أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


مخاوف فلسطينية مشروعة

بقلم : حماده فراعنه
06-10-2012 10:29 AM

واضح من نتائج زيارة وفدي حركة حماس من الداخل والخارج ، للقاهرة ، وإجتماع مكتبها السياسي ، برئاسة خالد مشعل ، أنها لم تثمر عن تحقيق معطيات ملموسة على جبهة العلاقات المصرية الفلسطينية ، وعلى طريق العلاقات الحزبية ما بين حركة حماس من طرف وحركة الأخوان المسلمين ( المصرية ) من طرف أخر ، بإعتبارها المرجعية الحزبية والسياسية والفكرية ، لحركة حماس .

المعطيات الواردة من القاهرة ، ومن صُلب التداولات التي تمت ، تفيد أن مصلحة حركة الأخوان المسلمين ، كحزب حاكم في مصر ، له الأولوية على ما عداه من مصالح ، وأن نجاح حركة الأخوان المسلمين في إدارة الدولة المصرية ، هو الذي يحكم الموقف والرؤية والأستحقاقات المطلوبة من الأخوان المسلمين ، ويقف في طليعتها :

أولاً : إرتباط الدولة بمعاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل ، وما يستتبعه ذلك من إلتزامات ، وما توفره المعاهدة من مساعدات مالية مدنية وعسكرية أميركية وأوروبية للقاهرة ، لا تستطيع الأستغناء عنها في المدى المنظور .

ثانياً : الأوضاع الأقتصادية الصعبة ، والتي تحتاج للحصول على مساعدات مالية وإقتصادية لتحريك عجلة الأقتصاد والسوق والأستثمار والسياسة في مصر ، بما فيها الحصول على قرض من البنك الدولي يتجاوز 4.5 مليار دولار ، وشطب مليار دولار ديون مستحقة من القاهرة لواشنطن ، مما يستدعي أن تنظر واشنطن بعين التقدير للسياسة المصرية بما فيها كيفية التعامل مع إستحقاقات كامب ديفيد مع إسرائيل .

ثالثاً : الوضع الأمني المأزوم في ظل الصراع الدموي المكشوف مع التنظيمات الأصولية المتطرفة في سيناء وإمتدادها في قلب قطاع غزة ، مما يستوجب التعاون الأسرائيلي أمنياً وعسكرياً مع المؤسسة العسكرية والأمنية المصرية والتنسيق معها لنجاح الحملة المصرية لفرض الهدوء والأستقرار في سيناء ومنها وخلالها لباقي الربوع المصرية ، التي تأزمت بعد عملية رفح التي إستهدفت الجيش المصري وكلفته غالياً من جنوده وضباطه وسمعته وهيبته .

لقد دفع المتطرفون الأسلاميون القاهرة كي تكون في خندق تل أبيب ، من خلال إستهداف الجيش المصري ، مما يدلل على إحتمال واحد من إثنين أولهما : الغباء السياسي المقيت لدى أصحاب القرار الذين نفذوا العملية الأرهابية ضد الجيش المصري وإستفزوه كي يقوم بحملة التطهير ضد العناصر والمجموعات المتطرفة على أرض سيناء ، والأحتمال الثاني : أن هذه المجموعة وصاحب القرار فيها لديه إرتباط مع الأجهزة الأمنية الأسرائيلية دفعته لممارسة التحريض داخل المجموعة كي تقوم بالعمل الأرهابي ضد الجيش المصري ، لأن نتائج العمل أدى إلى تقديم خدمة مجانية للإسرائيليين ، على حساب مصر وفلسطين على السواء .

السياسة المصرية بدت واضحة ، وهي تترسخ ولم تتغير ، وتقوم على ما يلي :

أولاً : أن حركة حماس ، فصيلاً فلسطينياً مثله مثل سائر القوى السياسية الفلسطينية ، لا أكثر ولا أقل .

ثانياً : التعامل مع الواقع الفلسطيني الممزق والمشتت ، والقائم على الأنقسام ، مع إستمرارية الجهد والمحاولات المصرية ، للتراجع عن الأنقلاب وإنهاء الأنقسام وإستعادة الوحدة .

ثالثاً : هناك قيادة فلسطينية شرعية واحدة ، تتمثل بالرئيس محمود عباس ، وحكومة واحدة هي حكومة الأئتلاف الوطني التي يقودها سلام فياض في رام الله .

السياسة المصرية هي نفس السياسة الأردنية المتفاهم عليها بين عمان والقاهرة ، فالتفاهم وإستقبال حماس يتم بالأحترام الذي تستحقه كفصيل فلسطيني ، ولكن لا تعامل بأي شكل من الأشكال مع رموز الأنقلاب ومظاهره في قطاع غزة ، وهناك شرعية فلسطينية واحدة لها عنوان هو منظمة التحرير وسلطتها الوطنية ، وما زيارة رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة إلى رام الله ، وعقد اللجنة المشتركة الأردنية الفلسطينية على أرض فلسطين ، وفي رام الله المحتلة سوى تأكيد على هذا الفهم والرؤية والقناعة والمصلحة الأردنية نحو فلسطين ووحدة مؤسساتها التمثيلية ، والعمل على إسناد ودعم برنامجها لصمود الشعب العربي الفلسطيني على أرض وطنه وبناء وتطوير مؤسساته الوطنية على أرضه وداخل مساماته ، كي تشكل المقدمات الضرورية والعملية وصولاً إلى دحر الأحتلال وجلائه الكامل عن فلسطين وإنتزاع حقوق الشعب الفلسطيني الثلاثة :

- حقه في المساواة في مناطق 48 .
- حقه في الأستقلال في مناطق 67 .
- حقه في العودة للاجئين .

كان ثمة خوف فلسطيني ، من نتائج الربيع العربي التي دفعت الأخوان المسلمين ، عبر صناديق الأقتراع وبالتفاهم مع الأميركيين ، ليتصدروا المشهد العربي في مصر وتونس والمغرب وليبيا ، ويقودوا المعارضة من موقع قوة في سوريا والأردن واليمن والكويت ، ولكن النتائج المباشرة لا تؤكد ذلك فثمة أوضاع سياسية أكثر تعقيداً من هذه المخاوف الفلسطينية المشروعة .

h.faraneh@yahoo.com


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012