أضف إلى المفضلة
السبت , 17 أيار/مايو 2025
شريط الاخبار
القبة الحرارية ترفع حرارة عمّان إلى ال40 مئوية السبت.. فما هي أسبابها؟ آية الأسمر نقيبًا لأطباء الأسنان زيد الكيلاني نقيبًا للصيادلة بالتزكية مندوباً عن الملك..رئيس الوزراء يشارك بمؤتمر القمة العربية ومؤتمر القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بغداد اليوم وفاة سيدة وابنها إثر حادث سير في بلعما الديوان الملكي يعلن الشعار الرسمي لعيد الاستقلال الـ79 الأمن العام ينفي وقوع حدث أمني بالرابية ويؤكد التعامل مع شخص رفض الامتثال لرجال الأمن العمل : 3 بنود تغيرت في نظام رسوم تصاريح العمل الجديد - تفاصيل الأردن يدين استهداف إسرائيل المستشفى الأوروبي في خان يونس القبة الحرارية تؤثر على 8 دول عربية بينها الأردن ترامب: نفكر في غزة وسنتولى الاعتناء بالأمر وزارة العدل تعلن نيتها إتلاف أوراق وقضايا في بعض المحاكم النظامية عجلون: حريق يأتي على 6 دونمات من الأشجار المثمرة في راجب مديرية الأمن العام تُحذر من ارتفاع درجات الحرارة أكثر من مئة شهيد جراء قصف الاحتلال شمال قطاع غزة
بحث
السبت , 17 أيار/مايو 2025


الأذكياء فقط يطفئون نارهم بماء الحكمة دون تسرع وغباء

بقلم : النائب محمد راشد البرايسه
09-09-2012 09:16 AM

نراقب الأحداث التي فرضت نفسها منذ أسبوع على أجندة الجميع، ورغم محاولاتنا أن لا تتوه الخطى بسبب عدم امتلاك بوصلة الاتجاه الصحيح.. إلا أن الواقع فرض نفسه.. حيث أن التنبؤ بحد ذاته لم يعد محض تفاؤل وحُسن نوايا، وأصبح مجازفة لا يستطيع المرء التسليم بها عند إمعان النظر في عمق الأزمة.. حقيقة يجب الإعتراف بها: لم نعد نقوى على تحديد الجهات الأربع، القابعون في مراكز السلطة والقرار وكذلك المعارضون.. حتى الشعب نفسه لا يدري بأي إتجاه يسير.. كلُ ذَهبَ مع الريح... البوصلة مُصابة بالدوار.. والأفق لا يسند بصرنا.

وهنا لا بد من إطلاق التحذير.. حيث أنه وعند إندلاع الحرائق، فإن النار تُفصح عن شهوة لا نهائية للافتراس والتدمير، ويكشف اللهب عن جوعه فيبدأ بإلتهام كل شيء. يهب الجميع لإطفائها، ويصبح الصراع بين الماء والنار لعبة حياة أو موت، لا تنتهي إلا بفناء أحد الطرفين مخلفاً وراءه خسائر عنيدة ومفضوحة. وفي حموة الصراع، تصبح العَجَلة هي ديدن الطرفين، فإن لم تجد النار ما تأكله، فإنها تأكل نفسها حتى تفنى فيها. وفي غمرة تَعَجل الماء لإنهاء الصراع لصالحه، فإنه قد يغفل عن جمرة صغيرة توارت بسؤ نية مبيت بإنتظار الفرصة، وفي لحظة غفلة، تُعيد تلك الجمرة نفخ روحها الخبيثة وتعاود الاشتعال في محاولة لإشباع جوعها الملعون.

هكذا هو حالنا.. نشعل الحرائق بايدينا ونعجز في السيطرة عليها، ولا يكون أمامنا سوى خيارين. إما أن نتركها تقضي على الأخضر واليابس وتحيلنا إلى بقايا مدمرة وحطام أسود لا يصلح لشيء، أو نحاول إخمادها على عَجَل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتلافياً للخسائر. دون أن ننتبه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية بخبث تحت الأنقاض.

الأذكياء فقط، هُم مَن يطفئون نارهم بتؤدة، ويعاملونها بما يليق بها مِن حرص حتى يأمنوا غدرها. فكل مرحلة يجب أن يُطفأ لهيبها بماء الحكمة الذي يحارب لهب التسرع والغباء، ويُخمد نار الغضب والكراهية، فلنتأكد من إطفاء جذوة كل مرحلة بما يليق بها، والانتباه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية التي تتحين أي لحظة غفلة لإشعال نار الفتنة بين الواقع والأمنيات.

جملة القول وفصله وختامه ومعناه.. إن الأوضاع الراهنة بكل متغيراتها العميقة تحتاج منّا إلى نظرة مختلفة ورؤية جديدة بقدر ما استجد مِن معطيات باتت تُحتم حُسن قراءة الواقع واستخلاص النتائج.. وليعلم الجميع أن هدير الناس الغاضبة ليست هدفاً في حد ذاته، وإنما هو مجرد وسيلة اضطرارية لكسر حالة الجمود والترهل التي أصابت الحكومات المتعاقبة.. لذا فإنه لا بد أن نبدأ، ومن الآن، وأن تكون بداية جادة وصحيحة لتحديد الملامح الأساسية في استراتيجية محددة الخطوات وواضحة الاتجاهات وصوب الأهداف التي يتوخاها ويقصد تحقيقها الجميع.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012