أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


ولولت الأشباه فأغلق الملك الأفواه!

بقلم : مهدي جرادات
05-09-2012 11:22 AM

في كلّ قرار يصدر من أي حكومة في الأردن ضد الشعب الأردني، ليقولوا أنّ القرار يصب في المصلحة الإقتصادية للوطن حيث تقتضي ذلك،عندئذ نتفاجأ بمصائب وأحزان تصيبنا من كلّ جانب،والكل يدّعي أمام الشعب أنّه حريص على مصالحه،فنستطيع أن نقول أنّنا أمام مشهد مشتت الأوراق مدعّم بوجوه ستقضي على الوطن طالما أنّنا لم نكن لها بالمرصاد.
في بداية أيلول صدر قرار برفع أسعار المشتقات النفطية بشكل مفاجيء من مطبخ حكومة فايز الطراونة،ونحن نعلم بأنّ مسألة رفع أسعار المحروقات بأنواعها هي مسألة عالمية معقدة،فلا يوجد دولة في العالم أكانت دولة فقيرة أو غنية إلاّ وتتخذ قرار برفع الأسعار،ولكن قضية رفع الأسعار كلّها تنتج من القوى الشيطانية العالمية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي،والهدف إفساد الشعوب وضربهم بمحكوميهم وخلق الضغائن والإحتقان الطائفي على أبعد تقدير.
ولكن للأسف الشديد وسوس للحراكات الشعبية وفصائل المعارضة لتستثمر من قضية رفع أسعار المحروقات،ودعوا وحرّضوا الشعب على إسقاط الحكومة وإتخذوا من عملية الإسقاط هذه لتحقيق مآربهم،وأقنعوا ذلك الشعب بأنّهم يناصرون قضاياهم المصيرية،فنزلوا الشارع وأحدثوا البلبلة وأربكوا قوات الأمن،وخطبوا وهتفوا حتى الثمالة..
عندما قرأت دعوة الأخوان المسلمين على المواقع الإخبارية وأنّهم يدعون لإعتصام مفتوح لإسقاط حكومة الطراونة،فقلت:سأذهب لأرى كيف ستقوم الجماعة بإسقاط الحكومة؟ ولقد تركت والدي المريض لأتعلم منهم فن الإسقاط هذا،ولقد حضرت إلى دوّار الداخلية الساعة السابعة والنصف أي قبل الموعد المقرر للإعتصام بنصف ساعة ،ولكن عند لحظة وصولي إلى الدوّار تفجأت بوصول قوات أمنية كبيرة إليهم.
وفي المقابل رأيت العشرات في البداية من النشطاء المعتصمين يحتشدون ومن ثمّ أصبحوا بالمئات وكلّهم أتوا لإسقاط حكومة الطراونة..فقلت في نفسي: فتذكرت قوله تعالى:'فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله'..يا سبحان الله!
وبعد تجمع هؤلاء النشطاء جاء أحد شيوخ البستونة وألقى خطاباً رناناً وقال هذا الإعتصام مفتوح حتى ولو ماحصل فينا فلن نغادر،ولقد سمح هذا الشيخ بهتافات قاسية موجهة ضد جلالة الملك وتحت بصيرته ،وكلّ هذا والأمن لايحرّك ساكناً على الإطلاق..وبعد إنتهاء الخطاب هرول الشيخ هارباً بجلده وأنهى الإعتصام بنفسه وإنسحب الأخوان وتركوا الحراكات المختلفة،وبالرغم من أنّني توقعت هروب الأخوان ومعرفتي بطرقهم لخداع الجماهير،إلاّ أنّ السحيجة واصلوا الهتافات ضد الملك حتى الساعات الأولى من الفجر.
هل يعقل شيخ بستونة كبير يدعوا لإعتصام مفتوح ومن ثمّ يهرب بأقل من ساعة،ولا ننسى أنّه كان المحرض الأول وورط السحيجة بقوات الأمن ..وعلى قاعدة' كأنّك ياأبو زيد ماغزيت'..فأين وفاء الأخوان وأين هو الوطن الذي جاء من أجله؟
أسرد لكم هذه القصة الواقعية لأقول للحراكات الشعبية التي نزلت إلى الشوارع وتهتف ضد الملك بإستمرار هل تعلمتم من هذا الدرس؟
توقيت ذلك الإعتصام منظّم ضمن مايسمّى بحراكات تصدير الأزمات،أي صرف النّظر على مايجري لأخوتنا في سوريا من قبل نظام بشار الأسد..
أية أيادي هذه التي تمارس الضحك على الشعب الأردني بإسم شعارات التاءات المفتوحة :إصلاحات،ورفع أسعار المحروقات والإعتصامات والوقفات الإحتجاجية والمسيرات المشوؤمة ،فبالله عليكم:كيف تريدون إقناع الشعب الأردني بأنّ أزعر سيكافح الفساد؟ في سيمفونية من خلدتموها؟
ولكن حكمة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين جاءت لتكشف زيفهم وخداعهم فإتخذ قراراً لوأد الفتنة وعدم تعطيل مشاريع الإصلاح السياسي التي يدعوا إليها،أمر جلالته بتجميد قرار أسعار المحروقات ولترجع الأمور على نصابها.
عذراً جلالتك فنعلم أنّك المتسامح دائماً مع العقلاء من أبناء الشعب الأردني،فنعتذر لك وبإسم جميع أحرار الوطن عن هذه الشعارات والهتافات التي جرحتك من قبل هذه الغوغائية،فهذه الشعارات لا تحرر وطن ولا تؤسس لمجتمع مؤمن بالحرية والعقيدة، ولا تنتج الفضيلة.
عذراّ جلالتك هذه الأشباه التي تزعم أنّها تصنع الأوطان تزعم أنّها وجدت عبر عامين من كفاحهم أنّهم يريدون مكافحة الفساد،وهل هذه المكافحة تأتي بالسب واللعان وقذف الوطنيين والأحرار بأحقر العبارات.
أيها الشعب الأردني الكريم إنّ إعتصام دوار الداخلية هذا يدعوكم لتتعلموا بأنّ هؤلاء يريدون تخريب الوطن وتعطيل مصالحنا ومؤسساتنا،وخلق نجومية بارعة كترويج حادثة إختطاف أحد النشطاء من قبل الأجهزة الأمنية في الساعات الأولى من الفجر،فعلى من يضحكون؟
ولهذا أنتم مدعون لمناصرة الملك في عملية التسجيل للإنتخابات وفهو ملك القلوب بلا منازع.
يا جلالة الملك قرارك حكيم فأنت بقرارك حكمت ونمت وآمنت،و فضحت أساليب الأشباه وأغلقت هذه الأفواه،ولكن بقي أن نقول لك إنّ الحكومات تجتاز الخطوط الحمراء ولا تلبي مضامين كتبكم السامية،وعلى هذا الأساس أجدّد لك الدعوة بإنقاذ الأردن من الفساد والفاسدين بأن يأتي رئيس وزراء بعقلية طلعت حرب أردني،عندئذ ستستقيم أمورنا.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2012 11:34 AM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
05-09-2012 11:53 AM

I thought that hypocrisy will fade away with my generation,,"Bas Mashallah" it seems that there is a new generation under training

3) تعليق بواسطة :
05-09-2012 12:20 PM

الظاهر انه الكاتب من نفس العلبة اللي بنحكي عنها من الصبح

4) تعليق بواسطة :
05-09-2012 03:16 PM

الاخ شو الظاهر كان مغترب ومش عايش بالبلد؟ او ان احد اشار عليه ان اقصر الطرق للوصول الى المبتغى هو النفاق ثم النفاق ثم النفاق.حل عنا يا........

5) تعليق بواسطة :
05-09-2012 07:38 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
05-09-2012 09:14 PM

كل ما يحدث وحدث وما زال اشباه الرجال يكتبون ويبررون على ماذا تعتذر لماذا لا تعتذر على الرفع قبل هذه الرفعة لم نسمع تجميد ولا بطيخ .انا اعتذر من الشعب انك واحد من هذا الشعب

7) تعليق بواسطة :
06-09-2012 01:15 AM

ياحبيبي يامهدي هو انت بتشتغل ايه, ولساتك صغير على المنصب لتنافق للملك.

8) تعليق بواسطة :
06-09-2012 03:31 PM

أستاذ جرادات طلعت حرب كان رجل اقتصاد باعتقادي ؛ وأزعم أن ذكور الأردن الذين تسنموا المسؤولية سابقاً وحالياً قد أضاعوا كل الاقتصاد.

المغترب الفاضل حبذا إعادة قراءة مقال جردات حيث باعتقادي فهمته على عكس مقصد الكاتب وعليك بمراجعة أكثر من مقال حتى يتضح لك منهجه واعتقد جازماً انه ليس للنفاق متن في حواشيه وان كانت عداوته الظاهرة لتصرفات كثير من الإخوان تكاد تطغى على فكرة كثير من كتاباته النيرة.

وحبذا أن تكتب ردودك بالعربي حتى تصل بعض أفكاركم النيرة ؛ فالأردن لا زال كما تركته على علاته ليس فيه كثير ممن يتقنون لغة شكسبير ؛ ودع عنك لغة الضاد ابتداء ودمتم.

9) تعليق بواسطة :
06-09-2012 09:07 PM

نعتذر

10) تعليق بواسطة :
06-09-2012 09:13 PM

Sir, let us both hope that I am wrong,,,,The young writer could be a pure young Jordanian who still belve that "HE" dont know...unfortunately "HE" knows but "HE" dont care or if "HE" care then just to serve "HIS" image.....Provoking the nation by super spending on personal benefits is not right and has nothing to do with any government,,,Jordanians are a polite and tolerant nation acting as if they do not see...!!!we dont know when they will explode because then the gangsters will take over and the nation will suffer dearly....!!!!...o

11) تعليق بواسطة :
07-09-2012 02:44 AM

اخرالخرار راكب طلع مع الباص ونطلق سلامتك جئت متأخر الديوان دفع وأغلقت السجلات حظا اوفر لتغير هل بدله يمكن ربنا يفتح عليك

12) تعليق بواسطة :
07-09-2012 11:03 AM

نعتذر

13) تعليق بواسطة :
09-09-2012 08:36 AM

Dir Sir I do Agree with u 100% the "HE" is the one to blame.. With all due respect, I disagree with the idea that gangsters ( let alone any person even honest one for that matter ) will ever be allowed to govern Jordan. To make a long story short, I will mention two factors, the 400 km long Jordan-Israel border /security. And the international powers the US and UK that mandate a not so weak, not so strong Jordanian regime shall remain in office as long as it fulfils its main function: guarding Israel border/security. I think that Jordanian nation do have eyes and ears and they apprehend the regime change game and civil wars that took place in middle eat in recent years and the last decade.

Regarding Mr. Jaradat article I believe that he belongs to a certain faction that strongly disagree with the Micavillian and pragmatic maneuvers and tactics of the Moslem Brother Hood leaders. I think that a quick Googling of Mr. Jaradat name plus the key words Moslem Brother and/or Hamass will result in quit a substantial load of articles that may give u a fair idea of his believes in that regard

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012