أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


كلنا أسامة يا أوباما!

بقلم : أ.د أمل نصير
22-09-2012 10:29 AM

من الشعارات اللافتة في المظاهرات التي خرجت في كل من أندونيسيا وتونس والكويت والأردن...احتجاجا على الفلم سيئ الصيت: (كلنا أسامة يا أوباما) !
هذه العبارة تختزل كثيرا من الوعيد والتهديد لأمريكا، ولعل تزامن هذه الأحداث مع ذكرى 11 أيلول المؤلمة التي اتهم أسامة بن لادن بالتخطيط لها يكشف عن المخزون العاطفي السلبي الذي تكنه الشعوب العربية والإسلامية لأمريكا.
باعتراف كلينتون أن الفلم مقزز، وتافه في قيمته الأخلاقية والفنية، وهذا يؤكد أنه جاء لإحداث فتنة أو للإساءة الخالصة للمسلمين، وليس من باب انتاج عمل فني يتحدث عن الإسلام مستفيدا من حرية التعبير المباحة للمواطنين هناك، وقد بات معلوما أن الثلاثي الذي قام بعمل هذا الفلم هم من أصحاب السوابق في الكراهية، وإثارة الفتن والأحقاد، وطلب الشهرة، وهذا جميعه يصنف في باب العنف النفسي والديني والأخلاقي.
كنا نأمل أن يتم الاحتجاج على ازدراء الأديان بطريقة حضارية وقانونية، تبتعد عن العنف والتخريب والغوغائية، فلا يمكن العاقل أن يقبل بالعنف وسيلة للحوار، ولا أحد يفضل الانتقام وسيلة من وسائل الرد على أي إساءة، فكيف به إذا أصاب أبرياء لا علاقة لهم بالأمر، وقد يكونون غير راضين عنه البتّة، إضافة إلى حرق الممتلكات، وإزهاق الأرواح.
ولا يمكن لعاقل أن يرضى بالاعتداء على السفارات أو اغتيال السفراء، أو التعرض لمواطني الدول ذات العلاقة، فنحن أيضا لنا سفارات في بلادهم، ومواطنون يعيشون بينهم.
ولا يمكن لعاقل أيضا أن يلوم أوباما أو سفراء الولايات المتحدة الأمريكية، أو غيرها من الدول على قيام أحد مواطنيها بعمل أمر مشين، ولكن هذه الحكومات مقصرة في سنّ القوانين التي تجرم كل من يسئ إلى الأديان والمعتقدات تماما كما تفعل مع من يسيئ إلى الديانة اليهودية، أو موضوع المحرقة وغيرهما، وإذا كان اليهود قادرين على تشكيل قوة ضاغطة لإجبار الآخرين على احترام معتقداتهم بتأثير أموالهم وثقلهم الاقتصادي، فمن حق المسلمين أن يسألوا عن تأثير ترليوناتهم المستثمرة أو المكدّسة هناك؟!

إن سياسات أمريكا في العقود الماضية جعلتها مسؤولة عن جزء كبير من حالة العنف التي يعيشها العالم العربي والإسلامي، فلو نظرنا في أعمار المشاركين في المظاهرات وجدناهم من الشباب الذين عاشوا عمرهم في ظل حكام متسلطين جثموا على صدور شعوبهم لسنين طويلة بدعم من أمريكا وشقيقاتها، وقد سلبوا حريتهم في التعبير، وقيدوا حركاتهم وسكناتهم، وبعضهم أضاقوا شعوبهم صنوفا من العذاب، بل إن أمريكا كانت ترسل مَن تريد تعذيبه إليهم! وكذلك قامت أمريكا بغزو شعوب عربية وإسلامية في عقر دارهم، وقتلت كثيرين منهم، واحتلت ديارهم في العراق وإفغانستان، ودعمت إسرائيل في احتلالها لفلسطين وتدنيس الأقصى، وقمعها للانتفاضة، وفي حروبها مع العرب، ووقفت في وجه كل محاولات إدانتها.
واليوم ما زالت أمريكا سائرة في سياستها فبدلا من تفهمها لحالة الكراهية التي تكنها لها بعض الشعوب، وتعمل على تبديدها تمعن في تحديها، وتسارع بإرسال فرق المارينز إليها بحجة حماية سفاراتها، ولا أدري إن كانت سترسل بقوة لحماية كل مواطن من مواطنيها في كل مكان يكون فيه؟!
كان من الأجدر أن تعمل أمريكا على حالة الكراهية ضدها، التي ستظهر للعيان في أي فرصة تتوافر للشعوب لتعبر عن غضبها المكبوت، فتُخرج العنف الذي عاشت في ظله ردحا من الزمن، فهذا العنف هو بضاعة أمريكية بامتياز، وما نراه اليوم هو رسالة لأمريكا وأشباهها مفادها : هذه بضاعتكم ردت إليكم.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-09-2012 11:35 AM

دائما امريكا العدو الاول للعرب وبدون امريكا لا نستطيع العرب تدبير امورهم حتى ثورة مصر الاخيرة وتزعم الاسلامين الحكم زادت قوة العلاقة بينهم فكم مرة احرق جماعة مرسي العلم الامريكي في مصر قبل الثورة والاطاحة بالتظام السابق

2) تعليق بواسطة :
22-09-2012 12:51 PM

اتعرفين يادكتوره او سمعتي بقصة المجنون الذي صعد الى مآذنه المسجد واجتمع العقلاء لأقناعه بالنزول من المآذنه ولم يفلحوا باقناعه بالنزول وعلى الرعم من كثر المغريات له من قبل الحموع الغفيره التي احتمعت لتلك الهدف فلم يابى في ذلك كله حتى اتى مجنون اخر من نفس البلده فنظر الى ذلك المجنون المتحصن في المآذنه وقال له اتنزل من المآذنه والا اقطع المآذنه بك بهذا المنشار وكان يحمل بيده منشار فاذا بمجنون المآذنه يصرخ منها ويتوسل بان لايتم قطع المآذنه وهو بها فنزل على الفور منها@ الباقي لكي سيدتي وشكرا لهذه المقالات التي كانت سبب صقوط اسهم الكرامه لدينا في بورصة الكرامه الانسانيه

3) تعليق بواسطة :
22-09-2012 06:19 PM

يبدو انك يا ابن عمي ما قرات من المقال الا العنوان احنا هيك شعب لا نقرأ المضمون

4) تعليق بواسطة :
22-09-2012 11:34 PM

الظاهر بانك لم تستوعب ما بين السطور من هذا المقال وبان الطرق الحضاريه والقانونيه والتي تريد الاستاذه اقنناع الشعوب المهانه والمداسه من قبل امريكا بذات هي الطريق الغير غوغائي ونحن جميعا على يقين تام وحقيقه غير مبهمه بان الواقع غير ذلك وبان الامه الاسلاميه والعرب ليس وليدة الثوره الغوغائيه اليبيه والاستاذه هي بنفسها تؤكذ بان الامريكان هم من زرعوا هذه الحاله وتناسيه بان امريكا نفسها وطهورها الى التاريخ كانت بطريقه غوغائيه وتعاملها مع العالم كافه بنفس الطريقه الم ترى بان الغوغائيه هي الطريق المختصر للجم الغوغائيه اي حوار تتحدث ومع من تتحدث وتحاور ستين عام ونحن نحاور النتيجه صفر مكعب هل لدى الامريكان متسع من الوقت للحوار مع شعوب العالم الثالث اما بنسبه للهجوم والقتل لسفراء والدبلوماسيين وحرق الممتلاكات التابعه لها فهذا لايصح اطلاقا اذا التزمت الحدود الدبلوماسيه ولم تخرج عن طور الدبلوماسيه وما مايخص الامريكان فهم خارجين عن كل الاعراف وعلى كل القوانين فهم قاده عسكريين اينما كانوا وهذا فقط يحرمهم الحصانه الدبلوماسيه وهم قادة حروب وعدوان بالنسبه لدول الاسلاميه والعربيه بوجه الخصوص امريكا تعرف حوار القوه فقط وتحترمه جيدا لا تصدق بان هناك حوار بين قوي وضعيف حقك لدى الامريكان هو السكوت والصبر على كل مايفعلون بكم وبكل المعاني والمضامين نملك الحق في ذلك فقط تعرف لو يحسبوا حسابنا لحاورونا منذو امد بعيد وكيف يحسبوا لنا حساب ونحن في هذا الويل من السقوط وهم يعرفون ذلك

5) تعليق بواسطة :
23-09-2012 12:26 AM

ان كلمة الغواغائية هنا لا تعني كل ما حملتها انا فهمت من المقال ان يحق للعرب والمسلمين الرد على سلوك الامريكان وغبرهم بما يملكون من وسائل والعنف يجر العنف ويجب ما يفهموا ان الشعوب لا تنسى مهما طال الزمن................لكن لا يمكن ان تتجاهل كل ما في المقال وما بين السطور من تهديد الصهيونية العالمية وتقف عن كلمة واحدة لان الغواغائية تؤدي الى حرق الممتلكات والفوضى التي تؤدي الى قتل بعضنا البعض

6) تعليق بواسطة :
23-09-2012 01:01 AM

هل لها تفسير غير الغوغائيه بعينها

هل تريد منا بان نلحق بركب مشايخ اليوم بالفتاوي وان نفتي كما يحلو لنا وكما نؤمر والى اي مدى تريد من الشعوب بان تبقى خائفه من البعبع الصهيوني والصهيونيه الم يحن وقت ظهور المروءه لدينا بعد الى متى هذا التغيب ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012