أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين محافظة: إعداد منهاج يمزج التربية المهنية ومهارات الحياة لـ3 صفوف بلدية برقش تنفذ حملة بيئية في مناطقها السياحية الفنان محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان تقديم آذان المغرب 4 دقائق بالمساجد .. و"الافتاء" للصائمين: اقضوا الخميس الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34683 شهيدا و78018 مصابا
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


هل الإصلاح الذي يريده الملك الأردني هو ذات الإصلاح الذي يريده الشعب!

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
03-09-2012 12:06 PM

يتابع الأردنيون منذ عامين تقريبا تصريحات الملك ومقابلاته الصحفية وخطاباته في الملتقيات والحوارات الوطنية التي تضمنت إشارات إيجابية عديدة إلى عزمه على الإصلاح السياسي ، ورغبته في إحداث تغييرات مهمة في العملية السياسية وإدماج الناس في حكم أنفسهم ومكافحة الفساد والمفسدين ، وأن لا احد فوق القانون ، ولا شيء اسمه أوامر من فوق وغير ذلك. نعم إشارات مهمة وكلام إيجابي ولكن واقع ما حصل ويحصل على الأرض بعد ما يناهز العامين من الربيع الأردني يختلف عن ما صرح ويصرح به الملك وما يتبعه من تصريحات من الحكومات المتلاحقة وخصوصا من رئيس هذا الحكومة الحالية الذي لا يقول أو يصرح شيئا غير تكرار وإعادة ما قاله الملك سرا أو علنية وبطريقة مملة تجعل السامع أو المشاهد ينظر لمنصب رئيس الحكومة ويراه بشكل أصغر وبأهمية أقل مما ينبغي أن يكون عليه .
التعديلات الدستورية على كثرتها جاءت هامشية ولم تغير شيئا في الجوانب التي ينبغي أن تشهد تغييرا . إذا أردنا إصلاحا سياسيا فلا قيمة لمعظم التعديلات الدستورية ما دام أن تلك المواد الرئيسية في الدستور والمتعلقة بصلاحيات الملك الخرافية التي تجعل منه هو الرئيس الأعلى للدولة ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية ورئيس القوات المسلحة ورئيس الشرطة ورئيس المخابرات ورئيس الجامعات ورئيس الدبلوماسية الخارجية ورئيس السياسات والشؤون الداخلية فما بقي لرئيس الحكومة من صلاحيات لإدارة شؤون البلاد !موقع رئيس الحكومة كما يمارس هذا الدور على الأرض الآن أصبح شكليا وصوريا وعلى الورق فقط وليس له صلاحيات سياسية حقيقية إلا تنفيذ ما يفكر فيه أو يطلبه الملك باستثناء طبعا رفع الأسعار والرسوم والضرائب فهذه قضايا لرئيس الوزراء مطلق الصلاحيات الفعلية في ممارستها لما تعود على النخب والسياسيين والنواب والوزراء والمستفيدين من منافع.
أما من ناحية مكافحة الفساد فقد رأينا كلاما كثيرا عنه وسمعنا بالضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين ولكنا لم نرى إلا قليلا من ترجمة لهذا الكلام ورأينا أن هناك ضربا ولكن بيد من حرير على أيدي الفاسدين وأنه باستثناء السيد محمد الذهبي وثلاثة آخرين لم يتم إدانة أحد وهاهم ينعمون بالمال الذي سرقوه ويتجولون داخل الأردن وخارجه دون ملاحقة لا بل حتى من أدينوا أو قيد المحاكمة فإن هناك بعض الأقاويل حول دوافع سياسية وشخصية تقف وراء محاكماتهم. لا أفهم ولا يفهم كثير من الأردنيين أن شخصيات تدور حولها زوابع من شبهات فساد ودمار اقتصاد مثل السيد باسم عوض الله لكنها على علاقة متينة بالديوان الملكي وتواصل دائم مع قيادة النظام السياسي ويدعون لحضور احتفالات ولقاءات على مستويات عليا دون أدني احترام لمشاعر الأردنيين الساخطين على ما آلت أليه أمور اقتصادهم وعجز موازنتهم وضياع مؤسساتهم المخصخصة . نعم كان من الأولى أن يقطع الديوان الملكي والملك نفسه أي تواصل أو علاقة مع شخصيات تدور حولها شبهات فساد لا بل كان من الأولى أن يطلب منهم أن يذهبوا للمحكمة لتبرئة أنفسهم إن كانوا بريئين فعلا؟
أما قوانين الانتخاب فهي أيضا ملف آخر يدلل على عدم جدية النظام في الإصلاح السياسي . ففي الوقت الذي قامت فيه الحكومة السابقة بصياغة قانون أفضل نسبيا من هذا القانون الذي أعده الدكتور فايز الطراونة قدس الله سره فقد تم التراجع عنه بسبب الخوف من جبهة العمل الإسلامي وإمكانية أن تحصد عدد كبير من المقاعد في مجلس النواب تمكنهم من المساهمة الفعلية في إدارة البلاد.
التعيينات القيادية التي تتم في الوزارات والمؤسسات المستقلة لأبناء رؤساء الوزارات السابقين وأنسباء الحاليين وأصهار وأشقاء النواب يثير اشمئزاز الأردنيين وغضبهم على هذا التردي والاستفزاز لمشاعرهم ويضع شكوك واستفهامات كثيرة حول ما يصرح به النظام من مكافحة الفساد. فهل من المعقول أن يعين زوج ابنة أحد النواب في موقع أمين عام وزاره لم يعمل بها وليس لدية خلفية في تخصصها ودرجته ما زالت في المستويات الإدارية التي لا تؤهله للعمل في هذا الموقع؟وما بال ابنة رئيس وزراء سابق يتم الدفع بها إلى موقع هنالك مؤهلين له أكثر منها وهل لو لم يكن والدها رئيس وزراء سابق كان لها مثل هذه الفرصة الذهبية والصيد الثمين؟ وهل تعيين شقيق أحد نواب لواء بني عبيد في موقع مدير مؤسسة مهمة متبوعا بوليمة كبرى لرئيس الوزراء يعتبر عملا نظيفا وأصوليا؟ وهل تعيين أحد أنسباء رئيس الوزراء في عضوية مجلس إدارة شركة كبرى جاء منسجما مع مساعي مكافحة الفساد؟
الحقيقية أن ما أشرنا أليه كله لا يتم دون علم الملك وعليه فإننا نتساءل هل منظور الملك وفهمه للإصلاح السياسي منسجم مع ما يفهمه الشعب ويطالب فيه الحراك من إصلاح حقيقي ؟ أنا متأكد أن الملك يريد الإصلاح ولكنه ليس الإصلاح الذي يريده الشعب. فالشعب يريد مكافحة الفساد والفاسدين وها نحن نرى بأن المشتبه بفسادهم يسرحون ويمرحون كما أننا نرى بأم أعيننا التعيينات التي يقوم بها السيد فايز الطراونه للمسئولين والنواب وأبنائهم وأحفادهم وأصهارهم كلها تشير إلى أن الإصلاح في ذهن النظام والحكومة مختلف عن الإصلاح الذي يفكر فيه الشعب . الحكومة تتحدث عن الحريات الصحفية وحريات التعبير ولكنها أيضا توجه تهم تقويض نظام الحكم وإطالة اللسان وقدح المقامات العليا لمن يمارس حقه الدستوري بالتعبير عن الرأي وتدفع بقانون مطبوعات متخلف وقمعي ويكبت الحريات الصحفية في الوقت الذي تخصص التلفزيون الأردني الممول من جيوب الأردنيين لعرض أفكار الحكومة والنظام وتحرم المعارضة من ذلك.
نعم الخلاف على مفهوم الإصلاح وأهدافه وغاياته يشكل جوهر الاختلاف بين منظور الملك والنظام من جهة ومنظور الشعب من جهة أخرى وأعتقد أن الاختلاف على قانون هنا أو هناك أو تغيير رئيس الحكومة أو مدير المخابرات أو وزير الخارجية ما هي إلا اختلافات تفصيلية ومجتزأة ولا تصيب جوهر الإصلاح لأن جوهر الإصلاح مختلف عليه فالملك يريد الإصلاح الذي يضمن له تهدئة الأمور فقط وتجاوز الاضطرابات المحتملة ويوقف المسيرات ويضمن أيضا استمرار امتلاكه لناصية اللعبة السياسية وقواعدها وحيازة تلك الصلاحيات الهائلة في إدارة شؤون الدولة في الوقت الذي لا يخضع الملك فيه ،وبحكم الدستور، للمسائلة نتيجة ممارسته لهذا الدور على حساب صلاحيات الحكومة. أما مفهوم ومنظور القوى الشعبية المطالبة بالإصلاح فهو يركز على تقليص صلاحيات الملك لصالح الحكومة،وإجراء تعديلات دستورية حقيقية يتم التوافق عليها من جميع القوى السياسية في الدولة، وإلغاء مجلس الأعيان أو جعله منتخبا حيث أن هذا المجلس عديم الفائدة إلا لتأليف قلوب بعض المعارضين أو مكافأة الموالين، وتقليص حجم الديوان الملكي العملاق هيكليا وظيفيا والذي يلي من حيث الحجم وزارتي الصحة والتربية والتعليم ، وتبني وإنفاذ قانون 'من أين لك هذا' ، ومحاكمة المشتبهة بفسادهم ،وإعادة أملاك الدولة المنقولة وغير المنقولة .
سيبقى الحديث عن الإصلاح السياسي في الأردن يدور في حلقة مفرغة ما دام منظور النظام السياسي والملك لهذا الإصلاح منظورا مختلف عما يحلم به الناس ويطالب فيه الإصلاحيين . الأردن يمر في أصعب وأدق الظروف وما لم يدرك النظام أن لا سبيل لمنع الإصلاح والتحايل عليه، وأن الأردنيين عافت أنفسهم الاستبداد والتهميش والإقصاء ،وان شعلة الحرية وجذوتها لا يمكن تجاوزها وأن فجر الحرية بازغ لا محالة فإن الأصعب من الأيام قادم لأن الأردنيون كسائر شعوب الدنيا انتصروا على مخاوفهم ولم يعودوا يؤمنون بالخطوط الحمر وإطالة اللسان الذي لم يحدد القانون طوله المناسب للسلطة .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-09-2012 01:18 PM

اشكرك دكتور أنيس على هذه الأفكار القيمة والمفيدة

2) تعليق بواسطة :
03-09-2012 02:05 PM

يا سيدي انا ساقول لك ما هو الاصلاح الحقيقي:

- اول الاصلاح ان الولاية والسلطة للشعب فقط لا غير وليس لاحد غير الشعب.

- من يفوضهم الشعب هم وحدهم المخولون باتخاذ القرارات وسن التشريعات وتوظيف الحكومة وصرفها واجازة الموازنات وابواب الصرف والايراد.

- الشعب ينتخب ممثليه بنزاهه وعدالة وشفافية ليشعر كل مواطن ( كل مواطن اعيد) ان له سهما في الدولة مؤثرا يلتفت لما يدور بفكره وخلده وينفذ طلباته بحذافيرها لانه سيعرف انه ان لم يفعل فسيعاقب المرة التالية بعد اربع سنوات.

- ممثلو الشعب لا ينازعون ولا يصرفون ويجتمعون بارادتهم وينفضون بارادتهم ومجلس الشعب سيد نفسه لا سلطة لاحد فوقه وكل السلطات التي تليه تحته ( كل السلطات اكرر).

- السلطات يجب ان تكون مفصولة وتحت المحاسبة والمسائلة وعهدها لاجل معلوم .

- القضاء يجب ان يكون مدنيا ومستقلا ومحترفا ولا مكان لمحاكم استثنائية في الدولة التي تحترم نفسها ومواطنيها.

- لا صاحيات لاي دائرة امنية في حياة المواطنين غير الشرطة المدنية المحترفة والمسؤولة امام ممثلي الشعب ورئيس الشرطة المدنية يعين مثله مثل غيره من اصحاب المنصاب التنفيذية الرفيعة بعد اخذ ثقة مجلس ممثلي الشعب .

هذا غيض من فيض ومن يريد اصلاحا فطريقه واضح ومعبد وسالك ولسنا بحاجة لاختراع العجلة والكهرباء من جديد واراهنكم انه خلال سنين قليلة سيكون البلد قد دخل مرحة جديدة من النمو وخلق فرص العمل والاحترام الذاتي واحترام الغير له.

في البلاد المحترمة لا مكان لمسؤول غير منتخب ولا سلطة لغير سلطة الشعب الحقيقية وانظروا الى دول مشابهه للاردن بالمساحة وعدد السكان اين هي واين نحن مع العلم انه لا يوجد لديهم طويل العمر ولا حفيد من احفاد هذا الرسول او ذاك وليس عندهم كبير الا الجمل.

3) تعليق بواسطة :
03-09-2012 03:33 PM

أؤيد كل ما جاء بتعليق الاخ محمد جاسر 2 ولا يوجد مبرر لتتخذ الدولة حجج واهيه بايجاد اعذار وتخوف من وصول فئه او حزب معين للسلطه فما دام هناك ما يضمن انتخابات نزيهه وسلطات منفصله وقضاء مستقل والدوله تبسط يدها وهيبتها ويطبق القانون,فلن يستطيع احد مهما علا شأنه وكثر عدده وكبر نفوذه سواء حزب او جماعه تمثل قطاع كبير من الشعب أن تتغول على السلطه والحقوق والدوله,فالاردنيون شعب واحد وكل من استحق حمل الجواز الاردني استحقاقا قانونيا ودستوريا دون ان يكون وراء استحقاقه للجواز شبهه بالتجنيس تعارض الدستور والقانون والانظمه والتعليمات التي تقررت في الماضي والحاضر وما يتم اقراره بما يضمنه ويقره القانون والدستور فله الحق بالتقدم واعتلاء المنصب الذي يستحق وشغل الوظيفه التي يستحق والترشح والتمثيل لاي فئه من فئات الشعب,ومن لا يلتزم بالعمل الوطني ومن لا يبرز خدماته التي من شأنها التقدم بالوطن نحو مستقبل يضمن للجميع الحياة الكريمه فلن يكون له مكان في دولة المؤسسات والقانون ولا مجال للتخوف والتحجج بمبررات واهيه فالاردنيون سواء وسواسيه ويتساوون بالحقوق والواجبات ومن يتحجج بغير هذا فهو مغرض ومخطئ فالمطر والغيث الذي يهبط من السماء حق للجميع واذا ما هبط غضب وسخط فامطرت السماء طينا او اتت بصقيعٍ يدمر الحرث والزرع فسوف يتضرر به الجميع فلا اعتقد ان صقيعا يضرب منطقة عين الباشا سيفرق بين من أصله شامي أو حجازي أو طفيلي أو جرشي أو خليلي أو أفغاني.
دولة القانون وسلطة الشعب وتستقلال القضاء هذا ما جاء به محمد بن عبدالله وما عليه أن يتبعه عبدالله فنحن أولى من الغرب بنبينا وشريعتنا فالى متى نتبع شرائعهم التي رمونا بها ونتركهم يتمتعون بشريعتنا التي اتبعوها وطبقوها ويحولون بيننا وبينها مقابل بضعة دنانير لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تصل للشعب أصلا.

4) تعليق بواسطة :
03-09-2012 09:40 PM

و الله انك صادق

5) تعليق بواسطة :
03-09-2012 11:44 PM

أفكار صحيحة وواضحة كشمس الضحى، وإن كانت غير صحيحة فليثبت راس الدولة غير ذلك فما زال هناك فرصة للمراجعة والإصلاح بسلاسة وبدون كسر عظم

6) تعليق بواسطة :
04-09-2012 06:52 AM

أعتقد أن الإصلاح الحقيقي يجب أن يبدأ بعقول وقدرات المصلحين أنفسهم بمعنى أنني لا يمكن أن أرمي سهما بدون أن يكون تركيزي كامل ونظري سليم ويداي قويتان وثباتي موثوق وتقديري لعوامل الطقس المؤثرة دقيق وتحديدي للهدف مؤكد والمسافة اليه آمنة ثم إيماني بأن رمايته يحقق المصلحة!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012