اليوم وغداً ..حتى صباح يوم الجمعة .5/10 ..ولا صوت للعقل ليصيح في عمق الأردنيين أن الوطن هو خيارنا وخوفنا ..وناصية الغايات في قلوبنا ..كلنا أردنيون وكلنا نعشق هذا التراب الغالي ..موالين أو معارضين، نحن أمام تحدي العقلانية ،والسلوك الحضاري الذي سيكون حكماً علينا أو لنا في الأيام القادمة ..كل ما حولنا أصبح بشعاً ،ويجر البلاد والعباد إلى مواجهات سنخرج كلنا منها خاسرين ، لنستبق النتائج و نتوقف للحظة تفكير وندع الأمور تسير بقليل من الإدارة والتدبير .حتى لا نسمح لأطراف الغوغائية أن تظهر في المشهد متصدرةً النهائيات التي تنبئ بكارثة عقيمة سندفع ثمنها غالياً .

بالأمس صرح الشيخ حمزة منصور أن الملك سعيد بمسيرة الإخوان ولا تشكل له أي قلق يذكر ،والدليل على ذلك انه في البيرو يحضر قمة عربية - جنوب أمريكية ويخرج في جولات سياحية هو وأصدقائه على دراجاتهم النارية على هامش القمة ..فلماذا تجيش جيوش الفتنة من طرفي المعارضة والمولاة ..لماذا نتقاتل وصاحب الشأن لا يرى ما يجب أن نتقاتل عليه أو نتصارع ،مطمئناً سائحا خارج البلاد .؟

الإدارة العقلانية للأزمة الموشكة ستكون نصف الطريق إلى السلامة ..الشارع الأردني بما يحتويه من موالاة ومعارضة ..مؤيدين أو رافضين ..كلنا أهل وإخوة وأبناء في محيط هذا الوطن ..والعقل يحتم علينا جميعا أن نتوقف برهة لنفكر بالوطن ونحسب نتائج التسرع والعجلة ونتائج المواجهات في الشارع ..فليس كلنا بعاقل وليس كلنا بعاشق للوطن ..ولنعترف بوضوح وموضوعية أن هناك عشاق للملك وان هناك عشاق للنظام وان هناك من يرى الملك والنظام خادماً للأمة ولا يخرجان من هذا الجانب إلى التقديس ، وشتان بين النظرتين لكنها ليستا بالمستوى الذي يجعل من أبناء الوطن أنداداً وأعداءً ،ينتظرون فرصة الانقضاض على بعضهم البعض ..كلنا أردنيون أبناء هذه الأرض واختلافنا لا يعطي الحق لأي طرف ان يشحذ سكينه للأخر .

ولنتذكر حقيقية لا تغطيها شمس الكون، أن الأخوان ليسوا حزب فقط ،وإنما هم نسيج اجتماعي في المجتمع الأردني ..منهم في الأهل والأقرباء والجيران ..وهل من التعقل أن نتعارك وإياهم من اجل حكومات عاجزة عن إدارة البلد واحتواء الحراك بكل أطيافه وتياراته ،وتجد أن التصعيد وخلق الأزمات هو طريقها لتشتيت مسألة المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد ؟!.
الموالون هم أيضا أبناء الوطن يجدون أن الوفاء والمحافظة على عهدهم مع النظام هو طريق النجاة ..ولكل طرف أحقيته في الاعتراض والتعبير ..ولا ننسى أن هناك وطنيون أصبحوا في منتصف الطريق يكابدون الاعتقال والتضييق عليهم ،وهم ربيع هذه الأرض وعزتها ورواسيها لا نخلع عنهم عشقهم للأردن ولترابه .

الحضارة الإنسانية لا تعترف الا بمن ملك العقل وأدار نفسه ووطنه إلى مسارات الأمان وأنقذ وطنه من أن يجر إلى بحور الدم والقتل والتخوين .
كلنا أردنيون ..والوطن اكبر واجل من أن يكون لحزب أو لنظام أو لجماعة ..الوطن لنا جميعاً ..ونتيجة هذا الحشد والتجييش الغير عقلاني ،هو خسارة لكل الأطراف ..وسيتحمل تبعاتها النظام والإخوان على حد سواء ..فليتوقف صراع الديوك قبل ان تنقلب قدور الحكمة والتروي ..وليظهر دور الأمن ليكون هو الفيصل الأساس في ضبط الشارع الأردني .لأنه سيكون في نهاية المطاف الملوم وسيتحمل تبعات النتائج إذا ما كانت كراثية وسيقفون فوق منصات المحاكمات الشعبية في يوم من الأيام .

التواجد الأمني ضروري جداً لفصل المسيرات وعدم السماح باندماجها في نقطة التقاء ،ممكن ان يكون نتيجتها التحام الطرفين .هذا واجبهم امني تجاه الوطن والمواطن والنظام ..فلتكن مسيرة الإخوان أمام الجامع الحسيني ولتكون أخرى للموالاة أمام مسجد الملك حسين مكان تجمعهم المعهود ..أو في أي من ميادين عمان الكثيرة والواسعة .. ولترفع شعارات الطرفين ولتصدح حناجرهم كل بما يريد ويؤيد ويرغب ..ولنشهد حالتين من المعارضة والولاء وليكون مشهداً حضارياً للقاصي والداني من خارج الأردن وداخلة .ولينطلق بعدها كل إلى شأنه معارضاً ، مؤيداً أو صامتاً .

التعقل والتروي يا أيها الاردنيون ..دعوا المسيرات تسير بأمان ..ولتنتهي على خير وسلامة ..انها الديمقراطية وحرية التعبير وحق الاعتراض السلمي
دعوا المسيرات تسير بآمان وسلامة ..العقل يا أردنيين