بقلم : طايل البشابشة
29-09-2012 10:52 AM
لاينكر عاقل أو حتى مجنون عقله على قده (هه وهه)أن الفساد إنتشر في الأردن في السنوات الأخيرة إنتشار النار بالهشيم أي بسرعة لاتقوى حتى دائرة الإحصاء العامة التي يبدوا أنها في إجازة ولا سامعين عنها حس ولا خبر ولا تدري حتى عن أعداد العمالة الوافدة أواللاجئين السوريين الموجودين في الأردن رغم أنها تملك الإمكانيات والأجهزة فكيف لها أن تحصي عدد الفاسدين وهوخارج إختصاصها ..عموما نحن أوردنا ذكر هذه
المؤسسة لمجرد أنها متخصصة في الأرقام والتعداد وعلى سبيل التهكم فكيف نعتب عليها إذا لم نعتب على دائرة المخابرات العامة التي من ضمن إختصاصها مكافحة الفساد وهي صاحبة النفوذ والسطوة والإمكانيات.
عموما الشللية والمحسوبية والواسطة والتوريث وغيرها من أشكال الفساد رغم خطورته وما فيه من ظلم وأكل لحقوق المواطن وفرصه في التعليم والتوظيف وإحتكارها في فئة معينة(كل هذا تعودنا عليه وتعايشنا معه)منذ تأسيس الدولة الأردنية.
أما في العقد الأخير منذ أن تسلم الجيل الثاني من تلك الجماعة زمام الأمور وهو الذي درس في الغرب وعاش حياة (الهشتك بشتك )التي طابت لهم رغم أنهم بمجملهم أبتعثوا على حسابنا ومصاريفهم وسهراتهم وعربدتهم من حيوبنا,إلا أنهم عندما ورثوا مناصبهم لم يكتفوا بدرجة الفساد التي كان عليها آباؤهم ولم يحمدوا الله على هذا الميراث ويحافظوا عليه فكان أن تبخرت شوية المبادئ والشعور بالمسؤو لية ألتي كان عليها آباؤهم في أن يحافظوا على هذه المزرعة التي وهبت لهم بالميراث ,ولأنهم تربوا وعاشوا على قيم الغرب وحياة البذخ والإسراف التي عاشوها هناك حيث طاب لهم المقام ,فكان ان صدموا حضاريا عندما عادوا للوطن حيث لم تعجبهم قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا بل لم تعجبهم (المزرعة)ولا فلاحيها,فعاثوا فيها فسادا بل فتكا وتدميرا ,فتحت شعارات مستوردة من غربهم القذر كبرنامج التحول الإقتصادي وليبرالية السوق تمت الخصخصة وبيعت أصول المزرعة بالكامل أو تكاد ,وحصلوا على الكومشن وأرسلوه لمراتع صباهم التي كانوا بها لأنهم اعتبروا عودتهم إلى الوطن مجرد محطة في حياتهم ,فأجسامهم هنا لكن عقولهم وقلوبهم هناك..وهذا تصورنا لما حدث .وإلا كيف يصدق عاقل أن في هذا العقد من تحملهم المسؤولية أجهز بضم الألف على دولة بنيت في 80 عاما ..؟كيف تضاعف الدين 3مرات وأكثر وأين أثمان ما بيع من مقدرات البلد..؟هل ما قاموا به من فتك بإقتصاد الوطن وتجويع المواطن له ما يبرره من طمع وجشع أو عدم إنتماء..؟
هل هم على عداء مع هذا التراب وأهله أم أنهم شركاء في أجندة أو مخططات ينفذونها بغباء هذا إذا استبعدنا إشتراكهم في المؤامرة..؟
تساؤلات يطرحها المواطن على نفسه ولن يجد لها جوابا ,فكلنا يعلم كمواطنين من المثقف حتى كنترول الباص مع إحترامنا لكل عمل شريف وعلى إختلاف إنتمائاتهم وشرائحهم في المجتمع ,أن الأطماع في بلدنا من بني صهيون منذ تأسيس كيانهم المسخ غربي النهر واردة وتصريحات قادتهم ومفكريهم ألتي يطلقونها لجس النبض
بين فينة وأخرى لاتنقطع..أفلا يحرك ذلك ضمائر أصحاب القرار بل أصحاب المزرعة بأن يلتفتوا وينتبهوا للخطر القادم من الغرب فينبروا إلى الحكمة ويحاولوا إصلاح ما أفسدوه وبخطوات يحس بها الشعب أنهم جادون في ذلك..؟
لكن يبدوا أن الوطن لايهمهم فهاهي دوائر الفساد تكبر والديون تتعاظم وبالتالي التبعية وما يليها من تنفيذ طلبات المانحين من تجنيس وغير ذلك وما خفي كان أعظم.الا أن الأخطر هو طلبات صندوق النقد الدولي ألتي بشرنا بها وزير المالية برفع الدعم عن قوت المواطن الذي يئن الآن تحت سياط الجوع والفاقة مما يعني غلاء فوق هذا الغلاء وبؤس وشقاء في القادم من الأيام.
أما شلة الأنس من الفاسدين ومن تسببوا فيما نحن والوطن فيه فلم يقترب منهم أحد بل حصنوا بقانون العار الجديد (قانون المطبوعات)الذي صادق عليه نوابنا وأعياننا البواسل ليثبتوا لنا قبل أن يغادروا أنهم كانوا وما زالوا مع الفساد بل أدواته التشريعية..فهذا القانون بتصورهم سيلجم أفواه كل من ينتقد الحكومات وأفعالها
الشائنة وتقصيرها هذا عدا أنه الحصن الحصين الذي يحتمي به كل فاسد.
هذا عدا عن الهجمة الأخيرة وموجة الإعتقالات التي طاولت شباب الحراك على رغم قلتهم فهم يرون فيهم الخطر الأكبر الذي يهدد مصالح هذه الفئة الفاسدة.وبذا يتصورون أن الساحة ستخلوا لهم ليفعلوا في الوطن ما يشاؤون بعد أن ملئت قلوبهم رعبا من ما يكتب وما ينشر من فضائحهم ولوبالتلميح في المواقع الألكترونية أوهتافات شاب حراكي هاله ما يحصل لوطنه فانتصر له بلسانه بسلمية ووعي قل مثيلهما .
إن القمع الذي يمارس الآن وفي الظروف البائسة ألتي يمر بها المواطن وأمعائة صامتة لأن بها ما يسكتها من بقايا زاد دفع ثمنه بشق الأنفس من كد وعرق ..كيف له إن لم يجد تلك اللقمة أن يسكت وهو يرى فئة من
الذين تحكموا أو سرقوا قوت عياله يعيشون في أبراجهم العاجية ولم يحاسبوا..؟
إن كل الوسائل ألتي تلجأ لها الآن الدولة لن تطفئ بركان الغضب القابع في الصدور بل ستزيده إشتعالا فالزلزال قادم لامحالة وهذا ما يخطط له العدو القابع خلف النهر ولا حول ولا قوة إلا بالله.