أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


حيطنا مش واطي

بقلم : طايل البشابشة
04-10-2012 09:14 AM

حيطنا مش واطي .. أغنية شعبية تابعتها على إحدى الفضائيات التي تتخصص في بث هذا النوع من الأغاني فللوهلة الأولى يشدك الإيقاع فتقف هنيهة لتستمع وما هي إلا لحظات حتى تجد قدميك وساقيك قد بدأتا بالإهتزاز ثم تندفع بمشاعرك ويذهب قلبك ووجدانك مع المطرب مرددا معه حيطنا مش واطي إحنا اردنيةحيطنا مش واطي فتتدفق المشاعر والأحاسيس بالزهو والفخر ,وبالتالي النشوة لتجد نفسك تصفق وتتمايل بلا وعي لثوان فيتحمس جمهورك (أم العيال وعيالها) فيشجعوك بالتصفيق لتكتشف بعد أن بدأت تلهث أنك أصبحت مسخرة أمامهم بهذا التهريج الغير مسبوق لكهل شارف على الستين,لتنتفض فجأة وبإعتداد بالنفس وتراجع قائلا إن مجرد ذكر الأردن في أغنية كفيل بترقيص من يسمعها حتى لو كان في خريف العمر.


لا اعتراض لنا على التغني بالوطن فهو يستحق منا أن نفديه بالمهج والأرواح وكم طربنا على اغان وطنية
وأروعها كان أغنية كانت تذاع إبان العدوان على العراق الشقيق وكان أحد أبياتها (إنت الأغلى ياوطني) وكان الأردن آنذاك صاحب موقف قيادة وشعبا رغم الضغوط من الأشقاء والأصدقاء.


لكن الذي لفت نظري وألهمني ان أكتب هذا المقال هو كلمات الأغنية الأولى (الحيط)التي أجهل من هو كاتب كلماتها ألتي أتت على هذا النحو من التحدي فربما تعرض الوطن لتهديد لا أعرف ممن ومتى فانتصر شاعرنا له فأطلق العنان لملكته الشعرية وجاءت هذه الأغنية.عموما نقول لشاعرنا يسلم لسانك ياقرابه والله والنبي محييك على هذه الروح الوطنية, لكني أقول لمن هم وراء هذه الفضائيات يا جماعة الخير خليكوا واقعيين وخيطوا في غير هالمسلة ولا تكابروا وتلعبوا بعقول الناس وقلوبهم بدغدغة مشاعرهم فبعد السكرة يصحو مواطننا المسكين ويكتشف أنكم تدلسون عليه وتستغفلونه بهذا التلفيق المغنى الذي تحقنونه به لاإراديا وهو يتمايل نشوة دون إدراك ليفيق بعد السكرة ,على وطنه صاحب الحيط العالي الذي صورته الأغنية كأنه (سور الصين العظيم) قد غدا واطي متداعي مطية لكل طامع بعد أن سكنته الهوام والثعابين والقوارض من دهاقنة الفساد وعاثوا به خرابا وفتكا فأفقدوه تماسكه وتجانس مكوناته ,فأشرف على الإنهيار و لولا لطف الله وبقية من أساسات متينة كان قد وضعها الأجداد والآباء ,ممن بنوا هذا الحمى.


نتمنى نحن كمواطنين ونفخر بإنجازات الوطن وتميزه ونفاخر بكوادرنا الإعلامية التي تفوقت في الوطن والأقطار العربية والأجنبية ولكن أن يكون إعلامنا بهذه الصفاقة هو ما نقبله ,فقد تفوقنا على الدول الشمولية في
التسحيج والتطبيل والتدليس فأضحى غوبلز النازي أخف بلا من القائمين على إعلامنا.

فحيطنا ألذي نخره الفساد بديونه الثقيلة والعجز المهول في ميزانيته بعد أن برع الفاسدون في إيصاله للتميز في التسول أصبح مطية لكل عابر سبيل أو مكان مذري لكل مثانة ممتلئة تفرغ في ذراه وتستعمل أحجاره الهشة
المتهالكة للتجمر..فلنكن واقعيين ونعترف أننا في زنقة ما بعدها زنقة قد تودي بنا إلى زنقة القذافي لاقدر الله ولنرمم حيطنا قبل أن يتهاوى,علما أننا نعلم قوة اللوبي ألذي يدعم هذا النوع من الإعلام واستمراريته في هذه الفضائيات التي إنتشرت كا لفطر السام ناقلة تهريجنا ومهازلنا للعالم الخارجي ,و كأن كل ذلك لايكفي فانبرى هذا اللوبي لإصدار قانون المطبوعات والنشر الجديد الذي أعد وفصل بحرفية لمحاربة المواقع الألكترونية التي عرت الفساد وأزلامه في محاولة من اللوبي لإسكات الأقلام الحرة التي تكتب في هذه المواقع التي لم ولنيتاح لها أن تعبر عن الواقع المرير الذي يمر به الوطن والمواطن في الصحف اليومية ووسائل الإعلام المختلفة التي يسيطر عليها هذا اللوبي.

هذه المواقع التي تصدت لغول الفساد ألذي تعملق والتهم خيرات البلد وأفقر مواطنها وأوصلنا لهذا الحال من البؤس والفاقة وبالتالي التبعية التي تفضي بسهولة لتمرير المخططات والمؤامرات ألتي تستهدف الكيان والهوية.

يتزامن صدور هذا القانون مع هجمة إعتقالات لنشطاء الحراك من الشباب وبالتحديد من يمثل نبض المظلومين في الجنوب البائس وأبناء العشائر الأحرار الخائفين على وطنهم وهويته في حين ترسل الوفود والرسل لمن
لايؤمنون بهذه الهوية وهذا الكيان الذي سيبقى بعون الله وهمة أبنائه المخلصين شوكة في حلق كل متآمر .

وأما مسيرة الزحف المقدس أو مسيرة بدر الكبرى كما أسموها فلابد أن نتطرق لها بعجالة حتى لو أنها خارج الموضوع لخطورتها فالجشد لها من كلا الطرفين إخوان وحكومة ما هو إلا حلقة من حلقات التآمر على هذا
الوطن (الحيط)في محاولة كل منهما لإثبات من هو الأجدر بالإستيلاء عليه أيا كانت نتائج هذه المبارزة وأيا كانت المصائب التي ستنتج عنها.

وآخر الكلام عتب..(إلى أصحاب الضمائر الحية من الشرفاء أبناء هذا التراب من الوجلين الخائفين عليه آزروا إخوتكم ممن يمثلون المواقع الألكترونية في خيمة إعتصامهم لإسقاط هذا القانون .)ولاتشاركوا الحمقى
مسيراتهم ,فهؤلاء لايعبأون بنتاج ما يعبثون به من الطرفين ,إخوان أو ممن يسمون أنفسهم موالاة ,فالنار التي يلعبون بها ستحرق الوطن وأول ضحاياها الوحدة الوطنية .وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .صدق الله العظيم.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-10-2012 09:35 AM

اذا تم ترجمة هذه الاغاني الى لغات العالم 00 ماذا سيقال عنا

2) تعليق بواسطة :
04-10-2012 10:42 AM

كلام في الصميم ويعكس روحا اردنية ووجدانا عربيا صافيا . اخي طايل، كم اتمنى ان ينظر الكثيرون من ابناء الوطن أبعد من انوفهم..سلمت وسلم قلمك

3) تعليق بواسطة :
04-10-2012 09:55 PM

أبدعت استاذ طايل ... انتقاءك رائع جدا للمواضيع التي تكتب بها ... استمر ولاتتوقف ... بارك الله بك ...

4) تعليق بواسطة :
05-10-2012 08:33 AM

اه يابلد

5) تعليق بواسطة :
05-10-2012 02:44 PM

الله يكثر من امثالك استاذ طايل.
و بتمنى الكل يقرأ مقالاتك.

6) تعليق بواسطة :
07-10-2012 07:34 AM

الاستاذ طايل سلمت يمناك على هذة الكلمات الرائعة تلك هي همومنا وتلك هي قضايانا ........ حما الله الاردن

7) تعليق بواسطة :
17-10-2012 06:41 PM

كبير والله يا استاذ طايل حيطنا مش واطي حنا الاردنية حيطنا مش واطي اخ طايل انت الماس وكتابتك من ذهب انت اردني حر وانت في الغربة 40 عاما وانت في الغربة وقلبك على وطنك كما هوا على اهلك سلمت يمناك ايها الاردني الاصيل وسيبقى حيطنا عالي وليس وااطي الاردنيون الشرفاء كثر في هذا البلد وقلبهم على وطنهم كما قلبك على وطنك ايها المغترب ايها القلب الكبير لا تخاف على وطنك لان النشامى شرواك كثر اللهم احفض الاردن واحفض كل نشمي من نشامى الاردن مثل طايل وغيره من الغيورين على الوطن وسيبقى الشماغ الاحمر شامخا على رؤوس الاردنين انت اردني ارفع راسك فووق ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012