه الوطن الغالي على قلوبهم في كل مواقع وميادين العمل على ثرى الاردن الحبيب ،
لذا كلنا أمل بمعاليكم ان يتم ثتبيتنا اسوة ببقية عمال الوطن لتفرجوا عنا ما نحن فيه من ضيق العيش في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها ،
وكلنا أمل فيكم أن تدخلوا علينا السرور وتكشفوا عنا الكرب وتساعدونا على أن نحيا حياة طيبة كريمة اسوة ببقية ابناء الوطن في ظل سيد البلاد الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه

وادعوا الله إن تكونوا من أحب الناس إليه وان يثبت أقدامكم في يوم تزل فيه الإقدام انه على كل شيء قدير .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012