أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


هل أتينا بالدوب الى "كرمنا" عبر الزعتري؟

بقلم : جمال الدويري
30-08-2012 09:45 AM


خلايا نائمة وأخرى صاحية وناشطة, عملاء للنظام الشقيق لا يريدون بنا خيرا, وبهجت سليمان, مسؤول أمني سابق وحالي وسفير فوق كل الأعراف الدبلوماسية في عبدون, يمتد نشاطه الأمني وليس الدبلوماسي, من الدرة وحتى الطرة, ويشكل خطرا حقيقيا على أمننا واستقرارنا, وسلامة ضيوفنا من الأشقاء السوريين.
نعم, الطرة بحرفيتها وظرفها المكاني المحدد. وكلمة السر العملياتية هي 'غزل البنات' حيث
قبض أهل الطرة الأردنية على 'خلية نائمة' من خلال مجند لأجهزة بشار الاسد الأمنية يبيع شعر البنات ويشتري الكثير من المعلومات التخابرية لصالح دمشق ومستقبل التخريب المخطط لهذا البلد عقابا له على وقفته الانسانية تجاه الهاربين السوريين من موت طائرات ومدافع الممانع الأول.

الى ذلك شكوى دائمة وتذمر من ظروف مخيم الزعتري للاجئين السوريين, وموقعه الجغرافي الصحراوي. لا شك أن مخيمات اللجوء بالعالم لا يمكنها أن تعطي سكانها الراحة والرفاهية ورغد العيش كما تعطيها بيوتهم وأحيائهم ومدنهم التي اضطروا للهرب منها تحت وطأة الخوف على الحياة, ثم أنه لا المنطق ولا الموضوعية ولا التحسبات الأمنية تسمح بإقامة مخيمات للجوء في دابوق او دير غبار مثلا بدل منطقة الزعتري الصحراوية.

الأردن الوطن, الصغير الكبير الذي تحمّل ما لم تتحمله كبار الدول من موجات اللجوء الانساني والسياسي, والسياحي أحيانا والاقتصادي أحيانا أخرى, وكل هذا بإمكانيات لا تكاد تُذكر وموارد شديدة المحدودية تقصُر بالفعل عن تغطية السكان 'الأصليين' الذين تقطعت بهم السُبل وذاقوا مرارة الإغتراب في وطنهم, وتخطفتهم أيادي العوز والفاقة فوق ما تبقى من أرضهم.

الأردن الوطن, الصغير الكبير, يضم بين ذراعية 1,2 مليون من اللاجئين الغير شرعيين, حسب تصريحات مسؤولين أردنيين, وهو يعطش صيفا ويبرد شتاء, ولا يجد شبابه عملا يسد الرمق ناهيك عن وظيفة تأمن لهم مستقبلهم.
280 ألف لاجئ سوري, حسب أخر تصريح لوزير الدولة لشؤون الاعلام, يُثقلون كاهل المملكة بما عجزت تركيا العظمى عن تحمله وقبوله عند رقم 100 الف لاجئ فقط, حيث أعلنت حكومتها عن نيتها وقف استقبال المزيد منهم عند هذا الحد.
يوم الأحد القادم يُقاسم 15 الف طالب سوري طلابنا غرفهم الصفّية المزدحمة أصلا, ويقتسمون معهم عُنوة الهواء والماء والمعلمين وزمن الحصة التعليمية, رغم ادعاء بعض مسؤولينا أن هذه الاعداد الوافدة من الطلاب لن تأثر على النوعية التعليمية في مدارسنا.

صحيح أن الأردن له تجربته الغير مسبوقة عالميا والتي لا يمكن أن تتكرر, باستقبال واستيعاب الملايين من خارج الحدود وفي أوقات قياسية ورغم كل الظروف الغير مواتية وشحُ الإمكانيات, وصحيح أن مواطننا 'الأصلي' تعوّد أن يكون أنصاريّا فقط, وأبكما فقط عاجزا حتى عن الشكوى وندب الحظ, ناهيك عن مقارعة الحكومة والدولة لوقف هضم حقوقه وبيعها أحيانا بدنانير قليلة تذهب لمن باع وليس لمن بيع, وصحيح أن انسانيتنا وقوميتنا واسلامنا ونزعتنا لعمل الخير والرمي بالبحر, أقوى من أن نشطّ بالمطالبة بوقف هذه المهازل والاوكازيونات الرخيصة لبيع الوطن وتوطين الملايين الجدد, هذا إن لم يكن قد فات الأوان بالفعل لوقف هذا التصحر بالشعور الوطني وحق المواطنة الشرعي وواجب رعاية الدولة الحقيقية لرعاياها ومواطنيها وهنودها الحمر أصحاب البلاد الأصليين, والمهددين بالانقراض, أو الذوبان على أقل احتمال في قدر الطبيخ الخليط الوافد الفوار, الذي يهدد هويتهم ووجودهم. إلا أن مواطننا الأردني العزيز الكريم الحليم الجائع لم يُخلق من أجل العطاء فقط, ولم يُخلق ضعيفا للتلقي فقط وإدارة الخد الآخر للطمة القادمة, مرة من المحتجين السوريين في مخيم استقبلهم ومنحهم بعد الله أسباب الحياة والطمأنينة, ومرة من عملاء الأسد وبهجت سليمان الذين يصرحون بعدوانيتهم ونواياهم البغيضة تجاهنا, ومرارا من حكوماتنا المتعاقبة برفع 'دوز' الارهاصات التي لا تنتهي والمتصاعدة على مواطنينا بسبب تجاهلهم وحقوقهم المضمحلة نتيجة سلبهم مواطئ أقدامهم وأوكسجين حياتهم من أجل الوافدين الذين لا يشكرون. دون شفقة أو رحمة, أو مراعاة لعدالة أو مساواة مع القادمين الجدد.

كرماء, نعم, شربنا الحلم ورضعنا الصبر, نعم, نتقاسم ونضحي ونحب الآخرين نعم, نجوع ولا ننهر سائلا او نرد محروما عن بابنا, نعم, نتحمل الضيم والقهر وسوء الحال من أجل مبادئنا الانسانية والاخوة العربية والاسلامية, نعم, نتجرع السم قبل أن نُتهم بعطائنا وحسن ضيافتنا, نعم, نارنا موقدة ترافق الدخيل الى مضاربنا وفوح قهوتنا يدله عليها, نعم,
أما أن يُسحب البساط من تحت أقدامنا في وطننا جهارا نهارا بسبب هذه المبادئ والكرامات, فلا والف لا, أما أن يُصار الى التوطين الناعم ومبادلة الوطن من خلال نُبل أخلاقنا وحسن وفادتنا, فلا وألف لا, أما أن نفرغ مخيمات اللجوء الفلسطينية في سوريا هنا فوق الوطن المكتظ أصلا والقابل للانفجار أصلا والعاجز عن استيعاب الزيادة السكانية الطبيعية لهنوده 'السمر' فلا وألف لا, أما أن نحمل سفاحا خوفا من الفضيحة والشكوى, فلا والف لا, ولن يكون هذا الا على جُثثنا وأطلال قصور وصروح من يُتاجر بنا ويبيع قدس وطننا الأردني.
رجال الأمن العام والدرك الذين يقاسمون اللاجئين السوريين صحراوية مخيمهم وظروفهم تماما, تحرقهم الشمس وتحرمهم الظروف وانسانية المهمة من دفئ عوائلهم وأطفالهم, تواجههم عدوانية المحتجين ممن اعتقدنا أنهم أخوة لنا هربوا بحياتهم الينا, ويُجرحون من لاجئي مخيم الزعتري, معارضين لبشار الأسد أو موالين,
هؤلاء النشامى وصناع التاريخ, هم أبناؤنا وإخوتنا وحماة ديارنا ومن نفتخر بهم وندين لهم بالكثير من أسباب حياتنا, لن نتركهم عُرضة لأذى أحد ولا نهبا لضغينة أحد ونكرانه السافر للجميل.

بواسق النخيل وشواهق السرو والكينا, تموت واقفة لا تحني للريح هاماتها الا تدللا, تعود ثانية للسمو والأنفة, تماما مثلنا نحن أبناء هذه الجغرافيا النبيلة في الوطن الأردني العزيز. نكبو ولا نسقط, نترنح ولا نهوي, ونستقبل الطعنة في الظهر, لكنها لا تكسره فنصفع بالموت من يريد بنا شرا.
كرامتنا وعزتنا وشموخنا لا تحتمل التأويل ولا القتل على مذبح الأخوة والعطاء المستمر, تجف نُبوع شربنا ونشهق النسمة الأخيرة للهواء, ولكن قبضتنا لا ترتخي عن الوطن, وزنودنا وإرادتنا لا تلين بالذود عنه وحمايته من كل المعتدين, فاسدهم ووافدهم.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-08-2012 11:02 AM

بواسق النخيل وشواهق السرو والكينا, تموت واقفة لا تحني للريح هاماتها الا تدللا, تعود ثانية للسمو والأنفة, تماما مثلنا نحن أبناء هذه الجغرافيا النبيلة في الوطن الأردني العزيز. نكبو ولا نسقط, نترنح ولا نهوي, ونستقبل الطعنة في الظهر, لكنها لا تكسره فنصفع بالموت من يريد بنا شرا.
كرامتنا وعزتنا وشموخنا لا تحتمل التأويل ولا القتل على مذبح الأخوة والعطاء المستمر, تجف نُبوع شربنا ونشهق النسمة الأخيرة للهواء, ولكن قبضتنا لا ترتخي عن الوطن, وزنودنا وإرادتنا لا تلين بالذود عنه وحمايته من كل المعتدين, فاسدهم ووافدهم.

2) تعليق بواسطة :
30-08-2012 11:19 AM

1- دب و ليس دوب
2- من قال لك ان اللاجئين يريدون دابوق و دير غبار ؟؟! هذه المناطق لنظامك و لرؤساء الاجهزة الامنية التي تهتف لها , اللاجئون اصحاب كرامة و هم ابرياء هربوا من الذل لكن ليس لذل !! و هم شبعانين الاكل في بلادهم بجهدهم و لا يحتاجون لقمة من بلدك التي اطعمتك لحم عجل مسموم و منتهي المدة و لا الدجاج المنتهي الصلاحية , هم قاموا ضد نظام حقير شرس نذل و انتصروا لكرامتهم لكن العرض و الابناء كسروا ظهرهم و اضطروهم للجوء فقط , فهم لا يريدون جنات بل مكان لائق للعيش البشري .
3- الجنسية الاردنية لا يحتاجها الشبعان !! هؤلاء لو ارادوا الجنسية فاوروبا مفتوحة و دائرة الهجرة و اللجوء السياسي في الاتحاد الاوروبي مفتوحة لهم !! هؤلاء لو ارادوا جنسية دولة ما ثاروا اصلا ً !! ولكو يا اعداء العقل هل يوجد شعب في العالم يثور ضد نظامه من اجل التجنس في دولة اخرى !!! ولكو و الله ناهض خرب عقولكوا

3) تعليق بواسطة :
30-08-2012 01:24 PM

...والله قمة المسخرة انه الشعب السوري العريق ثار وقتل ودمر وحرقت محاصيله ولوثت مياهه العذبة ودمرت تجارته وسياحته التي يحج لبلده كل شعوب العالم وترك وطنه ليبحث عن جنسية في الاردن اتق الله يارجل عدا عن تمسكك بمقولة الهنود الحمر والسمر والاردني الاصيل ... السؤال لماذا العراقيين استقبلناهم بدابوق وعبدون ودير غبار اليست الاخيرة مخيمهم الراقي ؟؟؟!!!!! السوريون مطلبهم هو فتح المدن امامهم وهم يعملون ويكدون ويترزقون بجهدهم ومهارتهم فقط عدا عن مساعدات دول العالم لهم فهم لا يحتاجون مساعدات حكومة الفساد او غيرها ..

ودمتم

4) تعليق بواسطة :
30-08-2012 11:14 PM

يسلم ثمك وقلمك يا محمد سكر العدوان..والله انك أثلجت صدورنا بالرد على هذا الكاتب الهاوي الذي يتلاعب بالالفاظ والمشاعر وهو مغيب تماما عن الواقع والحقائق. يا اخي انت وين بتكتب ما بشوفك الا بتعلق مع انك بتسوى ثقلك ذهب وتارك المجال لكثير من الرويبضة اللي زهقونا بجهلهم وعنجيهتهم الفاضية..رد علي رجاء

5) تعليق بواسطة :
31-08-2012 12:13 AM

.. مبروك عليك

6) تعليق بواسطة :
31-08-2012 01:57 AM

والله انك بتسوى وزنك ذهب .....كالمجاهد على الثغور تتصدى للاقلام المأجورة

7) تعليق بواسطة :
31-08-2012 12:38 PM

*- و الله يا جماعة اشي بيطلع الانسان من طوره !!! تقول انه العقل عدو مو نعمة , تلاحظون جميعاً كل اللذين يتحدثون بسلبية حول اللاجئين السوريين و ظروفهم ومن يقول يا غريب خليك اديب و ضيف حامل سيف !!! بس خلي نشرة الاخبار الجوية تقول انه بكرة ثلجة او منخفض عميق !! راح تلاقيهم مثل قطعان الثيران على المخابز و بالدور لما يصيروا فوق بعض !! فقط بمجرد مرور موجة ثلج بسيطة !!
فما بالكم بمن هرب من قصف مدافع و رشاشات ثقيلة و صواريخ طائرات و ابناءه لا ينامون الليل من صوت البنادق و خوفا من سكاكين الشبيحة او حرمنة اصلهم الذي لا يراعي اعراض الناس !! و انتقل ليعيش بنصف الصحراء حيث الغبار القاتل لمرضى الصدرية و الربو و الحر القاتل للاطفال و الحمامات المزرية التي يتقاسمها كل 170 لاجئ !!

8) تعليق بواسطة :
31-08-2012 06:24 PM

عينة من مقالات كتيبة الاعدام الاردنية التي اخذت على عاتقها شيطنة الثائرين السوريين على ظلم نظامهم وجبروته ولكن عبر استغلال حادثة الزعتري..حادثة منفصلة ما كان لها ان تثير سوى معالجة ظروف المخيم واعتقال مثيري الشغب منهم كاي عامل وافد يتعدى على القانون والمؤسسات الاردنية..لكننا امام حكومة تريد ان تثبت عنفوانها ولكن عبر اسوأ سبيل الا وهو بتمكين نظام بشار الممقوت عالميا من رقاب 200 مشاغب سوري..ذكرونا باي بلد في العالم سلم لاجئين لحكومتهم لمجرد اثارتهم لشغب محدود..؟؟!!

وامام كتيبة اعدام ما صدقت مرور جنازة تشبع بها لطم وندب..اخر اولويات هؤلاء كرامة وامن رجل الامن الاردني..اولوياتهم معروفة جدا وتجدها في مفكرة حتى سكرتير بهجت سليمان ان لم يكن بواب السفارة..

9) تعليق بواسطة :
04-09-2012 12:05 PM

لا توجد كلمات اصفك بها ايها الكاتب الاجل...رااااائع ودمت ودام الوطن بخير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012