أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


هل نستعير "سعد الحريري"
18-08-2010 12:14 PM
كل الاردن -

خالد المجالي

 

 

ذلك الشاب الأنيق ، والذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب كما يقال ، وتربى على الدلال وسط الملايين لا بل المليارات ، بين ليلة وضحاها يصبح وارث مشروع رفيق الحريري السياسي ، وأكاد اجزم انه في تلك اللحظة المؤلمة لم يكن في خلده سوى كيف واين يقضي ذلك الربيع من عام 2005 .

 

بدون أي ترتيب إلا قضاء الله سبحانه وتعالى يقف سعد الحريري يتقبل العزاء والكل ينظر اليه والكل يتساءل ماذا سيفعل هذا الشاب بعد انتهاء العزاء ؟ وماذا سيكون مصير ارث والده السياسي الذي بناه على مدى عشرين عاما ؟؟ وأين، في لبنان .... لبنان العزيزة التي تميزت عن كل الدول العربية بالانقسامات السياسية والطائفية والتدخلات الإقليمية ، لبنان التي أصبحت مدرسة لصنع السياسيين بغض النظر اذا اتفقنا معهم او اختلفنا إلا انها مدرسة لا بل جامعة لكل السياسة المتناقضة ولكل التدخلات الإقليمية والدولية ومدرسة في المقاومة التي افتقدناها الا في غزة هاشم الصامدة .

 

ايام والكل يراقب تحركات ذلك الشاب. والبعض راهن على انتهاء مشروع رفيق الحريري وآخرين وجدوا الفرصة لاستغلال ذلك الحدث المؤلم لتصفية الحسابات الداخلية والإقليمية بوجود شاب لم يعرف عنه أية خبرة سياسية ، ومنهم من وجدها فرصة لتوجيه ذلك الشاب كما تشتهي رياحه ، وما هي إلا أشهر حتى بدأت الأمور تأخذ منحى مفاجئاً للجميع ... يستطيع ذلك الشاب ان يحمل مشروع والده ويستطيع ان يعقد الصفقات الداخلية والخارجية ، ويبني سلسلة من العلاقات ، ربما زادت على ما بناه والده ، وسنة وكان الشاب سعد من أصحاب النفوذ السياسي. وأين ؟ في لبنان ..يبني حزبا يدخل انتخابات يبني كتلا يقرر من رئيس الوزراء يصبح بمصاف زعماء لبنان السياسيين المخضرمين .... وتمر السنوات ويتربع ذلك الشاب على كرسي رئاسة الحكومة اللبنانية وبأغلبية نيابية حقيقية وليست كما أغلبية مجلسنا غير المأسوف عليه .

 

ما دفعني لهذا الحديث هو ما يحصل عندنا في الوطن الغالي .... لماذا عجزت الأردن التي أنجبت هزاع ووصفي وعبدالحميد شرف من إنجاب شاب مثل سعد الحريري ونحن في الأردن لا نعاني مما يعانيه لبنان الشقيق ؟ ام إننا شيبا وشبابا أصبحنا مجرد موظفين حكوميين ... الوزير موظف رئيس الوزراء موظف ... المدير موظف ... وحتى هناك أمناء لما يسمى الأحزاب الأردنية ايضا هم موظفون يتلقون تعليماتهم ممن دعمهم وطلب منهم تشكيل الأحزاب ... حتى ان من هم رؤساء لمؤسسات مجتمع محلي ومنظمات معنية بالحقوق والحريات أصبحوا موظفين ... ولم تسلم مراكز الدراسات ايضا من ان يكونوا موظفين ...ولا نتفاجأ بان بعض النقباء ورؤساء النقابات هم ايضا موظفون .

 

هل هذا ما نصبو إليه ؟ دولة موظفين مرعوبين لا يجرؤ اي كان على ان يكون له رأي ولا يجرؤ اي كان أن يكون له توجه غير توجه الحكومة .... وهل المطلوب مجلس أعيان من الموظفين ومجلس نواب من الموظفين وشخصيات وطنية كموظفين ووجهاء عشائر كموظفين ؟؟...هل محرم علينا ان يكون في هذا الوطن صاحب رأي مخالف لسطوة الحكومة وقراراتها ....؟؟ وهل المفروض ان لا نفكر إلا بالأكل والشرب والديون والأقساط ونبقي ايدينا مرفوعة للدعاء للحكومة على توفير مياه الشرب لأبنائنا ؟؟

 

قبل أكثر من ثلاثين عاما كانت هناك نكتة .... ان الرئيس اللبناني طلب في ذلك الوقت ان نعيرهم  شخصية وطنية أردنية لضبط الأمور والانفلات في لبنان .... والآن نحن نقول لإخواننا اللبنانيين هل يمكن ان تعيرونا بعض سياسيكم لنتعلم منهم كيف تكون السياسة والاختلاف على القضايا الوطنية ونحن لا نمر بما تمرون به من تدخلات إقليمية ودولية ؟؟ هل يمكن ان تعيروننا مجلس النواب اللبناني دورة نيابية واحدة حتى نتعلم منهم ماذا يعني مجلس نواب وماذا يعني رئيس مجلس نواب ؟؟ وهل يمكن ان تعيروننا سعد الحريري لنتعلم منه كيف يحمل الشباب مشروعهم الوطني سياسيا وكيف يمكن ان يصبح ابناء الذوات المدللين سياسيين وأصحاب ارث سياسي وليس أي ارث آخر ؟؟

 

وأخيرا نتمنى للبنان الشقيق مزيدا من الاستقرار والأمن والتقدم، كما ونتمنى ان نتعلم منكم كيف نصبح سياسيين وليس موظفين ........ وحمى الله الوطن.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012