أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


اذا بتِطلَع عصبيّتي

بقلم : محمد عياش القرعان
29-08-2012 09:27 AM

اثناء فترة الدراسه الاعداديه ..كان يدرسنا استاذ رياضيات .......وكان يتمتع بذكاء خارق ..ومتمكن من المادة جداً...ولكن كان ينقصه قوة الشخصية وردة الفعل المناسبة , تجاه مشاغبة الاولاد المزعجة ...فكان لا يتخذ اي اجراء ضد اي طالب مشاغب ...فكان يكتفي بكثرة التهديد والكلام , بانه اذا ( بتطلع عصبيتي رايح اورجيكوا اللي عمركوا ما شفتوه ) ..يوما عن يوم....واسبوعا عن اسبوع وشهرأ عن شهر ...ونحن ننتظر ان تطلع عصبيته , ولكنها لم تطلع ,حسب ما كان يردد دائما ... ...فكان كلما شاهد اي فعل مشاغب من اي طالب , كان يكتفي بقول (اسكت يا ولد ) , ولا تحكي يا ولد , ترى انتوا ما بتعرفوني اذا بتطلع عصبيتي ...حتى تولّد لدينا شعور بعد مرور الايام ...انه لن تطلع عصبيته ابدا , مهما فعلنا ومهما شاغبنا ...فاصبحنا نسرح ونمرح ونفعل ما يحلو لنا في حصته , وكانت بصراحه من امتع الحصص لدينا ..وكنا ننتظرها بفار غ الصبر ,على الرغم من ثقل دم مادة الرياضيات ...الا انها مع ذلك الاستاذ كانت ممتعه ومسلية ......وننتظرها بشوق كبير ....حصة مليئة بالضحك والمرح.....عبارة عن مسرحية , شو بدنا احسن من هيك !!!..خاصة اننا كنا في ذلك الزمان لا نحب الدراسه , ولا نبحث كثيرا عن العلم ...بقدر البحث عن االتسلية وتمضية الوقت ....وذلك لاننا كنا نشعر اننا مجبورين على الدراسه جبرا .......فلذلك لم يكن هناك الكثير من الابداع والتميز في زماننا ...

فهذا الاستاذ المحترم .....على الرغم من انه كان محترما وكان متمكنا من مادته ..الا انه فقد احترامه....بسبب عدم قدرته على الفعل وتطبيق ما يقوله على ارض الواقع ...ولانه بصراحة , بعض الاحيان , بعض الامور تتطلب منا شيئا من الحزم والشدة وردة الفعل المناسبة حسب الموقف ....فكثرة التهديد والكلام الذي لا يرافقه فعل ...يفقد هيبة المتكلم واحترامه امام المتلقي ...

.فانتهت السنة الدراسية الاولى والثانية والثالثة والرابعه حتى انتقل الى مدرسة اخرى , ونحن ننتظر بتلهف متى ستطلع عصبيته علينا ولكن للاسف لم تطلع ....

وهكذا هو حال انظمتنا العربيه منذ انشائها على مر السنين ......وهي تشبعنا كلاما وتهديدا وشجبا واستنكارا ....قولا بلا فعل .....والبعض منها , كان يتفنن في اطلاق التهديات المدوية ..ردا على اي فعل معادي من اعداء الامة....فمع مرور الوقت ...اصبحت هذه الدول تعرف بان ما تسمعه هو عبارة عن كلمات للاستهلاك المحلي لا اكثر ولا اقل ....

كالذي كان يهدد اسرائيل على الدوام بانه سيغرقها في البحر ....فاذا بنهاية الامر نكتشف انه كان يخدعنا طوال تلك السنين , وان ما كان يقوله هو مجرد كلام في كلام , وهو الذي غرق واغرقنا معه بالاخر , بسبب كذبه وخداعه لنا طوال تلك السنين التي مضت ..والبعض منهم كان يردد بعد كل اعتداء على اراضيه من قبل اسرائيل ,بان الرد سيكون قاسيا وفي الوقت والمكان المناسب ....فلا جاء ردا قاسيا ولا جاء وقتا مناسبا ..وما زلنا ننتظر ردة فعله حتى هذه اللجظة ...والاعتداءات يوما عن يوما تزيد وتتكرر ....وهو يكتفي بالتهديد بالرد القاسي .....وهناك الكثير من هذه الامثلة التي زخرت بها امتنا في العصر الحديث .لا مجال لذكرها هنا في هذا المقام ..حتى في نهاية المطاف فقدت الامة اي شكل من اشكال الاحترام والهيبة امام الامم الاخرى ....فاصبحوا لا يلقوا لنا بالا ولا يعيرونا اي اهتمام....جتى وصلنا الى الحضيض .....وصار اكبر شغلنا وهمنا ,هو كيفية استجداء الامم , لكي تنظر الينا بعين العطف والرحمة ..لمناصرة قضايانا العادلة واستعادة حقوقنا المسلوبة ......وأنى لهم ذلك ....فانتظروا انا معكم منتظرون...............


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-08-2012 04:00 PM

أعتقد أنّك لم توفق هذه المره وعلى الرغم من حبي لاسلوبك في سرد المواضيع بهذا الاسلوب الدرامي السهل الممتنع ولكن كان الموضوع الذي طرحته لا يتناسب مع القصه والمثل الذي أوردته.
أولا الصبر الذي يتحلى به الاستاذ كان جميلا لكّنّ العلة كانت في التلاميذ الذين تربوا على نهجٍ في المدارس كان خاطئاً لان التعليم في ذلك الزمن لم يُبنى على سياسة تعليميه صحيحه كنتيجه لسياسة الدوله عموما وما زال الحال فالتغير الذي طرأ على التعليم هو تحريم ومنع الضرب والعقاب البدني الذي كان بالاصل خطأً يجب تصحيحه وعندما صححوا هذا الخطأ أخطأوا مرة أخرى لانهم لم يعالجوا الامر الذي كان يجب أن يعالج وهو العمليه التعليميه بحد ذاتها,والموضوع الذي طرحته لا يتفق مع الاستاذ والتلاميذ حيث أن الزعماء العرب ليسوا بحكمة هذا الاستاذ وبرائته بل هم خونٌ ومتخاذلين في ذاك الزمن وليس كلهم,والتلاميذ في القصه بحسب موضوعك قد ينسجمون لانهم ضحايا الجهل وممارسة التجهيل فهم كالشعوب العربية كانوا غير ناضجين.
قلت لكم يا سيدي أن الزعماء العرب آن ذاك كانوا يتسمون بالضعف والعمالة ولكن ليس كلهم ولكن ما أثار غضبي وانزعاجي أن المواطن العربي والاردني على الخصوص ورجلٌ مثقف يكتب في ساحة النقد الاجتماعي والسياسي كجنابكم ولا يدرك بعد كل هذه الاحداث الحقيقة الدامغه ولا يدرك أنه كان بالاردن ضحية لتشويه إعلامي مقصود ومخطط لشخصية وتاريخ وأفعال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي كان عليك أن تراجع نفسك وثقافتك قبل أن توجه النقد والاساءه للزعيم العربي المصري الحر الذي رفع الشباب المصري واليمني والليبي والتونسي والمصري على وجه التحديد بعد أربعين عاما على وفاته شاهدين له بالنزاهة والوطنية ومنادين بزعماءٍ لهم وطنيته وشرفه,وانتم وبكل جرأه أعتقد أنها نبعت من جهلكم بحقيقة التاريخ ولم تسعفكم ثقافتكم بالتحليل للاحداث التاريخيه في تلك الفتره لتكتشف أن الاردن بالاخص كنظام مارس تشويها لشخص الزعيم الراحل جمال عبد الناصر,ولم تعطي لنفسك الفرصه أن تراجع تلك الفتره معتمدا على النتائج والاحداث التي أعقبت وفاة الزعيم الراحل لتتبين أنه كان مثالا في الوطنية والشرف وليس عيبا أن يخطئ القائد في بعض الامور فالخطأ وارد والبشر يخطئ ولم تكن الفتره التي حكم بها عبد الناصر فترو مثاليةً باحداثها ومجرياتها ولكن أتحداك أن تجد بتاريخ الزعيم عبد الناصر فعلا واحدا يثبت له خيانة او عماله ولو رجعت الى الانجازات التي تمت بعهده والتي استفاد وما زال ينعم بها الشعب المصري الفقير لليوم لانصفته ولو راجعت التاريخ لوجدت انه حارب طول حياته ولكن ظروفا كثيره منها الحكام المتخاذلون والبطانات المتخاذله لم تسانده للنصر ولكن يجب ان تعلم ان حرب رمضان وانتصار المصرين هي امتداد لحرب الاستنزاف التي دامت سنوات بفضل عبد الناصر وراجع قيمة العمله المصريه والحاله الاقتصاديه المصريه ورصيد الخزانه المصريه ورصيد الكرامه والشرف والعروبه بالدوله المصريه عندما رحل الزعيم عبد الناصر ويكفيه فخرا أنه عندما رحل لم يمتلك الا 3 آلالاف جنيه وبضعة جنيهات كرصيد ولم تجد ابنته الدكتوره هدى عبد الناصر شُقة لتتزوج بها حينها ولم يمتلك الا بيته الذي اشتراه اثناء خدمته كضابط ويكفيه فخرا ان ابوه كان وظل موظفا بسيطا في دائرة البريد المصري الى ان تقاعد ولم يتدخل يوما باسمه ليساعد ابنائه بوظيفة او عمل وترك لهم بدل المال مجدا ما زال الشعب المصري واحرارا كثيرون من ابناء هذه الامه تتفاخر فيه ويكفيه شرفا ان تشهد له جماهير الثورة المصريه رافعةً صورته في ثورتها ويكفيه فخرا ان لم يجد عليه ألّدُّ أعدائه خيانة وعمالة يعيبونها بها,واخيرا اقول لك ان عبد الناصر يعد من زعماء القرن العشرين باعتراف العلماء والمؤرخين والزعامات التاريخيه للقرن فهل تعتقد ان شابا في العشرينات من عمره من السهولة بمكان بذاك الوقت استطاع ان يكون حزبا او تنظيما في الجيش غير مسار التاريخ على مستوى مصر والعالم كان عاديا يكفي عبد الناصر يا استاذ قرعان شهادة الزعيم نهرو وتيتو جيفارا وغاندي ومانديلا وكل المؤرخين الذي اعتبروه كما يعتبره العلماء في الشؤون السياسيه والقياديه مدرسه وزعامه غيرت في مجرى التاريخ انموذج وطني ثوري حر وشريف وهذه شهادة التاريخ على الزعيم عبد الناصر الذي تجرأ تلميذا يتنطط على رحلاية المدرسه متضاحكا ومبتسما ومفاخرا على الاساءة له وانتقاده نقدا لاذعا.
وقبل ان تبدي رأيك ارجع الى التاريخ وانظر فيه بعيدا عن ما يؤرخه النظام الاردني الذي ما انفكت عمالته وسياسته لليوم بتراجع وصد اي جهد عربي شريف من شأنه رفعة الامه العربيه.وابتعد عن العفويه والانشائيه المتوارثه عند المثقف الاردني سياسيا عند الحديث عن أحد زعماء العالم القديم او الحديث فعندما تتحدث عن زعيم بوزن غاندي او نهرو او مانديلا او تيتو او عبد الناصر توخى الحقيقه والشفافيه والاسلوب العلمي التاريخي الذي تفصله وتؤكده الاحداث عند حياتهم وبعد مماتهم.
ولا يعيب الرجل الاعتذار عن الخطأ خصوصا اذا كان بحق احد زعماء التاريخ الحديث فقد كان عبد الناصر زعيما وصاحب مدرسة فكرية وسياسيه يدرسونها الباحثون بالتاريخ في القرن العشرين ولم يكن مجرد رئيس دوله كالملك سعود وعلي عبدالله صالح.
بل كان رجلا بالف رجل وزعيما شريفا وقائدا نزيها وليت للقادة العرب في هذه الايام بصفة واحده من تلك الصفات.
رحم الله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والعزة للعرب

2) تعليق بواسطة :
30-08-2012 06:16 AM

اشكرك يا سيدي على هذه المقدمة الابن خلدونيه .ززوانا اقول لك ارجع للتاريخ ..واقرا عن لذي اعدم الالاف وعذب الالاف في سجن ابو زعبل والحربي ززوارجع لمن كان قادة جيشه يمارسون العهر والسكر على انغام وردة الجزائرية والطائرات الاسرائيليه تدك مطارات مصر ..وارجع لمن استلم مصر وكانت السودان ويسناء وغزة تحت حكمه فسلمها وقد كانت سيناء وغزة والقدس والضفة تحت الاحتلال ....قلي بربك ماذا فعل غير الخطابات الناريه ..وما فائدة الشعارات والشعب المصري كان يرزخ تحت الاستعباد والذل ...وهذا هو حال كل الانظمة القومية في كل الوطن العربي ....اشبعونا خطابات ثورية ...بدون فعل ..والاهم من تحرير الاوطان هو تحرير الانسان ..وهذا لم يحصل في تاريخ كل الانظمة القومية للاسف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012