بقلم : امجد السنيد
29-09-2012 10:39 AM
بات في حكم المؤكد أن الخلاف الداخلي داخل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وعدم الاتفاق على صيغة موحدة جراء عدم احترام التراتبية بين صفوف الجماعة ما يؤشر أن فيروس عدوى الربيع العربي أصاب الجماعة وجعلهم يتخذون حزمة من القرارات التي تتصف بأنها غير مدروسة وتفتقر إلى الحكمة والعقلانية في التعامل مع المعطيات الوطنية
نشوة السلطة التي أصابت كثير من نفوس الجماعة بأنهم الأحق في التحدث في المحافل الدولية وقيادة دفة السياسة وخصوصا مع أخذ الضوء الأخضر من قبل الإدارة الأمريكية في دعم الإسلاميين الأقرب إلى الخط العلماني لمواجهة ما يسمى بالتطرف والأصولية الإسلامية إضافة إلى المحافظة على المصالح الأمريكية والتي هي بالنهاية الغطاء الشرعي لسياسة تل أبيب
جميع القراءات والتحليلات التي تؤطر لهذه الفترة الزمنية وخاصة ما يتعلق بالساحة الأردنية تؤشر على ارتفاع منسوب خطاب المعارضة للإسلاميين بحيث بات لا مانع لديهم في الخروج على ولي الأمر فعلى سبيل المثال احد قادتهم قبل أيام يتحدث عن عدم استخدام القوة في الداخل وإنها موجهة للخارج ما يدل على انه نصب نفسه قائد ميليشيا شأنه شأن حزب الله وحسن نصر الله في لبنان أي بمعنى أخر دولة داخل دولة وهذا يقودنا إلى أن الحديث عن سيادة القانون ودولة المؤسسات هي غطاء قانوني لما يجول في داخل صدورهم وهو الاستحواذ على السلطة أو تقويض النظام السياسي للبلد .
الجميع وقف مذهولا بعد أن كشف فيصل لفايز النقاب عن انه عرض صوت ثالث للمحافظة لكن إصرار ورفض الجماعة على مبدأ اللاء وإقصاء النعم يعني أنهم باتوا ينتهجوا ما جرى في مصر عندما بدأ النظام السياسي هناك بتقديم التنازلات يوم تلو الأخر حتى وصلنا إلى ماهي عليه مصر من وصول الإسلاميين فكانت أول البشائر قمع حركة الاحتجاجات في ميدان التحرير ثم استئصال من يطلق عليهم بالتطرف الإسلامي في سيناء وأخرها إغلاق الأنفاق وهدمها مع قطاع غزة وإلا لماذا تتعهد الإدارة الأمريكية بمبالغ طائلة لمصر هل هنا حسن النية مطلوب أم مرفوض؟.
أنا اعتقد أن الإخوان باتوا يمارسوا سياسة لي الذراع والابتزاز من خلال محاولة حشد الناس إلى صفوفهم بهدف تنظيم ما يسمى بحركة المقاومة الشعبية واستمالة بعض عناصر النقابات المهنية والحراكات وقد يصل الأمر إلى خلق الاحتكاك مع رجال الأمن في مراكز المدن المغلقة أي بمعنى أخر فاني أرى خطط الإخوان انتقلت أو اجتازت مرحلة الدعاية والتنظير والضغوط السياسية إلى مرحلة العمل على الأرض.
ولعل ما يؤكد ذلك إن جميع الوسطاء مع جماعة الإخوان المسلمين افشلوا بقصد جراء زج الإخوان بالمتطرفين في وجوههم كتكتيك إخواني لخروج الوسيط أمام سيل الطلبات المستعصية والتعجيزية أو بعبارة اخرى غطرسة الإخوان
أن الخوف على الوطن ومقدراته لا يتم تحت بند زعزعة أمنه واستقراره وإنما بالاحتكام إلى لغة المنطق والحوار ولو استغرق ذلك العمر كله .