أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 18 حزيران/يونيو 2025
شريط الاخبار
تحذير إيراني ودعوة السكان لإخلاء تل أبيب وحيفا تعديل على ساعات العمل في جسر الملك حسين يومي الأربعاء والخميس مستو: انخفاض أعداد المسافرين 51% بسبب التوترات الإقليمية التربية: امتحان الثانوية العامة يوم 26 حزيران في موعده ترامب: نعرف مخبأ خامنئي ولن نقتله في الوقت الحالي إيران توجه رشقة صاروخية جديدة باتجاه الاراضي المحتلة 3.3 مليار دينار الإيرادات المحلية خلال الثلث الأول 2025 عطلة رسميَّة في السَّادس والعشرين من حزيران بمناسبة رأس السنة الهجريَّة الملك يعود إلى أرض الوطن الحياري: مخزون آمن لدى المصفاة والشركة تنفذ خطة تشغيلية متكاملة لضمان أمن التزود بالمشتقات النفطية الأمن العام يعلن انتهاء فترات الإنذار وبدعو للالتزام بالإرشادات حفاظاً على السلامة الملك يؤكد لرئيسة البرلمان الأوروبي ضرورة التحرك الفوري لخفض التصعيد الخطير في المنطقة أمانة عمان تنفذ المرحلة الثانية من مشروع توسعة منطقة المحطة الفراية: عودة أكثر من 80 ألف لاجئ سوري طوعيا حسان يتفقد أربعة مواقع في لواء ناعور
بحث
الأربعاء , 18 حزيران/يونيو 2025


التغذية الراجعة...للأزمة السورية

بقلم : قيس عمر المعيش العجارمه
24-09-2012 09:29 AM

كغيرها من الثورات انطلقت شرارة الاحتجاجات في سوريا بقبسٍ من شعلة الحرية التي استضاء بها شارع الحبيب بو رقيبة في تونس وميدان التحرير في القاهرة،إلا أن تلك الشرارة سرعان ما تحولت الى نارٍ كبرى تحرق الأخضر واليابس لتشتعل بلهيبها ربوع وأرياف دمشق وحلب وحماة ودرعا وتكتوي بلظاها قلوب أبناء سوريا جميعاً على ما أصاب حاضرة بني أمية من مصيبة تستحضر معاني وعواطف شوقي الجيّاشة في رثاء دمشق عندما غزاها الفرنسيون!!! هذه النار التي ألهبها وزاد سعيرها وقود السياسة العربية وهشيم المؤامرة الغربية، لن تهدأ أو تخمد حتى تجعل من سوريا دويلات طائفية تحكمها ميليشات ومرتزقة ودمى سياسية ومتطرفين تتعدد أهدافهم وتتنوع بحسب مصادر تمويلهم.

لكّن المصيبة الأعظم تكمن في غياب الإستراتيجية لدى بعض ممولي وصانعي الحرب في سوريا خصوصاً دول الشرق الأوسط، الذين لا تتعدى نظرتهم لما بعد سقوط سوريا يوماً واحداً، فهم يهدفون الى إسقاط النظام ولا يفكرون بما ستؤول اليه الأمور بعد ذلك..التي حتماً سوف يتأثرون بها سلباً.

إن أي عمل أو برنامج أو مشروع سواء كان سياسيا أو إقتصاديا لا بد من دراسته دراسةً وافية تعتمد على تحقيق موازنة بين الإيجابيات والسلبيات، بمعنى إن تحقيق الهدف لا يكفي بل يجب دراسة ما يترتب على ذلك من نتائج من خلال ما يسمى بالتغذية الراجعة (Feedback) أي التحكم في الأداء الديناميكي للبرنامج أو المشروع .

ولقد بدأت التغذية الراجعة لمشروع الحرب على سوريا أو الثورة السورية تظهر على الارض ترجمةً للأداء الديناميكي لها من خلال عوامل ومشكلات كبيرة بدءاً من نزوح اللاجئين التي ألقت بظلالها على الأردن وبدأت تفرض على كاهله أعباءاً اقتصادية وسياسية وأمنيّة كبيرة تتعدى طاقته، الإ أن ما يخفف هذا العبء هو الواجب الأخلاقي تجاه الأشقاء والأمانة التاريخية التي يحملها الهاشميون تجاه العرب جميعاً، إضافةً الى معاني الإيثار والشهامة العربية التي تجعل من حمل هذا العبء شرفاً يعتز به حامله.

لكن الخطر الأكبر لتلك التغذية الراجعة يكمن في أفغنة سوريا بإستقطاب المقاتلين والمتطرفين من كل حدب وصوب وإغراق سوريا بحرب عصابات لن تنتهي عند الحدود السورية بل أنّها سوف تنتشر وتحاول التوسع افقياً، ولقد اثبتت تجارب مماثلة خطورة استخدام هذا السلاح الفتّاك فالعراق لازال سقيماً بمرض الإرهاب الذي بدأت تظهر أعراضه في ليبيا وسيناء، أمّا الأردن الذي لازال أمةً وسطا يتخذ من الاعتدال والتوسط سياسة ومنهجاً استرتيجياً، فلا بد له من أن يتأثر بالتغذية الراجعة لهذا المخطط الغوغائي سيما وأن فلول التطرف والإرهاب بدأت بالتحرش على الحدود الشمالية له، إضافةً الى محاولات النظام السوري تصدير الأزمة الى الأردن كنوع من أنواع توسيع دائرة الصراع وإدخال أرقام جديدة على المعادلة.

ربما أن جدّية هذه المخاوف تقلق الأردنيين خصوصاً في ظل حالة عدم الإستقرار التي تعيشها المنطقة بأسرها يقابلها (أي المخاوف) مشاعر الثقة بحكمة القيادة في التعاطي المرن المستنير للسياسة الأردنية مع الأزمة السورية منذ بداياتها ترجم هذا مقاومة الأردن لكل أشكال الإبتزاز السياسي والاقتصادي من أجل تغيير سياسته ومنهجه تجاه سوريا ونظامها الإ أنّه لم يرضخ وتعامل بحذرٍ شديد وحكمة عالية مع هستيريا تصفية الحسابات السياسية بذريعة الحرية للشعب السوري التي إذا تحققت فلن تجد شعباً موحداً يعيشها أو حتى يحلم بها!!! يقول الامام الشافعي ضاقت فكلما استحكمت حلقاتها فرجت.... وكنت اظنها لا تفرج....نأمل من الله العلي القدير أن يكون لخطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة صدىً يُسمع عند اصحاب القرار العالمي ليقدّروا أن ثمن الحرية للشعب السوري اصبح باهضاً جداً يفوق قدرة السوريين والمنطقة بأسرها.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012