بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
27-09-2012 09:38 AM
يبدو ان تحولا ملموسا بدأ يأخذ شكلا جديدا من اشكال الاعتصام من خلال الدعوة الاخيرة للاخوان المسلمين ومن معهم من الاطياف والالوان والتيارات السياسيه المختلفه وعلى رأسهم حراك الاصلاح, واذا ما قدر وكتب النجاح لتلك الدعوة من خلال حشد وتجميع اعداد غفيرة من المعتصمين وكما اعلن فان ذلك سيعتبر بمثابة نقطة تحول واضحة ومؤشر حقيقي الى ان الحراكات الشعبية بدأت تسير ضمن خطة ممنهجة ونامية وتمتلك البدائل , لذلك يتوجب هنا على الحكومة التعامل مع هذا التحول بطريقة ايجابية جديدة بعيدة عن المألوف القديم, كون السبب الرئيسي في ذلك التحول يعود الى عدم استجابة الحكومات وتجاهلها لمطالب هذا الشعب وعلى مدار اشهر طويله من المطالبات , وعليه فإنه يتوجب على الحكومه الحالية ان تدرس هذا الموضوع وهذا التحول بعنايه فائقه ,وان لا تترك الامور للحظ وان لا تحاول التقليل من اهمية هذه الدعوه ,وان تتاكد من التقارير والتوقعات والدراسات الحكوميه التي ستبذل وتعد بهذا الخصوص, فالموضوع جدا حساس وغير قابل لفوازير وجوائز رمضان ,فهذا مستقبل أمة ومصير وطن وشعب , من هنا تاتي ضرورة وجوب تدخل الحكماء وان يقدموا استشاراتهم للحكومه والمتضمنة ضرورة تغيير استراتيجياتها ,بتقديم تنازلات مقنعه للشعب ,واجراء اصلاحات تدريجيه تتماشى مع ما تطالب به احزاب المعارضه والحراكات الوطنيه ,وما يهمز ويلمز به الاردنيون الصامتون, تجنبا لأي تضخم مفاجئ قد يطرأ على اعداد المشاركين في الاعتصامات والمطالبين بالاصلاحات, وتجنبا لارتفاع السقوف والمطالب وعدم نزولها ,فهذه الحكومه الحاليه وعلى الرغم من قصر عمرها الا انها ارتكبت اخطاءا فادحه في ملفات مختلفة , ووترت الموقف وزادت من ضربات القلب ومن حرارة الجسم الاردني الواحد.
وكنتيجة لذلك ,جاء النداء الاخير والذي حدد الحد الادنى للمعتصمين ب 50000 ,وعلى الرغم من كل ما سبق فإن الموقف الان سهل وبسيط وقابل للسيطره والهيكله وبالشكل الذي يتم التوافق عليه ما بين الحكومه والحراكات, اما اذا نزلت العجله عن حافة الطريق فان النتائج ستكون صعبة ومؤلمة للجميع, عندها سيصعب التراجع ولن يكون هنالك اي قيمه لتقديم التنازلات او حتى اجراء الاصلاحات, وحينها لن تجدي الاستفادة من قصة الذئب والغنمات ,وانني هنا وفي هذا السياق ونظراً لأهمية وحساسية الموقف وتحسباً لأي تسارع قد يخرج بنا عن السيطرة فإنني أرى أن حل هذه الازمة والسيطرة عليها لن يكون الا من خلال تدخل مباشر وعاجل لجلالة الملك, وذلك بحل مجلس النواب واقالة الحكومة قبل تاريخ جمعة الانقاذ, وان يلازم ذلك تشكيل حكومه وطنيه بطريقه مغايره للتشكيلات السابقه وبشخصيات مختلفه تضم احزاب المعارضه والحراكات والشخصيات الاردنية الوطنيه المشهود لها بالنزاهه ,والابتعاد عن اي شخصيه جربت سابقا فإن قطرات معدودة من الحبر السائل كفيلة بافساد عذوبة الف لتر من الماء الصافي العذب , متضرعاً الى الله العلي القدير ان يلهم جلالة الملك طريق الصواب ويرزقه اتباعها ,ويبعد عنه طريق الباطل ويرزقه اجتنابها, لان في ذلك خير لنا جميعا, وطن ومواطن وقياده.