أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


القائمة الوطنية تعزيز للهوية والوحدة

بقلم : حماده فراعنه
02-10-2012 09:43 AM



على الرغم من أن عدد مقاعد القائمة الوطنية ، لا تتجاوز نسبة 18 بالمائة من عدد مقاعد مجلس النواب المقبل ( 27 مقعداً من أصل 150 ) ، ولكنها بادرة شجاعة ، وخطوة نوعية ، أقدمت عليها لجنة الحوار الوطني ، وحصيلة جهد من النقاش والمداخلات ، بين التيارات المختلفة المشاركة في لجنة الحوار سواء من التيار المحافظ أو التيار القومي أو اليساري ، وفي غياب مسبق للأخوان المسلمين ، ولو تمت مشاركتهم ، لربما كان حصيلة مخرجات الحوار أفضل وأعم وأشمل ، لكونهم جزءاً مكملاً للطيف السياسي الأردني .

ونظراً للحصيلة المتفق عليها ، ولأهميتها أقرت حكومة الطراونة ، مبادرة لجنة الحوار الوطني بإقرار القائمة الوطنية في مشروع قانون الأنتخاب ، ولكنها أبقت نسبة القائمة الوطنية متدنية مقارنة مع إتساع الدوائر المحلية والكوتات النسائية والبدو والمسيحيين والشركس ، إلا أن تدخل جلالة الملك ، بإستعمال سلطاته الدستورية دفع إلى زيادة الأقتراح الحكومي من 17 إلى 27 مقعداً ، تأكيداً على أهمية القائمة الوطنية ومضمونها ودلالاتها ، وأكدها المشرع الأردني عبر مجلسي النواب والأعيان .

القائمة الوطنية على مستوى الأردن ستعزز من الهوية الوطنية الجامعة والموحدة لكل الأردنيين بإتجاهين أولاً بإتجاه تشكيل القائمة أو القوائم من كافة المكونات الأردنية ، وثانياً بإتجاه تصويت الأردنيين من كافة مكوناتهم نحو القائمة الواحدة الموحدة وإنحيازهم لها ، وبالتالي يتوحد لأول مرة سكان المدن والريف والبادية والمخيمات في التصويت لقائمة موحدة تضم في صفوفها العرب والشركس والأكراد ومن المسلمين والمسيحيين ، ومن الرجال والنساء ، وهي خطوة ستنقل الجهد والنشاط الأنتخابي ، كي يكون ذا حصيلة نوعية ، تفتح بوابات الأمل للأردنيين كي يتجاوزوا ، معايير الجهوية والفئوية وضيق المساحة والأختيار ، نحو قيم المواطنة ، على قاعدة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين كافة الأردنيين ولكل الأردنيين .

صحيح أن القائمة الوطنية لن تلبي تطلعات الأردنيين الأصلاحية في الوصول إلى الهدف المركزي وهو تشكيل حكومات برلمانية حزبية ، ولكنها لا شك أنها خطوة صحيحة وجدية على هذا الطريق السوي وتفعيل المادة الدستورية التي تحكم نظامنا السياسي القائم على ' النظام النيابي الملكي ' ، ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة .

الأحزاب السياسية تداعت من جهتها مع الفعاليات الشعبية والحراكات الشبابية ، المختلفة ، بتلاوينها المتعددة ، لتدارس تشكيل قوائم إنتخابية منسجمة ، سياسياً وفكرياً ومصلحياً فيما بينها ، للخروج بصيغ تكفل تحقيق نجاحات لكل منها وفق قائمته وإتساع قاعدته الشعبية ، وهي تجربة إن نجحت ستضع مداميك قوية أمام شعبنا بمختلف مكوناته ، وترصف طريقه نحو تعزيز الهوية الوطنية وتماسكها ووحدتها ، حفاظاً على أمن الأردن وإستقراره ووحدته ، وبما لا يتعارض مع التعددية ، بل وفي ظلها وإستمراريتها .

h.faraneh@yahoo.com


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012