أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


زيارة حماس إلى القاهرة

بقلم : حماده فراعنه
22-09-2012 10:16 AM

ليست زيارة برتوكولية إلى القاهرة ، يقوم بها قادة حماس بل هي زيارة عمل هامة ومهمة حزبياً لحركة حماس ، ومصرياً من أجل الأمن وإستعداد حركة حماس للعمل على حماية الحدود المصرية الفلسطينية ومتطلبات الأمن المصري في سيناء ، وفلسطينياً من إجل التوصل إلى قرار وفهم للسؤال الخلافي المطروح والمتمثل بـ : هل قطاع غزة محرر أم ما زال محتلاً ؟؟ وما هي الأستحقاقات المتوفرة والمطلوبة للحالتين إذا ما زال محتلاً فما هو العمل وأدواته ، وإذا ما كان محرراً فكيف يمكن الحفاظ على ما تحقق وتطويره ، والسؤال الفلسطيني المصري الذي يحتاج لأجابة مشتركة بعد ذلك هو ما هو الموقف من التراجع عن الأنقلاب وإنهاء الأنقسام وإستعادة الوحدة الفلسطينية ، بمستوياتها الثلاثة :

1- وحدة البرنامج الوطني .
2- وحدة المؤسسة التمثيلية ، منظمة التحرير وما يتبع لها .
3- ووحدة الأدوات الكفاحية لمواجهة العدو . في ظل التفوق الأسرائيلي ، سياسياً وبشرياً وعسكرياً وتكنولوجياً وإستخبارياً وإقتصادياً وتحالفاً مع قدرات المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة ، و في ظل سياسة إسرائيل بتهويد القدس وأسرلتها ، وتهويد الغور على إمتداد نهر الأردن ، وتوسيع المستوطنات في قلب الضفة الفلسطينية ، لقطع الصلة والجغرافيا بين شمال الضفة عن جنوبها ، بما يلبي المشروع التوسعي الأستعماري الأسرائيلي الهادف إلى إلغاء حل الدولتين ، وعدم التوصل إلى تسوية واقعية بإقامة دولة فلسطينية على جزء من التراب الوطني الفلسطيني ، وفق قرارات الأمم المتحدة 181 و 242 و 1397 و 1515 ، وشطب قضية اللاجئين والقرار 181 ، وحقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها بعد إحتلالها الأول عام 1948 ، وإستعادة ممتلكاتهم فيها ، في اللد ويافا والرملة وحيفا وعكا وبئر السبع ، وتعويضهم عن التشرد والحرمان والتشتت .

زيارة وفد حماس ، تستهدف أولاً خلق الصلة والروح والتفاهم الحزبي التنظيمي بين قيادات حماس نفسها ، على أثر تعزيز سلطتها على قطاع غزة ورفض أي شكل من أشكال المشاركة أو العودة إلى صناديق الأقتراع ، النقابية أو البلدية أو البرلمانية أو الرئاسية وبالتالي فهو لقاء قيادي إستثنائي بعد الأنتخابات الداخلية للحركة ، وبعد ثورة الربيع العربي التي عكست قوة ونفوذ حركة الأخوان المسلمين ، كأكبر حركة سياسية عربية عابرة للحدود ، متفاهمة مع الأميركيين ، مما يعكس نفسه على حركة حماس ، كي تحصل على شرعية تفتقدها ، فشلت منذ أن تأسست كي تكون البديل لمنظمة التحرير ، أو أن تكون ، الند لها ، بشرعيتين ومؤسستين ورئاستين ، وها هي اللحظة قد أتت بعد ثورة الربيع العربي ، وإنتصار حركة الأخوان المسلمين بحصولهم على الأغلبية البرلمانية في كل من مصر وتونس والمغرب وحتى ليبيا ، مما يوفر غطاء وقوة لحركة حماس بإعتبار الأخوان المسلمين ، المرجعية الحزبية والتنظيمية والسياسية لحركة حماس ، وها هو أحد قادة الأخوان المسلمين يتولى مقعد الرئاسة المصرية ونفوذها .

ملفات عديدة ، تشكل بداية حقيقية وجدية ، تفتح النقاش ، وستؤدي إلى ترتيبات سياسية وأمنية بين الطرفين ، ستكون بمثابة خارطة طريق ، وبرنامج عمل في كيفية التصرف وإتخاذ الأجراءات ، على قاعدة التفاهم بين الحزبين الحاكمين في القاهرة وغزة تحت مظلة مرجعية فكرية وحزبية واحدة ، ومصالح قد تكون متضاربة حيناً ومتفقة حيناً أخر .

الموقف من إسرائيل ، الموقف من أميركا ، الموقف من السلطة الوطنية ، كيفية التعامل مع شرعية رام الله والرئيس محمود عباس ، والتوصل إلى إجابة للسؤال هل غزة محررة أم ما زالت محتلة ، وسائل الدعم والأسناد ، مواصلة إغلاق الأنفاق ، فتح المعابر وكيف ، وهذا يتطلب إجابات وتقديم إقتراحات والتوصل إلى حلول وتفاهمات مما إستوجب حشد هذا العدد من قيادات الداخل والخارج للتنظيم الواحد ، بعد أن يتفاهم مع نفسه ، يتم التفاهم مع الأخر المصري في القاهرة ، وما سينتج عن ذلك من قرارات .

زيارة وفد حماس إلى القاهرة الأن ، ستشكل محطة لما بعدها من محطات وخطوات متسقة ، تتلوا بعضها البعض ، مما يستوجب اليقظة الوطنية والقومية واليسارية والشخصيات المستقلة الفلسطينية ، إعتماداً على ترسيخ التحالف الوطني العريض الذي كان أساس قوة منظمة التحرير وقوة تمثيلها وهزيمة خصومها وعدم نجاحهم في أن يكونوا البديل أو الند ، بما فيهم حركة حماس ، ومن قبلها بعض الأنظمة العربية وروابط القرى .

ما يجري في القاهرة ، وما سينتج عنه ، ليس بالضرورة أن يكون معادياً ، أو ضاراً ، ولكنه يتطلب اليقظة ، والعمل على الأرض وفي الميدان ، في الضفة كما هو في القطاع ، بدءاً من إنجاح الأنتخابات البلدية في الضفة ، وما ستفرزه من نتاج لتوسيع شبكة الشراكة مع قوى إجتماعية بشخصيات جديدة شابة ودماء حارة تتوسل أن تأخذ مواقعها في قيادة العمل الجماهيري والبلدي والمحلي ، أسوة بالكبار الذين مضوا من رشاد الشوا وإلياس فريج وكريم خلف وفهد القواسمي وسميحة خليل وأخرين ما زالوا ، وأولئك الذين سجلوا إنجازات تستحق الأحترام في الخليل ورام الله ، هذا هو الطريق ، للإنتقال إلى المطالبة الهجومية الديمقراطية لتعرية سلوك وتسلط الحزب الواحد واللون الواحد في غزة ، وهم لا يقلوا تسلطاً عما فعله حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح ومعمر القذافي ، بمفردات مختلفة وتلاوين محلية ، ولكنها تصب في مضمون واحد ، سيطرة وهيمنة اللون الواحد والحزب الواحد على مقدرات شعب تعددي يتوسل الديمقراطية والأحتكام إلى صناديق الأقتراع ، وتداول السلطة ، وفق ما ستفرزه الأنتخابات .


h.faraneh@yahoo.com


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012