أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


الأمس...إخفاقات الدولة وليست نجاحات الإخوان!

بقلم : جمال الدويري
07-10-2012 09:12 AM


أسابيع وأيام من التجييش والتجييش المضاد, من الشدّ والرخي, من التعبئة التي أخذت أحيانا أبعادا شبه عسكرية وميليشياوية لدى الجهة التي أخذت على عاتقها أن تُخرج خمسين الفا 'مما تعُدُّون' الى الشارع للضغط باتجاه إعادة تفصيل قانون الانتخاب على المقاس, حيث انه ما زال فضفاضا قد لا يؤمن للإخوان المظهر اللائق والأغلبية الساحقة لحكم البلاد, وتجريد الملك من صلاحياته.
مرّ يوم أمس الجمعة بسلام والحمد لله, وكانت أبلغ سماته, أن الإسلاميون قد سجلوا نجاحا في التحشييد مبنيا على فشل حكوماتنا المتعاقبة بحل المشاكل وتلبية مطالب الحراكات الشعبية بالاصلاح ومحاربة الفساد.

ودون التعرض للأرقام, فهذه قد ركز عليها من يريد إيصال الرسالة من الحشد, ورغم أن رسالة الأمس قد لا تبني لتوقعات المستقبل, الا أن الحركة الاسلامية وبعد عودتها الى تحفيز العنصر الإستراتيجي الديموغرافي للمخيمات الذي كان مجمدا الى حدٍّ ما حتى يوم أمس, نجحت بالتأكيد بالاقتراب من الأرقام المنشودة والمعلنة في حملتها التحضيرية لمسيرة 'إنقاذ وطن' أو 'الزحف المقدس' أو 'معركة بدر'
وليس هنا بين القصيد, بل هو هناك حيث الإجابة على التسائل: كيف تم لهم ذلك؟

اولا, لم تنجح الحركة الاسلامية بقدر ما فشلت الرسمية الأردنية, باستيعاب مطالب الحراكات الشعبية المعقولة والمُبرّرة والمُحِقّة للإصلاح ومحاربة الفساد واسترداد ما ضاع من الوطن ومقدراته.
ثانيا, تجاهل الرسمية الأردنية لبقية الحراكات الشعبية على حساب التفاوض الدائم والعروض السخية التي قدمتها للحركة, وكأن الحركة هي ظل الله على الأرض, وهي الممثل 'الشرعي والوحيد' للأردنيين.

ثالثا, إن مشاركة الحراكات الشعبية الأردنية والكثير من ممثلي العشائر الأردنية, والتي لم تكن تلتقي مع الطرح الاسلامي لأخونة الوطن ومستقبله, بمسيرة الأمس, لم يكن حالة من التفاعل الأيدلوجي او الإنصهار الفكري والوجداني مع التصور الاصلاحي لهذا الشريك, بل كان بدافع خيبة الأمل المريرة من فهم الحكومة واسلوبها للاصلاح, ونهجها المنحاز تماما للاسلاميين باختيار ألاطراف التي تتحادث معهم بشأن الاصلاح المطلوب وحدوده وشكله.

رابعا, إن المشاركة العريضة لحراكات المحافظات والعشائر من جهات الوطن الأربع قد بينت أن الحكومات الأردنية المتعاقبة لم تُقدّر بعدُ حق التقدير شرعية هذه الحراكات ومدى عمقها وتجذُّرها في الضمير الشعبي الأردني وقدرتها على إعطاء الزخم وإدامته لكل تحرك وفي أية ساحة, حتى مع غياب القدرة المادية والميليشياوية التي يتحزم بها الاخوان.

خامسا, إن الطابع الوطني الخالص لدوافع هذه الحراكات للعمل والمطالبة, لحريٌّ بالحكومات وأصحاب القرار أن يتركوا لها تبوأ المقام المناسب والمكانة الجديرة بوطنيتها وعدم ازدواجية إطاراتها ومعاييرها.
سادسا, إن السبعة 'المُصْلِحة' التي بَنتْ عليها الحركة الاسلامية مرافعتها في الأمس, مضمونا وترتيبا وربما تلميحا دون تصريح, ليست بالضرورة ما دفع غير الاسلاميين للمشاركة ب 'إنقاذ الوطن' وإن شاركوهم بعضها.
سابعا, أما وقد طفح الكيل, فلا بد هنا من الاشارة الى اختطاف النقابات الأردنية الى عالم أقل ما يقال به أنه بعيد عن هموم المهنة ولُبّ عمل القائمين عليها. وبعد أن رفضت النقابات مشاركتها بالمسيرة, وزّع وائل السقا 'وزير خارجية وداخلية المهندسين' رغما عن أنوف الجميع عشرة آلاف قبعة باسم النقابات ليؤكد على المشاركة 'على راسه' .
ثامنا, لقد آن الأوان 'واستوى العدس' لأن تلجم الحكومة دهمائها وحملة القاب الرعونة والطيش السياسي بها, بل واللامسؤولين من مسؤوليها وبعض وزرائها والناطقين الرسميين باسمها.

فبعد أن يُصاب سميحها ب 'حصر بول فكري' خطير ويشجع على التشريع لتكميم الأفواه وإعدام صوت الضمير الشعبي والوطني الخائف على الوطن ومستقبل أجياله, والمحارب للفساد وحملة لوائه, بالتعديلات المتخلفة لقانون المطبوعات والنشر الأخيرة, ينبري في الأمس للحديث عن معرفة الحكومة بالمكان 'المحصور' لجغرافيا مسيرة تظاهرة إنقاذ الوطن, بإشارة واضحة مشككة بالارقام المعلنة لمنظميها, وإني ومعي كثر لننتظر بفارغ الصبر وبعض الضحك الخبيث لما قد 'يمعطه' المعايطة من تصاريح وآراء بعد خروجه من وزارته,
يتدخل عميد السياسة الخارجية الأردنية 'بلا عِمادة' وزير خارجيتنا 'الدائم' لدي بلاط شعبنا 'الفقير' لخبراء السياسة الخارجية ودهاتها والجديرين بخلافة 'الامبراطور' ناصر جودة على طريق المطار, وفي خلطٍ مشبوه ومُتطفل بين خارج الوطن وداخله, ليعلن في مقاربة 'غبيّة' وغبية جدا, بأن من تظاهر في الأمس هم ثمانية آلاف مقابل مليوني مواطن سجلوا للإنتخابات, وكأن مهمته في الوزارة قد انحسرت الى حمل آلات حساب وضبط للأرقام وتمييز بعضها عن بعض, هذا صالح وهذا طالح, هذا متظاهر وهذا منتخب مثبت لتوزيره الى الأبد. والغريب هنا والعصيُّ على الفهم هو فهم وزير خارجيتنا لمشروعية ومنطقية الربط بين أعداد هؤلاء وأعداد أولئك.

ولا بد هنا للتسائل المبرر, عما إذا شاهد جودة شخصيا أو على شاشات التلفاز على الأقل جموع الأمس وحدد على أساسها موضوعيا أرقامها وحساباتها, أم أنه كان مشغولا بالتعاطي مع البعد الدولي لقضايانا الوطنية الذي هو صميم وظيفته وماهية تكليفه طويل الأمد, وليس آخرها ولا أقلها, ما يصل الى مسامعنا من فساد مستشري في الكثير من طواقمه الخارجية.

والآن وبعد أن ذاب الثلج وبان المرج, فإن الاسلاميين وقد 'نشقوا رائحة دم النجاح' فيما ذهبوا اليه من تحشييد وضغط على صاحب القرار, سوف يرفعون من وتيرة الابتزاز والتهديد من أجل الاستحواذ على حِمْل الجَمل والجَمل معا دون غيرهم, لأن تشاركية الأمس ليست الا جسرا لهم وتخطيطا مرحليا ليس إلا. فهل للدولة والحكومة أن تفيق, وهل لصاحب القرار أن يأخذ بالأسباب والموضوعية, ويدرك أن الأردن مسلم بالفطرة, مع احترامي الشديد لأقليات أخرى مشهود لها بالوطنية والإنتماء, وأن هناك قوى سياسية فاعلة وذات وزن لا ترتدي الأخضر ولا تشهر السيوف, الا من أجل الوطن, هي الأساس في تركيبتنا الوطنية ولا يمكن القفز عنها أو تجاهلها أبدا.

وهل للحراكات وممثلي العشائر أن تنصهر أخيرا في بوتقةِ تجمعٍ وطنيةٍ واحدةٍ, تمثل الوطن بحق, وتوقف زحف المد الأخضر الذي لا يحمل في معظمه ختم البراءة ومشروعية التمثيل.

وفي البداية والختام الف تحية واحترام لرجال زين جباههم شعار الوطن, ولم يكن لهم دخلا في الحسابات من أي طرف غير طرف الوطن. رجال الأمن بكل صنوفه وكوادره. شكرا وطنيا جزيلا لكم.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-10-2012 01:57 PM

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

2) تعليق بواسطة :
07-10-2012 09:17 PM

الاخ جمال مقالك حميل جيدممتاز الئنك تدرك كل الائدراك وحريص على مصلحة الوطن قمة بتفصيل المشهد السياسي الاردني والمشهد الاخواني على وجه التحديد فهل من يفهم رسالتك لئنها تحمل عنوين كثيره افهمو ايوها الاردنين حكومه وشعب خطورة المشهدالاخواني

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012