أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


سورية مركز الأسلام المعتدل وقلب المسيحية العالمية

بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
07-10-2012 09:20 AM

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

بين (الدولة) الفدرالية الروسية ومؤسساتها، و(الدولة) الجمهورية العربية السورية ومؤسساتها المختلفة، هناك العديد من الروابط الاقتصادية والثقافية، فالعديد من الشركات الروسية تعمل في هذا البلد العربي على استخراج النفط والغاز الطبيعي، ومنها شركة حكومية نووية عملاقة (روساتوم) لبناء محطة للطاقة الكهربائية، كذلك الشركات الروسية الأخرى لها مصالح خاصة بها في قطاعات مثل الزراعة والبنية التحتية، والمستحضرات الصيدلانية والاتصالات السلكية واللاسلكية.

العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي ما زالت غير مقتنعة باستراتيجية موسكو ازاء الحدث السوري، باعتبار الأخير هو بمثابة حدث روسي داخلي في داخل مدينة موسكو، وفي النهاية هذه مشكلة واشنطن لا موسكو، والفدرالية الروسية لن تسمح بسقوط النسق السياسي السوري ومؤسساته وعلى رأسها مؤسسة الجيش العربي السوري المتماسك، وأمّا شخص الرئيس فمن يحدده صناديق الأقتراع العام في أي انتخابات في المستقبل، ضمن أي عملية سياسية يتفق عليها عبر الحوار السوري العام، والنسق السياسي السوري الحالي أحد مكونات المجتمع السوري، في أي عملية سياسية قد تجري لاحقاً، شاء من شاء وأبى من أبى ونقطة.

فكما أنّ سورية هي مركز الأسلام المعتدل في العالم، هي أيضاً مركز المسيحية العالمية، والفدرالية الروسية ومعها أوروبا الشرقية – تقسيمها الأخير، تدين بالأرذوكسية المسيحية، وبالتالي الروس وغيرهم تابعون دينيّاً لسورية مركز المسيحية العالمية.

القضية وجلّ الحدث الأحتجاجي في سورية لا علاقة لها بـ'الديمقراطية'، فقطر والمملكة العربية السعودية اللتان ترسلان الأسلحة والمال إلى الجماعات المعارضة المسلحة السورية، يحاولون ويسعون الى خلق كيان مناهض لإيران وللضغط على روسيا الفدرالية في الشرق الأوسط، وقطع قدرتها على الوصول إلى حلفائها الرئيسين في المنطقة، ومن المعروف قوّة وخشونة المملكة العربية السعودية في قمع المعارضات السعودية.

إن حق النقض (الفيتو) من قبل الشعب الروسي والصيني، دفن كل جهود المملكة وحلفائها من الأنظمة العربية والأجنبية من التدخل المباشر في الشؤون السورية، فالرياض اتهمت موسكو بمعارضتها إلى ما يسمى بـ 'العالم السني'، ودخلت في تحالف مع ما يسمى بالمحور 'الشيعي'، بعدما أدانت وزارة الخارجية الروسية يوم 2 أذار من هذا العام، بيانا اتهمت فيه المملكة العربية السعودية بدعم الإرهاب في سورية.

بالإضافة إلى دورها – أي الجماعات الجهادية - في الشرق الأوسط، تخشى روسيا الفدرالية التأثير السلبي لانتصار الجماعات المتطرفة التي ترعاها المملكة العربية السعودية وقطر في سورية، على الوضع في شمال القوقاز في روسيا، حيث انتشر التمرد الوهابي.

موسكو لا تثق بالمملكة العربية السعودية بسبب دعمها للوهابيين والسلفيين، ففي الواقع تقوم الرياض بتمويل التمرد من أفراد وجماعات في شمال القوقاز، وترى روسيا في كل من سورية وإيران الضامن في عدم انتشار الوهابية في القوقاز.

تجدر الإشارة إلى أنه في سوريا هناك مجتمع شيشاني كبير له صلات بشمال القوقاز، ولكن هذا المجتمع لم يسبب المشاكل لموسكو، وهذا يمكن أن يتغير إذا ما أطاح المتمردين بالنظام السوري، وحينها يمكن أن تصبح سورية ملاذاً للنشطاء المناهضين لروسيا ومصدراً لتمويل ودعم الإرهاب في روسيا الفدرالية.

وذكرت بعض المعلومات عن وجود جهاديين من روسيا الفدرالية في الأراضي السورية، وقد كتبت المواقع المتطرفة الشيشانية مؤخرا أن رستم غولاييف، وهو ابن، واحد من القادة السابقين للانفصاليين، الذين قاتلوا ضد روسيا - قتل في شوارع حلب، هذا وقد وصل رستم في سورية في بداية الصيف لهذا العام، وقتل ما بين 11 و 13 آب الماضي وأعيد جثمانه في 17 آب.

www.roussanlegal.0pi.com
mohd_ahamd2003@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-10-2012 11:13 AM

I consider myself as knowledgeable in Rusian - Middle East relations, based on that I wish to thank you for your informative article to the public

2) تعليق بواسطة :
07-10-2012 02:02 PM

1- من ايد النظام السوري و مشى على نهج الدفاع الاعمى عنه , نسي ان الاعمى "الارادي" متخبط , فنرى مثلا ان احد اركان الدفاع عن النظام السوري يقوم على فرضية "الاستعمار" البراغماتي , نراهم اليوم يسوغون لبراغماتية روسيا و وصف مشاريعها داخل سوريا بسلاسة لا بل و محورتها داخل صندوق العلاقات الطيبة الملائكية !!!!
2-صرح وزير الخارجية الروسي لاحد الاذاعات المحلية الروسية ان روسيا تخاف من "دولة سنية" داخل سوريا !! اذاً فالموقف الروسي يريد اسلاما لا معتدل في سوريا !! اي الاسلام الذي تحدده المواقف السياسية و الاصطفافات المذهبية التفريقية !!! لا و الموقف نابع من فكرة دينية بحتة لا تعترف بالاغلبية و تغلب الطائفية التي وفرت مصالح براغماتية , لا بل و لمح من الخوف على تاثير هذه السنية على السنية التي يواجهونها في الشيشان !!! يعني فلتذهب الاغلبية الى الجحيم و لنرفع من قيمة الاقلية , لا ان تكون الدولة الوطنية الجامعة هي الهدف لدى روسيا و حليفها النظام السوري !!!!!!
3- لا اسلام معتدل في دولة تدعي يوما انها علمانية و يدعي اصحابها يوما انها تمثل الاسلام المعتدل !! و على فكرة فالاسلام المعتدل حسب تصنيف الانظمة الشمولية الجمهورية و الملكية المطلقة الاستبدادية هو الاسلام الراضخ المخدِر !!!!!!!! و للعلم فان "الرجعية" التي تبينت في الانظمة التي تدعي "التقدمية" قد اصبح خطابها اقرب الى الدينية كوسيلة ديماغوجية لترويج الاستبداد . لذا نرى الجهود العظيمة في التخبيص الخطابي من الثنائي "البوطي" و احمد حسون , وهم يغردون كل يوم بكلام ورط النظام السوري اكثر مما افاده .
4- روسيا دولة ما زالت تعاني اللادينية التي اسستها ثورة البلاشفة و لم تنتهي بسقوطهم ! اسقطت الكنيسة مع القياصرة التي كانت اصلا مع القياصرة عبارة عن "ربطة عنق" للقيصر لا اكثر و لا اقل و انتهت فترة الحكم الديني و تاثيره التسويغي على الحكم , تماما كما هو الحال في امريكا , فالدين لوحة ديكورية فقط لا علاقة لها بالسياسات و الدليل ان المافيوية هي ام و دين سياسات روسيا كما هي الولايات المتحدة , سطوة راس المال السياسي التجاري الدموي على سلطة القرار !!
5- قطر و السعودية متسلقتان على تناقضات الربيع العربي !! لذا هما ليسا الحجة كما هي اسرائيل لقمع شعب و رميه في حضنهم , لاثبات جودة "الاستبداد" و ضرورته الخبيثة !! قطر و السعودية قزمان صغيران , انتم ما زلتم تضعونهما عملاقان , كما حولتم اسرائيل من عدو الى "خمار" تغطون به عيوب الاستبداد و الاجرام !! هذه الوسائل الدرعية اصبحت بالية قديمة .
*- لذا نرى اغلب اسلوب التحليل درامي رومانسي فنتازي لا دخل له بالواقع , فتارة تضخمون و تارة تصغرون , و تارة تتحدثون بشوفينية بل هي اغلب الاساليب المتبعة لديكم , و تارة بتحويرية تزييفية هدفها تدويخ القارئ و تشتيته !!
*-لكن سنحاربكم بالوعي ,, الوعي عدوكم الأول .

3) تعليق بواسطة :
07-10-2012 02:18 PM

حيّال الله ابو العدوان قلت رأيك في رأينا - وان كان رأينا رأي سائد --- شكرا لكم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012